هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية،
إن نتائج العينة الأولية لانتخابات الكنيست، والتي أشارت لامتلاك بنيامين نتنياهو
61 مقعدا، تعني أننا سنكون أمام حكومة يمينية ضيقة، ولكن ليس حكومة حلم بها
نتنياهو.
وأضافت موران أزولاي
في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أن "العينات
التلفزيونية تفيد بانتصار الكتلة اليمينية التي يتزعمها رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو بـ61 مقعدًا، لكن يجب أن نتذكر أنه رغم وزنها في نسبة المشاركة النهائية،
وعلى عكس استطلاعات الرأي التي لا تجسدها، فإنه لا يزال هناك الكثير من المفقودين،
وكمية كبيرة من الأظرف المزدوجة".
وأوضحت أن "هناك
خمسة مقاعد على الأقل وأكثر من ذلك، وإذا كانت العينات صحيحة، فهذا يعني أننا
سنكون أمام حكومة يمينية ضيقة، ولكن ليس حكومة حلم بها نتنياهو، رغم أن هذه هي
الحكومة التي كان يتحدث عنها في الحملة الانتخابية".
وأكدت أن
"الحكومة التي تعتمد على عضوي معسكر اليمين بيتسلئيل سمورتيتش وإيتمار بن
غفير، اللذين قال عنهما نتنياهو في حملته الانتخابية إنه قد يريد أشياء كثيرة
منهما، لكنهما لن يكونا عضوين في الحكومة.. مثل هذه الحكومة لا تصلح لنتنياهو، وليس
من المؤكد أن هذه حكومة لديها تفويض للقيام بخطوات عميقة، وإصلاحات بعيدة المدى،
في نظام القضاء بشكل عام".
وأشارت إلى أن "الفجوة
بين الكتل البرلمانية لا تزال صغيرة جدًا، ويجب أن نتذكر العينة السابقة من الحملة
الانتخابية الأخيرة، وأعطت كتلة نتنياهو بين 60 و61 مقعدًا، وبعد الفرز النهائي
للأصوات، انتهت بـ 58، وارتفعت إلى 59 مع إضافة عضوة الكنيست أورلي ليفي، وكل هذا
يتوقف الآن على نسبة الأصوات في التوزيع حسب المدينة، ويبقى السؤال عما حدث في
المدن المحسومة لحزب الليكود".
وأضافت أنه "في
كل الحالات، يبقى نفتالي بينيت الرجل الذي يحمل مفتاح السلطة بيديه، وقد وعد بأنه
لن تكون هناك انتخابات خامسة، في حين أن الشخص الذي واجهه وجهاً لوجه مع نفس الحشد
من الناخبين هو غدعون ساعر، ولكن في لحظة الحقيقة يبدو أنه انهار، وهربت كتلة يسار
الوسط منها في اللحظة الأخيرة، مدركة أن أحزاب هذا المعسكر في خطر شديد".
وأكدت أنه "وفقًا
للعينات المنشورة، فيبدو أن العديد من المقاعد قد فقدت من نصيب حزبي أزرق-أبيض
والعمل، لكن المثير للدهشة أن مفاجأة الانتخابات كانت في الواقع بيني غانتس الذي
أدار حملة مستهدفة، ويبدو أنها نجحت، لأننا حتى وقت قريب كنا نتحدث عنه كشخص تحوم
حوله شكوك كبيرة في أن يتجاوز نسبة الحسم، ورافقت حملته الانتخابية بأكملها دعوات
له بالاستقالة".
اقرأ أيضا: تعرف على انتخابات الاحتلال الرابعة في غضون عامين (أرقام)
وختمت بالقول إن "غانتس في الواقع لم ينهض من خطر نسبة الحسم فحسب، بل تجاوزها بثبات أيضًا، وإذا تغيرت البيانات الانتخابية بالمصادفة، ولم يتم تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، فإن غانتس سيظهر لاعبا ذا صلة ليطالب في القانون بتنفيذ فترة التناوب على رئاسة الحكومة".
وفي السياق ذاته أكد دبلوماسي إسرائيلي، أن تحديات كثيرة تقف
أمام الحكومة الإسرائيلية المقبلة والتي يمكن أن تتشكل بعد انتخابات الكنيست الـ24
التي أجريت أمس، و"إسرائيل" في انتظار اختبارات في مجالات أساسية.
وأوضح السفير
الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في مقال بصحيفة
"هآرتس" العبرية، أنه في ظل "معرض الأكاذيب" الذي تواصل مع
الحملات الانتخابية للكنيست الـ24، فإن "الانتخابات هي عيد للديمقراطية، ولكن
من الأفضل لهذا العيد ألا يتكرر في أحيان قريبة جدا".
وتساءل: "لماذا
في واقع الأمر نتوجه إلى الانتخابات؟ وهل ما زال أحد ما يتذكر؟"، معتبرا أنها
"مثل الحرب بين ألمانيا والدنمارك في القرن التاسع عشر، والتي لا يتذكر أحد
لماذا نشبت".
ورأى أن "فكرة
حكومة الطوارئ كانت صحيحة، ولكنها فشلت من اللحظة الأولى، والسبب الأساسي؛ أنه
طالما توجد طريقة الانتخابات الحالية، فلا يمكن أن تقام حكومة مستقرة، والطريقة
النسبية الحالية تمثل ظاهرا الآراء والقطاعات المختلفة في الجمهور، ولكنها عمليا
تتسبب بانهيار الحكم الفاعل".
ونوه السفير، إلى أن
"الأزمة الصحية، ونتيجة لضخ الأموال غير المنضبط، تقف إسرائيل أمام أزمة
اقتصادية وموجات من التضخم المالي، وفي المجال السياسي والأمني، وان كانت لنا
سنوات من الهدوء النسبي، يتعاظم التهديد الإيراني وسيتعين على إسرائيل أن تواصل
السير بحكمة بين القرارات الأمنية القاسية وبين الجهد السياسي للحوار مع الولايات
المتحدة، حليفتنا الأساسية".
وإلى
جانب التحديات آنفة الذكر، فإن "على الحكومة التالية، أن تعمل على توسيع اتفاقات
السلام (التطبيع) مع الدول العربية، في أعقاب التقدم غير المسبوق الذي طرأ في
السنوات الأخيرة".
ونبه إلى أنه
"بانتظار إسرائيل اختبارات في مجالات أساسية أخرى، سيتعين على الحكومة التي
ستقوم على أساس الانتخابات اليوم، أن تعمل على تحقيقها، وكما تبين في أزمة كورونا
فإن أجزاء من الجمهور الإسرائيلي تنكروا لواجب الوحدة والتضامن، ناهيك عن مظاهر
الكراهية؛ وهي الظواهر التي تبعث على القلق حتى بالنسبة للاختبارات الوطنية
المحتملة من نوع آخر، ولكن ليس فقط القلق على التضامن بل أيضا القلق على
الديمقراطية".
وأكد شوفال، أن
"عدم الحرص على مبدأ فصل الصلاحيات بين السلطة التشريعية، التنفيذية
والقضائية، واقتحام الأخيرة مجال السلطات الأخرى، يشكل خطرا واضحا وفوريا على
الديمقراطية الإسرائيلية.. وإن قرار محكمة العدل العليا إلغاء القيود على الدخول
والخروج من وإلى إسرائيل رغم الخطر على صحة الجمهور كما حذرت السلطات الصحية، هو
مثال بارز على ذلك".