هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا محافظ أرخبيل سقطرى اليمنية رمزي محروس، رئيس الحكومة بإيقاف قرار إقالة مدير الميناء، من قبل وزير النقل المحسوب على المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، محذرا من تداعيات هذا القرار.
وقال محروس في مذكرة وجهها لرئيس الوزراء معين عبد الملك؛ إن "وزير النقل قام بتغيير مدير عام ميناء سقطرى، دون التشاور معه، أو وجود أي
رفع من قبله، أي المحافظ للأرخبيل".
وكان وزير النقل في الحكومة الجديدة المنبثقة عن اتفاق
الرياض، عبد السلام حميد، وهو قيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي (مدعوم من أبوظبي)،
قد أصدر قرارا الخميس، بإقالة مدير مرفأ جزيرة سقطرى، رياض سليمان، وتكليف آخر موالٍ للمجلس الانتقالي بديلا له.
وأكد محافظ سقطرى أن تكليف أحد عناصر الانتقالي مديرا
للميناء، يدفع إلى مزيد من تأزيم الوضع وتأجيجه في الأرخبيل، مشيرا إلى أنه لن يسهم
في إنجاح الجهود التي تبذل لحل الإشكالية الناتجة عن الانقلاب الذي قام به المجلس الانتقالي
وآثاره الكارثية.
وسقطرى عبارة عن أرخبيل من 6 جزر على المحيط الهندي،
وكانت حتى نهاية 2013 تتبع حضرموت (شرقا)، قبل أن يصدر الرئيس اليمني، عبد ربه هادي،
قرارا بتحويل الجزر إلى "محافظة سقطرى".
وجاء قرار إقالة مدير المرفأ، سليمان من قبل وزير النقل
"حميد"، الذي يرتبط بعلاقة قرابة مع رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي،
إلى جانب عضويته فيه، بعد أيام من احتجاز الأول مركبات عسكرية إماراتية في المرفأ بعدما
تم إنزالها من سفينة تتبع مؤسسة خليفة التابعة لأبوظبي.
وفي
25 شباط/ فبراير الماضي، وجه سليمان رسالة إلى محافظ سقطرى رمزي محروس، أبلغه فيها
بالتحفظ على 19 مركبة عسكرية، بعد إنزالها من باخرة "تكريم" الإماراتية في
الميناء.
اقرأ أيضا: إقالة مدير ميناء سقطرى بعد كشفه تفريغ معدات عسكرية إماراتية
وتابع: "مع العلم، أن الباخرة ما زالت تحتوي على
حاويات لم يتم إنزالها والاطلاع على ما تحويه وقتئذ".
ومنذ حزيران/ يونيو الماضي، تسيطر مليشيات الانتقالي
المدعومة من أبوظبي على مدينة حديبو، عاصمة أرخبيل سقطرى، وطرد قيادة السلطة البلدية
منها، بعد مواجهات محدودة مع القوات الحكومية.
من جانبه، أفاد مصدر محلي في السلطة المحلية بسقطرى بأن
إقالة مدير مرفأ سقطرى من قبل وزير النقل، جاء بناء على ضغط من دولة الإمارات.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21" شرط عدم كشف اسمه،
أن قيام مدير المرفأ، رياض سليمان، بالكشف عن المعدات العسكرية التي كانت على باخرة
"تكريم" التابعة لمؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، كان مزعجا للإمارات ولمؤسستها
التي أوقفت أنشطتها الإغاثية والتنموية في الجزيرة.
وبعد أسابيع من وصول الحكومة اليمنية إلى مقر إقامتها
في مدينة عدن، بدأ وزير النقل التابع للانتقالي حربا ضد ميناء قنا التجاري الذي افتتحته
سلطات محافظة شبوة (جنوب شرق) في كانون الثاني/ يناير الماضي، وفق ما كشفه مصدر يمني
مسؤول.
وقال المصدر المسؤول لـ"عربي21" مفضلا عدم
ذكر اسمه، إن وزير النقل، وهو من أقارب رئيس المجلس الانتقالي، الزبيدي، يعمل جاهدا
لعرقلة عمل الميناء النفطي والتجاري.
أقرأ أيضا: مصدر يمني: محاولات إماراتية لتعطيل ميناء نفطي افتتح حديثا
وبحسب المصدر، فإن من ملامح هذه الحرب تجلت في
"توقيف تصاريح دخول السفن إلى الميناء المخصص لاستيراد مادة الوقود (بنزين وديزل)
لشبوة، من قبل هذه الجهة التي باتت تعمل من داخل الحكومة، بالطريقة ذاتها التي كانت
تعرقل فيها وصول المشتقات النفطية إلى هذه المحافظة عندما كانت متمردة على الدولة.
وكان محروس، محافظ سقطرى، بعث برسالة للرئيس، عبدربه
منصور هادي، في 24 أيلول/ سبتمبر 2020، أكد فيها أن الحكومة التي يقودها معين عبد الملك،
وجهت بتفويض صلاحياته المالية إلى موظفين مؤيدين للانتقالي، ما أضعف موقف السلطة الشرعية.
كما كشف محروس عن وصول سفينة عليها معدات اتصال وأدوات
مختلفة دون إذن الشرعية أو أي إجراءات رسمية من سلطات الميناء، موضحا أن الانتقالي
وداعميه أقاموا مواقع عسكرية في شرق وغرب سقطرى، وفي الساحل الشمالي والجنوبي وحرم
المطار.
وأشار إلى "تهريب عينة من الأشجار النادرة في الجزيرة، عبر المنافذ التي منعت السلطات الشرعية من مزاولة مهامها فيها من قبل المجلس الانتقالي
المدعوم إماراتيا".
ومطلع آب/ أغسطس 2020، نشرت "عربي21" تقريرا،
نقلا عن مصدر يمني مسؤول، يكشف عن تحركات إماراتية لإنشاء ثلاثة معسكرات تابعة لها
في مرتفعات جبلية جنوب غرب وشمال شرق جزيرة سقطرى.
وأكد المصدر أن الإماراتيين اختاروا ثلاثة مواقع في سقطرى،
لإنشاء معسكرات باسم الجيش الذي لم يعد له وجود فيها، مشيرا إلى أن تلك المواقع هي
"رأس قطينان"، ويقع جنوب غرب سقطرى، باتجاه جزيرتي سمحة وعبد الكوري والقرن
الأفريقي.
أقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": تحركات إماراتية بسقطرى وصمت سعودي
وأشار إلى أن الموقع الثاني يتمثل في "جمجمه مومي"،
الواقع في أقصى شمال شرق سقطرى، لافتا إلى أن هذا الموقع مع السابق "رأس قطينان"،
موقعا استطلاع؛ نظرا لموقعهما في منطقة مرتفعة ومطلة على البحر.
فيما الثالث يحمل اسم "بلعبودة"، ويقع بالقرب
من مطار سقطرى حوالي 4 كيلو من جهة الغرب، وفقا للمصدر، الذي أوضح أنه "سبق للمندوب
الإماراتي في سقطرى، خلفان المزروعي، أن حاول شراء تلك المواقع من سكان المنطقة قبل
سنوات".