سياسة عربية

تصعيد عسكري مستمر بالحديدة اليمنية.. وقلق أممي

معارك الحديدة مستمرة رغم اتفاق الهدنة- جيتي
معارك الحديدة مستمرة رغم اتفاق الهدنة- جيتي

تشهد مدينة الحديدة، غربي اليمن، تصعيدا عسكريا مستمرا، بين جماعة الحوثي من جهة، وقوات التحالف العربي والقوات الحكومية من جهة أخرى، وسط قلق أممي.

 

وأعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أن تصاعد الاشتباكات في محافظة الحديدة غربي اليمن أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 700 شخص، منذ منتصف كانون الثاني/ يناير الجاري.


وقال منسق المنظمة الدولية للشؤون الإنسانية بالإنابة في اليمن، أووك لوتسما، في بيان: "يتزايد القلق على المدنيين في المناطق الجنوبية من محافظة الحديدة، بعد تصاعد الاشتباكات منذ منتصف كانون الثاني/ يناير، بما في ذلك القصف على المناطق السكنية، ما يعرض آلاف المدنيين للخطر".


وأضاف أن "التقارير الأولية تشير إلى وقوع ضحايا مدنيين بالفعل، وتضرر منازل ومزارع في  مديريتي حيس والدريهمي، ونزوح أكثر من مائة أسرة - أي ما لا يقل عن 700 شخص".


وشدد المسؤول الأممي على أن تلك "الهجمات العشوائية على المناطق السكنية هي انتهاك للقانون الإنساني الدولي.. يجب أن تتوقف على الفور".

 

اقرأ أيضا: اشتباكات عنيفة في الحديدة باليمن ودعوات لوقف التصعيد

وقال: "يجب على الأطراف أن تتذكر أنه من واجبها اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين في جميع الأوقات، والسماح للعاملين في المجال الإنساني بالاستجابة للجرحى والنازحين".


وأضاف: "تم الإبلاغ عن ما يصل إلى ثمانية من الضحايا المدنيين في جميع أنحاء الحديدة في أسبوع منذ 20 كانون الثاني/يناير، فيما تضررت عشرات المنازل والمزارع".


وزاد بأن "عدد الضحايا المدنيين في محافظة الحديدة يمثل مصدر قلق مستمر، ففي الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2020، تم الإبلاغ عن 153 ضحية (بين قتيل وجريح) من المدنيين في الحديدة، وهو أعلى رقم يتم تسجيله في أي محافظة على مستوى البلد".

 

الجيش اليمني: إسقاط مسيّرة للحوثي

وأعلن الجيش اليمني، أمس الخميس، أن قواته أسقطت طائرة مسيرة للحوثيين في محافظة الحديدة غربي البلاد.


جاء ذلك في بيان صادر عن ألوية العمالقة التابعة للجيش اليمني، أورد أن "القوات المشتركة (موالية للحكومة) رصدت طائرة استطلاع حوثية تُحلِّق في سماء مديرية الدريهمي جنوبي الحديدة، وتمكّنت من إسقاطها بنجاح".


وأوضح أن القوات المشتركة رصدت في الساعات الماضية 75 خرقا وانتهاكا حوثيا للهدنة في مناطق متفرقة جنوبي محافظة الحديدة.


وأشار إلى أن ذلك، "يأتي في إطار تصعيد المليشيات الحوثية ومحاولتها البائسة في القضاء على عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة".
 

الحوثيون: 17 غارة للتحالف و226 خرقا حكوميا

 

في المقابل، اتهم الحوثيون التحالف العربي بشن 17 غارة جوية على محافظات يمنية عدة، والقوات الحكومية بارتكاب 226 خرقا لهدنة محافظة الحديدة (غرب)، خلال 24 ساعة فقط، الخميس.


وأفادت وكالة "سبأ" للأنباء التابعة للحوثيين، نقلا عن مصدر عسكري لم تسمه، بأن "الغارات استهدفت محافظات صعدة (شمالا) ومأرب (شرقا) والجوف (شمال شرق)".


ولم تذكر الوكالة تفاصيل أخرى، خاصة بشأن ما إذا كانت الغارات قد أسفرت عن خسائر بشرية أو أضرار مادية من عدمه.

 

اقرأ أيضا: الجيش اليمني يتصدى لهجوم حوثي ويقتل العشرات بالحديدة

كما اتهمت جماعة الحوثي القوات الحكومية في محافظة الحديدة بارتكاب 226 خرقا للهدنة، خلال الفترة ذاتها، بينها استحداث تحصينات قتالية في مديرية الدريهمي، وشن 8 غارات لطيران تجسسي على منطقة الجبلية، وفق الوكالة.


ولم يعقب التحالف ولا الحكومة اليمنية على اتهامات الحوثيين، لكن القوات الحكومية تتهم جماعة الحوثي، بوتيرة شبه يومية، بارتكاب خروقات للهدنة في الحديدة، يخلف بعضها ضحايا مدنيين.

 

انشقاق قائد عسكري 

 

في شأن آخر، أعلنت "الحوثي"، الأربعاء، انشقاق قائد عسكري في قوات مدعومة إماراتيا، إضافة إلى 150 فردا آخرين، وانضمامهم إلى الجماعة.

 

وقالت وكالة "سبأ"؛ إن قيادة محافظة الحديدة واستخبارات المنطقة العسكرية الخامسة (تتبع الحوثيين)، استقبلت الأربعاء المقدم يحيى عريك، قائد كتيبة اللواء السادس التابع لقوات "طارق عفاش" (مدعومة إماراتيا وتقاتل الحوثيين غربي اليمن) و150 فردا ممن وصفتهم بـ"المغرر بهم"، بكامل عتادهم العسكري.


ولم يصدر تعقيب على الفور من تلك القوات بشأن ما ذكرته الوكالة التابعة للحوثيين.


وأودت الحرب المستمرة منذ نحو 7 سنوات بحياة ما لا يقل عن 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

 

"الحوثي" تلمح لرفض فريق صيانة "خزان صافر"


وألمحت جماعة الحوثي، أمس الخميس اعتزامها منع الفريق الأممي الخاص بصيانة خزان "صافر" النفطي غربي اليمن، من القيام بمهامه حال ثبت وجود صلات مشبوهة له بالولايات المتحدة.


جاء ذلك في تغريدة لنائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها حسين العزي على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "توتير".

 

 


والأربعاء أعلنت الأمم المتحدة، أن خبراءها سيصلون إلى الناقلة صافر أوائل آذار/ مارس المقبل.


وقال العزي: "في ظل تطورات الموقف العدائي الأمريكي تجاه بلدنا وشعبنا، نبذل حاليا جهودا حثيثة للتأكد من عدم وجود أي صلة مشبوهة تربط الفريق (الاممي) بواشنطن".


ولم يذكر المسؤول الحوثي طبيعة هذه التطورات، لكنه ربما يقصد القرار الأمريكي بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الجاري.


واتهم العزي الأمم المتحدة بـ"التأجيل الأحادي المتكرر" لموعد وصول الفريق الأممي الخاص بصيانة الناقلة، وتقديم مطالب جديدة (لم يحددها) خارج الاتفاقات السابقة.


ولم يتسن الحصول على تعقيب من الأمم المتحدة بشأن ما أورده العزي.


والناقلة "صافر" وحدة تخزين وتفريغ عائمة، راسية قبالة السواحل الغربية لليمن، على بعد 60 كم شمال ميناء الحديدة، وتستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول محافظة مأرب النفطية.


وبسبب عدم خضوع السفينة لأعمال صيانة منذ عام 2015، أصبح النفط الخام (1.148 مليون برميل)، والغازات المتصاعدة تمثل تهديدا خطيرا للمنطقة، وتقول الأمم المتحدة؛ إن السفينة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.

 

وتتهم الحكومة اليمنية ودول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا  جماعة "الحوثي" برفض سنوات لفريق أممي بصيانة الخزان، وهو ما تنفيه الجماعة.

التعليقات (0)