سياسة عربية

نتنياهو يرفض المصادقة على تزويد الأردن بالمياه

أكدت صحيفة هآرتس  أن "نهج نتنياهو يعكس عمق الأزمة بين إسرائيل والأردن"- جيتي
أكدت صحيفة هآرتس أن "نهج نتنياهو يعكس عمق الأزمة بين إسرائيل والأردن"- جيتي

سلطت صحيفة عبرية الضوء على الأزمة المتصاعدة بين الاحتلال الإسرائيلي الذي يقود حكومته الحالية بنيامين نتنياهو، والمملكة الأردنية الهاشمية.


وكشفت صحيفة "هآرتس" في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، امتنع عن المصادقة على طلب أردني لتوريد المياه من إسرائيل، وهو طلب قدم بسبب نقص المياه في المملكة".


وذكرت أن "نتنياهو لم يرد بشكل إيجابي، على الرغم من أن المتخصصين في شؤون المياه ومسؤولي مؤسسة الأمن، أوصوا بالموافقة على الطلب".

 

وأكدت الصحيفة، أن "نهج نتنياهو يعكس عمق الأزمة بين إسرائيل والأردن، التي يبدو أن جزءا منها مرتبط بالاحتكاك الشخصي بين رئيس الوزراء والملك عبد الله الثاني".

وفي الأسبوع الماضي، منعت الأردن طائرة نتنياهو من التحليق في الأجواء الأردنية وهو في طريقه لزيارة الإمارات، ما أدى إلى إلغاء نتنياهو لهذه الزيارة للمرة الرابعة، وجاء ذلك بحسب وسائل الإعلام العبرية؛ ردا على اعتراض الاحتلال على الترتيبات الأمنية التي اتفق عليها سابقا مع عمان لترتيب زيارة ولي العهد الأردني للمسجد الأقصى، ما تسبب أيضا بإلغاء الأمير زيارتَه لمدينة القدس المحتلة.

 

اقرأ أيضا: NYT: نتنياهو حطم علاقاته مع الأردن وحلفائه في الإمارات


ونوهت أن "الأزمة بين عمان وتل أبيب، احتدمت في الأسابيع الأخيرة، بالأساس على خلفية إلغاء زيارة نتنياهو للإمارات الأسبوع الماضي"، مضيفة: "عقب ذلك، غضب نتنياهو من الأردن، وقرر إغلاق المجال الجوي لإسرائيل أمام الطيران القادم من الأردن خلافا لاتفاق السلام، ولكن سلطة الطيران الإسرائيلية قامت بتأجيل تنفيذ هذا الأمر، حتى اقتنع نتنياهو بالتراجع عنه".


وأفادت مصادر أمنية إسرائيلية وأخرى أردنية للصحيفة، أن "هذا لم يكن الخطوة الوحيدة التي اتخذها نتنياهو، فبحسب اتفاق السلام، إسرائيل تحول للأردن وبصورة ثابتة مياه تقوم بسحبها من نهر الأردن، وفي الوقت نفسه، الأردن يطلب أحيانا مياها إضافية على خلفية شح الأمطار في بعض المواسم، على الأغلب تل أبيب تستجيب لهذه الطلبات بدون أي مشكلة، ولكن الطلب الأخير تم تقديمه هذا الشهر، وتمت مناقشته في لجنة المياه المشتركة للطرفين التي انعقدت الأسبوع الماضي، ورغم توصيات المستويات المهنية، إلا أن نتنياهو وهيئة الأمن القومي قاموا بتأخير الرد، بصورة تدل على نية الرفض".


ونتيجة لموقف نتنياهو، أعربت "مصادر في إسرائيل، لديها اتصالات وثيقة مع الأردن، عن قلقها من خطوة نتنياهو".


وأكدت تلك المصادر، أن "نتنياهو يعرض للخطر بشكل متعمد استقرار اتفاق السلام، على خلفية العداء الشخصي بينه وبين العائلة المالكة، ويتجاهل الأهمية الاستراتيجية الكبيرة للعلاقات مع الأردن، الذي يضع حماية مشددة على الحدود المشتركة ويوفر على الجيش الإسرائيلي تخصيص قوات كبيرة على طول الحدود؛ لمنع اختراقات بعض العناصر ومهربي السلاح".


وزعمت "هآرتس"، أن "الأردن غاضب من إسرائيل لأسباب أخرى، فعمّان تريد مساعدة إسرائيل في نقل التطعيمات ضد كورونا، وعلى الأقل عشرات آلاف الحقن التي ستساعد على تطعيم الطواقم الطبية، في حين، نتنياهو يستخدم "دبلوماسية التطعيمات" وأن يرد المعروف بإرساليات لدول صديقة من سان مارينو وحتى غواتيمالا، في حين غاب الأردن عن القائمة بقرار من رئيس الحكومة".


وسبق أن قال نتنياهو: "الأردنيون بحاجة إلينا أكثر مما نحن بحاجة إليهم". وبحسب الصحيفة، فإن "جهاز الأمن الإسرائيلي يختلف مع نتنياهو في ذلك، فهو يعدّ الأردن حليفا مهمذا بالنسبة لأمن إسرائيل".

التعليقات (0)