هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت نائبة رئيس الكنيست الإسرائيلي السابقة إن "تنصيب جو بايدن باعتباره الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأسبوع المقبل، سيتم قبل ثمانية أيام فقط من الذكرى السنوية الأولى لإعلان "صفقة القرن"، التي قدمها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض".
وأضافت البروفيسورة
نعومي حزان، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة العبرية، والباحثة بمعهد ترومان
ومعهد فان- لير في القدس، بمقالها على موقع "زمن إسرائيل"، ترجمته
"عربي21" أن "ما كان يُنظر إليها نقلة نوعية بعلاقات إسرائيل مع
الدول العربية، تتجاوز الفلسطينيين، قد تتحول، في تناقض حاد مع الأهداف المعلنة
لواضعي الصفقة، على أنها صدمة ضرورية، ما يؤدي إلى بحث متجدد عن حل للصراع
الإسرائيلي الفلسطيني".
وأشارت إلى أنه "تم
إعلان شعار "السلام من أجل الرخاء" العنوان الرسمي لخطة ترامب كوسيلة
لتأمين سيطرة إسرائيل على معظم المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الأردن،
تاركة منطقتين غير متجاورتين تغطيان 60% فقط من الضفة الغربية، كقاعدة محتملة
لدولة فلسطينية صغيرة في مرحلة مستقبلية".
وأوضحت أنه "رغم
رفضها التام من السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي بأسره تقريبًا، فإن الافتراض
العملي أن الاتفاق مع الفلسطينيين لم يعد شرطًا مسبقًا للتطبيع مع العالم العربي، ما قلب الأمور رأسا على عقب، لأن هذا التغيير الأيديولوجي اتخذ شكلاً ملموسًا مع
تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، ويؤدي
الآن إلى اتصالات مكثفة مع دول أخرى، لا سيما السعودية وإندونيسيا".
وأكدت أن "هذه
الديناميكية لا تلقي بظلالها على القضية الفلسطينية، العكس هو الصحيح، لأنه بالكاد
بعد 12 شهرًا من إطلاقها رسميًا، من المحتمل أن تكون مبادرة ترامب-نتنياهو قد
أكملت دورة، وفتحت الباب عن غير قصد أمام اتفاق إسرائيلي فلسطيني قابل للتطبيق نحو
تصميم مختلف للشرق الأوسط، مع اجتماع ثلاثة تطورات رئيسية بدأت قبل عام لاستعادة
مركزية العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية كمفتاح لنظام إقليمي جديد".
وأضافت أن "التطور
الأول هو كيفية إقامة علاقات بين إسرائيل وأجزاء من العالم العربي، وقد كانت
مدفوعة في البداية برغبة ترامب بإظهار دعم كبير لإسرائيل عشية الانتخابات
الأمريكية، ورحبت بها دول الخليج الرئيسية، تليها دول أخرى، كفرصة للاستفادة على
الفور من الولايات المتحدة من خلال أسلحة متطورة للإمارات والبحرين، وإزالة
السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، والاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء
الغربية".
وزعم أن "هذا
التطور تزامن مع الخوف المشترك لهذه الدول من النفوذ الإيراني في المنطقة، بجانب
عدم اهتمامهم المتزايد بالقضية الفلسطينية، والمخاوف المتزايدة بشأن الشؤون
الداخلية، بما في ذلك وقف انتشار وباء كورونا، التي فاقت أي تردد أمام حوافز إقامة
العلاقات، التي ظلت سرية حتى الآن".
وأشارت إلى أن "تطوير
العلاقات العربية الإسرائيلية يقوم على افتراض المنفعة المتبادلة، ومع توقيع
اتفاقيات التجارة والاستثمار، وتشجيع السياحة والعلاقات الثقافية، وتنمية شبكة واسعة
من الاستثمارات المتبادلة، فإن الافتراض العملي تمثل بأن الاتفاق الإسرائيلي مع
الفلسطينيين ليس شرطًا مسبقًا للتطبيع مع العالم العربي، والنتيجة أن عددًا
متزايدًا من الإسرائيليين يختبرون علاقات مختلفة نوعيًا مع العالم العربي".
وأكدت أن هناك
"تطورا ثالثاً يتمثل بتأثير إدارة بايدن الجديدة على الشرق الأوسط، ورغم وجود
اتفاق واسع النطاق على أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس أولوية له في هذه
المرحلة الذي يدعم باستمرار حل الدولتين، إلا أن هناك سببًا للاعتقاد بأنه قد يميل
للاستفادة من الوضع الحالي لدفع اتفاقية سياسية قابلة للحياة، ومن المرجح أن يعيد
فتح مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ويجدد الدعم الأمريكي للأونروا،
ويحاول التراجع عن معظم الخطوات المخزية لسياسات سلفه، كالاعتراف بشرعية جميع
المستوطنات في الضفة الغربية".
وختمت بالقول إن
"إعادة النظر في القضية الإسرائيلية الفلسطينية قد يشكل أداة مهمة في إحياء
دور الولايات المتحدة كوسيط عادل في عيون التحالف المعتدل الناشئ في المنطقة، الذي
لا يزال يسعى للشرعية في تطبيعه العلني مع إسرائيل، رغم أن تحقيق نظام إقليمي جديد
ومستقر يعتمد إلى حد كبير على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهذا هو جوهر فكرة
الشرق الأوسط الجديد".