صحافة إسرائيلية

خبراء إسرائيليون يحذرون: اليمن باتت جبهة حربية جديدة تستنزفنا

يعاري: الفترة القادمة قد تشهد زيادة اعتماد الحوثيين على إيران، بما يضر إسرائيل- تويتر
يعاري: الفترة القادمة قد تشهد زيادة اعتماد الحوثيين على إيران، بما يضر إسرائيل- تويتر

قال كاتب إسرائيلي إن "الأيام الأخيرة شهدت مباراة ملاكمة بين إسرائيل والحوثيين في اليمن الذين يعتمدون على مساعدة إيران، ويحظون بتوجيهات من حزب الله، ولذلك حذر رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي من هجوم قادم من اليمن البعيد، ما دفع الحوثيين للرد بأنه من الأفضل لإسرائيل أن تهتم بشؤونها، لأنها إذا قامت بعمل عسكري ضدهم، فسوف تندلع حرب ستضر بها".


وأضاف إيهود يعاري، وثيق الصلة بأجهزة الأمن، والباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، بمقاله على القناة 12، ترجمته "عربي21"، أنه "رغم المدى الطويل، قرابة ألفي كم بين إسرائيل واليمن، فقد تلقى الحوثيون صواريخ كروز لمهاجمة الطائرات دون طيار، تسمح لهم بضرب إسرائيل بأسلوب إطلاق الصواريخ الذي يقومون به في عمق الأراضي السعودية، والهجوم الإيراني على أكبر منشأة نفطية في العالم في أرامكو".


وأكد أن "الحوثيين يلمحون إلى أنهم يسعون جاهدين لوصول هذه القدرة، بل يهددون بضرب السفن المبحرة من وإلى إسرائيل في البحر الأحمر، وكثيرا ما ينثرون ألغاما بحرية من نوع "سيداف" الإيراني، التي نفذت هجمات على السفن، وفي الآونة الأخيرة، اتهم الحوثيون إسرائيل بمساعدة المجهود الحربي السعودي خلال ست سنوات في حرب فاشلة ضد الحوثيين، والأمر لا يقتصر على تقديم المعلومات الاستخباراتية فقط".


وأوضح أن "التقديرات الإسرائيلية تتحدث أن إيران ستكون مرتاحة للغاية إذا جاء الانتقام من إسرائيل لمقتل قاسم سليماني وفخري زاده من اليمن، رغم أنها تفكر أيضا في مهاجمة إسرائيل من العراق، ولذلك قامت بنقل طائرات دون طيار وصواريخ كروز إلى قواعد مليشياتها هناك، وبينما في العراق يمكنهم العمل دون إذن حكومة بغداد، فإن إيران مطالبة بإقناع الحوثيين في اليمن بضرورة مهاجمة الجيش الإسرائيلي".


وأكد أن "زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يرفع شعارات إيران وحزب الله، خاصة هتاف "الموت لإسرائيل" الذي يزمجر في تجمعاته، لكن دبلوماسييه يزعمون أن الصدام مع إسرائيل ليس على جدول أعمالهم، مع العلم أنه في نهاية أيامه في البيت الأبيض، قد يفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات على الحوثيين، بتصنيفهم منظمة إرهابية، فالسعوديون يدفعون من أجل ذلك، رغم أن ذلك سيدفعهم أكثر لأحضان إيران".


وختم بالقول إن الفترة القادمة قد تشهد زيادة اعتماد الحوثيين على إيران، بما يضر إسرائيل، والنتيجة أن إيران التي لها دور بصعود الحوثيين إلى السلطة في اليمن، ستكسب نظاما يتجه تدريجيا لصالحها، ويطلق النار لتحقيق احتياجاتها، ومن المستحسن لإسرائيل مشاركة هذا الخطر مع الأمريكيين، ومن ذلك التوضيح للحوثيين أن إسرائيل لا تتدخل في حرب اليمن ضدهم".


نير دفوري، الخبير العسكري الإسرائيلي، زعم أن "اليمن باتت ساحة جديدة أمام إسرائيل، وانضمت إلى "دائرة النار" الإيرانية ضد إسرائيل، لا سيما أن الأخيرة تعمل في منطقة البحر الأحمر منذ سنوات، حيث تمنع تهريب الأسلحة الإيرانية، وتحمي سفن الشحن الإسرائيلية".


وأضاف في تقرير على القناة 12، ترجمته "عربي21"، أن "الغواصات الإسرائيلية تنشط على بعد ألف كم من تل أبيب، صحيح أنها لا تبحر تحت الماء في الخليج العربي، لكنها تعمل قبالة الساحل اليمني، وهي في حالة تأهب، خاصة بعد تحركات إيران في المنطقة، وقد تحاول إيران مهاجمتنا من اليمن أو العراق".


وأكد أن "إسرائيل تحوز معلومات تفيد بأن إيران تطور طائرات دون طيار وصواريخ ذكية في العراق واليمن يمكنها وصول إسرائيل، ولكن من أجل الوصول إلى البحر الأحمر، يجب أن تمر الغواصات البحرية الإسرائيلية علانية، وبالتنسيق مع المصريين في قناة السويس، خاصة بعد إضافة تهديد جديد يتمثل بإقامة إيران في اليمن، ونقل أسلحة متطورة لقوات الحوثي في المنطقة".


وأوضح أن "التهديد الحوثي لا يقتصر على السفن التجارية الإسرائيلية فحسب، بل يجعل من اليمن نقطة انطلاق للصواريخ الباليستية على إسرائيل، التي تتابع عن كثب الحرب في اليمن، لا سيما تطوير قدرات التمويل والتدريب الإيرانية، ما يؤكد أن هناك تغييرا أساسيا جوهريا بالنسبة لإسرائيل، يتمثل بأن إيران تسعى الآن لتطوير أسلحة دقيقة، صواريخ يمكنها إصابة أي هدف في الشرق الأوسط على بعد 5-10 أمتار بالضبط".


وأشار إلى أن "المعطيات الإسرائيلية تتحدث أن إيران وهي تطور قدراتها العسكرية تريد وضعها في العراق وسوريا، وكذلك السلاح في اليمن تريد أن يصل إلى إسرائيل أيضا، بحيث تنضم اليمن إلى الحلقة المفرغة التي تسعى إيران من خلالها لمحاصرة إسرائيل"، ما يتطلب الآن من إسرائيل أن ترسل أدوات تجسس مختلفة هناك لمراقبة التطورات عن كثب".


وأكد أن "الإمارات وإسرائيل تخططان لإنشاء قواعد تجسس مشتركة بجزيرة سقطرى، على بعد 350 كم من ساحل اليمن، لجمع معلومات عن النقل البحري بخليج عدن والقرن الأفريقي ومصر، حيث نشاطات للحوثيين في اليمن، مع أن الأهمية الأمنية للبحر الأحمر لإسرائيل يمنحها فرصة للمشاركة الفاعلة بالحفاظ على الملاحة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، والتعاون مع السودان والسعودية والإمارات، بعيدا عن شواطئ إسرائيل".

 

0
التعليقات (0)