هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال سياسي إسرائيلي إن "إجراء جولة انتخابية رابعة خلال عامين، من دون إقرار ميزانية، يحمل كثيرا من الإشارات بشأن تقويض الثقة بالديمقراطية، وإضعاف السلطتين التشريعية والقضائية، والإضرار بوسائل الإعلام، وفي هذه الحالة لا يترك بنيامين نتنياهو وراءه للإسرائيليين سوى الطوفان والأرض المحروقة والفوضى".
وأضاف
نحمان شاي، عضو الكنيست السابق، والمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وشغل مناصب
دبلوماسية في الولايات المتحدة، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أن "الإسرائيليين يراقبون سلوك
الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب وهو يحاول أن يترك خليفته جو بايدن محترقا،
حين صعّد الموقف ضد إيران، وأصر على منح كل أمريكي 2000 دولار من الخزانة الفارغة، ما
سيترك وراءه أمريكا ممزقة ومنقسمة".
وأوضح شاي، الأستاذ الزائر بجامعة ديوك في ولاية نورث كارولينا نيابة عن معهد الدراسات الإسرائيلية، وعمل نائبا أول لرئيس اتحاد الجاليات اليهودية في أمريكا الشمالية، أنه "رغم تفشي الوباء، يتجه ترامب إلى فلوريدا لموسم العطلات، ويمرح مع أصدقائه بلعبة الغولف، وحتى هذه اللحظة لم يعترف رسميا بخسارته، ولم يتصل لتهنئة بايدن".
وأشار إلى أن "سبب استحضار السياسة الكارثية لترامب وجود العديد من أوجه الشبه بينه
وبين نتنياهو، فالاثنان لديهما حوار مشترك، وبعض القواسم المشتركة، وهذا يفسر تفاهمهما
الكبير خلال السنوات الأربع من ولاية الرئيس، لكن السؤال الذي يراود الإسرائيليين هو
ما إذا كان نتنياهو سيتصرف في الوقت المناسب مثل صديقه الأمريكي، أي هل أنه سيأتي لهم
بالطوفان، خاصة مع توفر علامات تدل على ذلك".
ورصد الكاتب "جملة من القواسم المشتركة في تدهور الظروف الداخلية بين إسرائيل وأمريكا، أهمها عدم وجود ميزانية مستقرة، وتعرض وسائل الإعلام للهجوم والتحريض على الكراهية، وصرف النيران عن صناع القرار، وما يبذله زعيما البلدين من جهود لإضعاف أسس الديمقراطية وعدم فصل السلطات، وخفض الثقة في الحكومة، والإجراءات الرسمية، وتعرض الجهازين التشريعي والقضائي للطعن من الحكومة المتعطشة للسلطة".
وأوضح
أنه "في الأشهر المقبلة ستنجر إسرائيل لحملة انتخابية رابعة خلال عامين، وهو
إنجاز لم يسجله رئيس وزراء إسرائيلي لنفسه من قبل، ما يطرح السؤال عن المسؤول عن
الوصول لهذا الوضع الكارثي، لأن مرور سنتين من التحضيرات الانتخابية يحط من قدر
إسرائيل على مستوى العالم، ويدفعها لاتخاذ قرارات مؤذية، وتعيينات متسرعة، بما
يتجاوز صلاحيات المدعي العام، ما يعني دخولها ساحة الأرض المحروقة".
وأكد
أنه "ليس من قبيل المصادفة أن نتنياهو ومبعوثيه يبذلون قصارى جهدهم لإضعاف السياسة
العامة في إسرائيل، وحصر التعيينات الوزارية في الناس الثقات الخاصين بهم، ما
يعني أننا اجتزنا الحاجز الذي يفصل بين الدولة والفوضى، والنتيجة تفكك السلطة
التنفيذية، ومعها تفكك المسؤولية العامة للدولة".