هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسود الرأي العام الأردني حالة من التخبط على خلفية الاعتقالات الأمنية التي طالت مسؤولين، مساء السبت، فاقمها بث الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق لملك البلاد، عبد الله الثاني، مقطع فيديو قال فيه إنه يخضع للإقامة الجبرية، منتقدا "الفساد" في البلاد.
وقال الأمير حمزة إنه منع من مغادرة المنزل أو مقابلة أحد باستثناء عائلته، وإن السلطات قطعت وسائل الاتصال الخاصة به، بما في ذلك شبكة الإنترنت، وتم اعتقال شخصيات مقربة منه.
وخلط فيديو الأمير أوراق المتابعين، والناشطين الأردنيين، وزاد من غموض المشهد وسط غياب لرواية كاملة.
اقرأ أيضا: أنباء عن محاولة انقلاب في الأردن.. والأمير حمزة بالحبس المنزلي
وفي حديث لـ"عربي21"، علّقت المحللة والكاتبة لميس اندوني بالقول إن "الأمير حمزة يقول إنه تحت الإقامة الجبرية نتيجة حملة تستهدف منتقدي السياسات الرسمية، وهذا تطور خطير جدا".
وأعرب متابعون عن تعاطفهم مع الأمير حمزة إثر بثه مقطع الفيديو، فيما شدد آخرون على ضرورة التركيز على حماية البلاد من الفوضى.
— السيل الكبير (@Torrentjars1) April 4, 2021
— sondos rose (@sondosrose555) April 3, 2021
وأعرب عضو نقابة المهندسين، ميسرة ملص، عن اعتقاده بأن الحل للمشهد الحالي في الأردن هو "بالإصلاح الجذري للنظام، كون ثمنه أقل بكثير من تراكم الخراب"، معتبرا ما قاله الأمير حمزة "يسمعه الأردنيون في معظم مجالس البلد، وإن كان همسا بالماضي أصبح الآن علنا".
وفتح الفيديو شهية محللين سياسيين، استبعدوا أن يكون الأمير حمزة قد دبر لانقلاب ضد الملك عبد الله الثاني.
وقال أستاذ العلوم السياسية، الكاتب حسن البراري، في بث عبر صفحته على فيسبوك: "كانت ليلة حساسة، ولكنها ليست خطيرة على الأردن، عنوان ما يجري في الأردن هو الأمير حمزة، لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن يتم اتهام الأمير حمزة بانه يقف وراء كل من يفكرون بالانقلاب على الملك".
وأضاف: "الأمير حمزة لم يكف في يوم من الأيام عن كتابة بعض التغريدات التي يتباكى فيها على الأردن، ويحذر فيها السياسات الرسمية في الأردن من ما آلت إليه الأمور من فقر وبطالة واستبداد وقمع، هنا الأمير حمزة وكأنه يقف في صف المعارضة الوطنية، وهذا أقلق النظام، لكنّ هناك انطباعا لدى الأردنيين لأن الأمير حمزة ظلم، وكان يجب أن يبقى وليا للعهد وهذا بالنهاية يبقى شأنا هاشميا".
وأعرب البراري عن اعتقاده بأن "الملك عبد الله الثاني يريد حسم الصراع داخل الأسرة الحاكمة إلى الأبد، ربما توطئة لقرارات استراتيجية قادمة لا تقبل القسمة على اثنين".
أما النائب السابق وصفي الرواشدة، فعلق على ما جرى متسائلا: "إذا كان ما جرى محاولة انقلاب، فالموضوع غير مقنع بتاتا، وحوله العديد من التساؤلات، الموضوع باعتقادي هو محاولة إعادة ضبط للشأن الداخلي، والتخلص من أي عامل قد يعكر ما سيجري مستقبلا، فالوضع الداخلي مأزوم، كما هو حال الوضع الخارجي الذي اهتز كثيرا واصبح غير مؤثر".
مطالب بتوضيح ما يجري
وانشغل الرأي العام الأردني بما نشر من أخبار وتسريبات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، منتقدين غياب الرواية الرسمية.
وفي إطار رصدها لردود الفعل، قال المواطن محمود أبو هلال من العاصمة عمان: "غابت الرواية الرسمية، وبالتالي الإعلام الرسمي، في اللحظة والموقف والحدث الذي يفترض أن تظهر فيه، فيما حضر المواطن الصحفي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي".
اقرأ أيضا: بيان سعودي ثان بشأن الأردن.. وحشد على "تويتر"
وبحسبه، و"رغم التمويل المادي والأجور والرواتب الشهرية والدعم والتسهيلات، نجد أن الإعلام الرسمي يخفق، ويبدو ضعيفا ومهزوزا عند حدوث أزمة ما أو حدث طارئ، نكون أحوج إليه، في ظل هجمات إعلامية خارجية شرسة، ومحاولات لتضليل إعلامي".
أما غيث التل من مدينة اربد (70 كيلومتر شمال العاصمة عمان)، فيقول: "ساء الأردنيين كثيرا أن يظهر الناطق الإعلامي باسم الحكومة في خضم الأزمة وتناقل الأخبار وهو يتحدث عن خدمات توصيل الطعام خلال شهر رمضان، فيما اكتفت وكالة الأنباء الرسمية بنقل خبرين مقتضبين عن مصدر، دون أن يكون هنالك خبر واضح من جهة صريحة موثوقة لدى الأردنيين".
اعتقالات
وعلمت "عربي21" من مصادر أمنية أن المداهمات واعتقال الشخصيات الأردنية تمت في توقيت متقارب من ظهر السبت.
وشملت الاعتقالات رئيس الديوان الملكي باسم عوض الله، مستشار ولي العهد السعودي، إلى جانب الشريف حسن بن زيد من أشراف العائلة المالكة.
والملفت أن الاعتقالات شملت شخصيات مقربة من الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، وولي العهد السابق للمملكة، وحسب ما قالت شخصيات من مدينة الكرك، فالاعتقال شمل "اعتقال مجموعة من مرافقي الأمير حمزة، وهم مدير القصر أبو حماد، والمرافق المدني عقيد متقاعد ياسر المجالي، وبعض الشيوخ، عرف منهم الشيخ سمير عبدالوهاب المجالي".
وأصدرت عشائر في الكرك بيانا صحفيا مساء السبت، قالوا فيه: "صدمنا هذا المساء بأخبار مفادها دخول قوات عسكرية إلى منطقة غور الذراع /غور رفيفان -الكرك، وقوات أمنية إلى أراضي لوائنا الحبيب في القصر لاعتقال العقيد المتقاعد ياسر سليمان رفيفان المجالي، مدير مكتب الأمير حمزه بن الحسين، والشيخ سمير عبد الوهاب المجالي، وعدد غير معروف لدينا الآن من أبناء عشيرتنا الحبيبة، بطريقة لا تحمل في طياتها إلا الغدر والخيانة والإهانة لكافة أفراد العشيرة ورموزها".
بيان من الجيش
رئيس هيئة الأركان المشتركة، اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، كان قد أكد، السبت، عدم صحة ما نشر من ادعاءات حول اعتقال سمو الأمير حمزة، لكنه بيّن أنه طٌلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره، في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتقل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله، وآخرون.
وقال اللواء الحنيطي إن التحقيقات مستمرة، وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح. وأكد أن كل الإجراءات التي اتخذت تمت في إطار القانون وبعد تحقيقات حثيثة استدعتها، مثلما أكد أن لا أحد فوق القانون، وأن أمن الأردن واستقراره يتقدم على أي اعتبار.
ورصدت "عربي21"، مساء السبت، انتشارا أمنيا على مداخل دوار خلدا -دابوق، وهو الطريق المؤدي إلى قصر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إذ أغلقت دوريات الشرطة المداخل والمخارج إلى منطقة دابوق.