سياسة عربية

اشتباكات بين المعارضة و"قسد" ومؤشرات لعملية تركية جديدة

"قسد" حملت روسيا مسؤولية هجمات تركيا والمعارضة السورية على عين عيسى- تويتر
"قسد" حملت روسيا مسؤولية هجمات تركيا والمعارضة السورية على عين عيسى- تويتر

تستمر في الشمال السوري اشتباكات بين قوات المعارضة ومسلحي الوحدات الكردية وما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، وذلك قرب مدينة عين عيسى الاستراتيجية، شمال مدينة الرقة.

 

وتقع عين عيسى، حيث اندلعت الاشتباكات أثناء الليل، على طول الطريق السريع "أم4" الذي يربط بين المدن السورية الرئيسية، وتجري عليه عادة الدوريات الروسية التركية المشتركة.

 

وأفاد ناشطون ووسائل إعلام محلية باستمرار الاشتباكات، الجمعة، وسط تبادل للاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها، وحديث عن تدخل تركي مباشر.

 

 

 

اقرأ أيضا: ترتيبات بين نظام الأسد والوحدات الكردية برعاية روسية.. تفاصيل

 

وتحدثت مصادر عن اندلاع الاشتباك إثر إخلاء القوات التركية لعدد من نقاطها المحاصرة في عمق الأراضي الخاضعة لنظام الأسد، من جهة، وانسحاب قوات روسية من عين عيسى، من جهة ثانية.

 

 

ورجّح "محمد مستو"، كبير مراسلي الشأن السوري في وكالة "الأناضول" التركية شبه الرسمية، أن تكون الاشتباكات مرحلة أولى لعملية مشتركة، تشنها تركيا والمعارضة السورية، في عين عيسى.

 

وقال "مستو"، في حديث لـ"عربي21"، إن الاشتباكات في محيط عين عيسى قد تأتي في إطار عملية عسكرية طويلة، مقسمة على مراحل، لتجنب صدام مع الجانب الروسي.

 

 

وتهدف العملية، بحسبه، "إلى إبعاد ي ب ك الإرهابي عن الطريق الدولي M4 والمناطق المحررة في الشمال، ولا سيما تل أبيض ورأس العين".

 

وتشكل الوحدات الكردية، التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية، العمود الفقري العسكري لما يعرف بتحالف قوات سوريا الديمقراطية. وتقول أنقرة إن التشكيل المدعوم أمريكيا هو النسخة السورية لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنف "إرهابيا" على نطاق واسع عالميا.

 

ولفت مستو إلى أن موسكو أنشأت مؤخرا ثلاث نقاط مشتركة في محيط عين عسى، تتواجد في قوات روسية وأخرى لنظام الأسد، "فضلا عن مسلحين من ي ب ك، يرتدون زي النظام".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: تحركات تركية في سوريا قبل تسلم بايدن منصبه

 

 

وتابع بأن مفاوضات بدأت بعد ذلك بين الروس وقسد لتسليم عين عيسى للنظام، وتجنيبها هجوما تركيا، دون التوصل إلى اتفاق، ما دفع موسكو إلى سحب جزء من قواتها لممارسة ضغوط بهذا الخصوص.

 

واستبعد مستو التوصل إلى اتفاق، "وسط خشية ي ب ك من أن يشكل ذلك مقدمة تكرار السيناريو ذاته في مناطق أخرى".

 

ومن جهة ثانية، رجّح الخبير في الشأن السوري أن تكون أهمية عين عيسى بالنسبة لروسيا قد تراجعت، مع اقتراب المعارضة من الطريق الدولي في المنطقة، ما يجعل المدينة عرضة للمحاصرة والتهديد بشكل دائم.


وقال قائد في "قسد" لوسائل إعلام كردية محلية إن قصف المعارضة أصاب أجزاء من المدينة والطريق السريع لكن قواته أحبطت الهجوم، لكن مستو قال إن القصف مستمر منذ أسابيع، وهو تمهيد ناري للتقدم على الأرض.

 

 

ورفض متحدث في المعارضة السورية المسلحة، اتصلت به "عربي21"، تأكيد أو نفي التوجه نحو عملية عسكرية جديدة.

 

وتتهم أنقرة والمعارضة السورية المسلحين الأكراد بالمسؤولية عن تفجيرات بمناطق مختلفة، أوقعت قتلى مدنيين، فضلا عن جنود أتراك.

 

وتقول تركيا إن عين عيسى وتل تمر تشكلان نقطتي انطلاق للهجمات التي استهدفت مناطق المعارضة طوال الأشهر الماضية.

 

ولفت "مستو"، في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن عين عيسى تشكل مصدر خطورة أكبر من تل تمر، إذ أن الأولى منطلق لهجمات على كل من تل أبيض ورأس العين، فضلا عن مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة وتنتشر فيها قوات تركية.

وفي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قتل نحو ثلاثين شخصا غالبيتهم من مسلحي المعارضة، جراء انفجار ألغام زرعتها الوحدات الكردية، في حوادث متفرقة شهدتها مناطق حدودية مع تركيا، كان أكثر دموية قرب عين عيسى.

التعليقات (0)