هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وجهت أوساط عسكرية إسرائيلية انتقادات حادة إلى رئيس هيئة أركان الجيش، أفيف كوخافي، التي هدد فيها بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، باعتبارها باتت تشكل خطرا وجوديا، مشيرة إلى أن تحديد الخطوط الحمراء للسياسة الإسرائيلية يتم داخل الغرف المغلقة، وليس عبر وسائل الإعلام.
أمير
بوخبوط المراسل العسكري لموقع "ويللا"، نقل في تقرير ترجمته "عربي21" عن "وزير الحرب بيني غانتس، أنه يعارض ما ورد من
إشارات في خطاب كوخافي، لأن اعتراضه على أن العودة الأمريكية المتوقعة للاتفاق النووي
مع إيران تتم داخل الغرف المغلقة والنقاشات السرية".
وأضاف
أن "إيران النووية تهديد إقليمي عالمي، وتحدّ لإسرائيل، التي يجب ألا تتجاهله،
بل أن تكون مستعدة للدفاع عن نفسها، لكن هذه التحضيرات لا تحصل بالتصريحات
الإعلامية، خاصة أننا نستقبل إدارة جديدة في الولايات المتحدة، وهي صديقة لإسرائيل،
ولا بد أن يكون خطابنا الاستراتيجي صحيحا تجاهها، وسنفعل ذلك في المستقبل القريب من
خلال المنظومة العسكرية وجميع الأجهزة الأمنية في إسرائيل".
الجنرال
البارز في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عاموس غلعاد، "انتقد بقوة تصريحات
كوخافي، لأنها تحمل مهاجمة لنهج الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، نحن في الماضي
هاجمنا الرئيس باراك أوباما، وخلق لنا ذلك توترات مع الأمريكيين، ما يطرح تساؤلات
حول من الذي طلب من رئيس الأركان أن يعلن هذه التصريحات".
وأضاف
غلعاد في لقاء مع صحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21"، أن "لدي تحفظات على ما ورد في خطاب كوخافي، لأنه بمجرد أن يقول رئيس الأركان
هذه التصريحات القاسية، فهي تتعارض تماما مع سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، وقد
يُنظر إليها على أنها تحد إسرائيلي لها، إنها ليست خطوة يتخذها رئيس الأركان، بل
هي سياسة يجب على رئيس الوزراء ووزير الحرب صياغتها، وعرضها على مجلس الوزراء".
وأوضح
أنه "يصعب تحمل مثل هذه التصريحات فيما لم يمض أسبوع واحد فقط على تولي الرئيس
الأمريكي الجديد لمنصبه، ما فائدة "إطلاق النار" على الرئيس الجديد، ووزير
خارجيته، ورئيس وكالة المخابرات المركزية، ومستشار الأمن القومي، وهم جميعا مقتنعون
بضرورة إبرام اتفاق مع إيران، لقد بدأنا هذه السياسة الهجومية مع الرئيس أوباما، والنتيجة
أننا لم نحصل على شيء".
وأكد
أن "تصريحات كوخافي يمكن أن تفسر على أنها توغل في سياسة رئيس الولايات
المتحدة وجميع كبار مسؤوليه، فماذا نستفيد من ذلك؟ كوخافي هاجم المسؤولين
الأمريكيين الذين لم يمض على دخولهم في البيت الأبيض أقل من أسبوع، وبدلا من
التفاوض معهم لمعرفة كيفية تقليل الأضرار التي لحقت بالاتفاقية النووية الإيرانية،
ومعرفة كيف يأخذها الجيش الإسرائيلي بعين الاعتبار".
وأشار إلى أننا "أمام تصريحات خطيرة لرئيس هيئة أركان الجيش، مع أن البديل إفساح المجال
أمام رئيس الوزراء بخبرته لإجراء مفاوضات سرية مع الرئيس الأمريكي، فلماذا إطلاق
هذا التصريح الذي يحمل إهانة للأمريكيين؟ هذه ليست الطريقة التي تتم بها صناعة
السياسات، كيف يحصل ذلك والجيش الإسرائيلي يحصل على المساعدات الأمريكية، الهادفة
لتعزيز قدراته بمليارات الشواقل".
وأشار إلى أن "تصريحات كوخافي ستخلق أجواء صعبة بيننا وبين الأمريكيين، عذرا هذه ليست
سياسة. يمكن القول إن نسق تصريحاته مع رئيس الوزراء، لا أعلم، لكن لدينا وزيري
خارجية وحرب، لم يتم التنسيق معهما، لأنهما يعتقدان أنه لا يمكن شن هجوم استراتيجي
على ايران خلافا للرأي الأمريكي، لأنه ببساطة غير مجد، البديل هو إجراء مفاوضات
فورية منسقة يقودها رئيس الوزراء لوقف التسلح النووي الإيراني".
وحذر
أنه "إذا قرر الرئيس الأمريكي أنه سيكون هناك اتفاق مع إيران، فلن نكون
قادرين على منعه، لكن الأمر يستحق إدخال تحسينات عليه، لكننا إذا تسببنا بإهانة
الأمريكيين، ولم نتحدث معهم، فلن نحصل على شيء، هذا ما حدث في الماضي".