سياسة دولية

وفاة أبرز المحللين النفسيين للزعماء بوكالة "CIA"

جيرولد بوست حلل شخصيات الرؤساء بكامب ديفيد وشخصية صدام والقذافي- تويتر
جيرولد بوست حلل شخصيات الرؤساء بكامب ديفيد وشخصية صدام والقذافي- تويتر
توفي جيرولد بوست المؤلف والمحلل النفسي السياسي السابق نتيجة مضاعفات مرتبطة بفيروس كورونا أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عن عمر 86 عاما، وكان أحد رواد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه".

وقال صديقه الطبيب النفسي كينيث ديكليفا إن بوست كان "عملاقاً في مجال تحليل القيادة ورائداً في وكالة الاستخبارات المركزية".

درس بوست المولود عام 1934 في نيو هيفن، الأمريكية، في جامعة يل حيث درس المرحلة الجامعية الأولية، قبل أن يتجه إلى كلية الطب. ثم حصل بعد تخرجه على تدريب في الطب النفسي في كلية هارفرد للطب والمعهد الوطني للصحة النفسية، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.

وعمل بوست لأكثر من 20 عاماً في وكالة المخابرات الأمريكية المركزية "سي أي إيه". وأسس وحدة تحليل الشخصية والسلوك السياسي بالوكالة في أوائل السبعينيات.

وقد قال في خطاب في جامعة يل: "نظرنا إلى القادة الأجانب في سياقهم الثقافي والسياسي، وقسنا إلى أي درجة كانوا يعبرون عن صراعات شخصية على الساحة الدولية".

وحللت الوحدة زعماء أجانب من أمثال الكوبي فيدل كاسترو والعراقي صدام حسين والليبي معمر القذافي.

ومكنت هذه التحليلات الرؤساء والمسؤولين رفيعي المستوى من الإعداد للمفاوضات ومواقف الأزمات بحسب "بي بي سي".

وكتب بوست "لمحات عن شخصيات كامب ديفيد" شملت الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيغين، ويعتقد أنها أثرت بشكل كبير في استراتيجية الرئيس الأسبق جيمي كارتر في المفاوضات التي عقدت في كامب ديفيد، المنتجع الرئاسي الأمريكي بولاية مريلاند عام 1978.

وقد قادت المعاهدات التالية التي وقعها الزعيمان إلى اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

وفي كتابه Keeping Faith (الوفاء بالوعد) كتب بوست قائلا: "بعد كامب ديفيد، نادراً ما كانت تعقد قمة كبيرة من دون أن يُطلب منا إعداد لمحات شخصية وتحليلات للزعماء الأجانب."

ومُنح بوست وسام الاستحقاق الاستخباري عام 1979. ثم تولى بعد ذلك منصب مدير برنامج التحليل النفسي السياسي في كلية إليوت للشؤون الخارجية بجامعة جورج واشنطن.

غير أن مسؤولي الحكومة الأمريكية طلبوا من بوست فيما بعد المساعدة في توجيه قراراتهم المتعلقة بالعراق وصدام حسين.

وقال عام 2002 إن صدام حسين عانى من "نشأة مؤلمة"، إذ فر من منزل والده الذي رفض تعليمه، وذهب ليعيش مع خاله الذي "ملأه بأحلام المجد".

وأضاف بوست أن زراعة هذا الخيال الضخم داخله حولته إلى "نرجسي خبيث".

وألف بوست 14 كتاباً في موضوعات عدة، ترواحت ما بين عقول الإرهابيين إلى الزيادة الحاصلة في أعداد السياسيين ذوي الشخصيات النرجسية.

وقوبل ببعض الانتقادات خلال مسيرته المهنية لمخالفته القاعدة الذهبية للجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين؛ والتي تمنع الأطباء النفسيين من التعليق على الصحة العقلية للشخصيات العامة أو تشخيصها، من دون فحصهم والحصول على موافقتهم.

لكن بوست قال إنه من غير الأخلاقي التزام الصمت في بعض الأحيان. وأضاف: "أعتقد أن علينا واجب التحذير"، وقال: "أثيرت تساؤلات جدية بشأن مزاج وملاءمة الشخص الذي ينبغي علينا ألا نذكر اسمه"، في إشارة إلى الرئيس ترامب.

وفي عام 2019، ذهب بوست بفكرته إلى أبعد من ذلك، وشارك ستيفاني دوسيت في تأليف كتاب بعنوان "كاريزما خطرة: التحليل النفسي السياسي لدونالد ترامب وأتباعه".

وفي لقاء مع موقع صالون الإخباري قبيل نشر كتابه، توقع بوست التصرفات التي قام بها ترامب بعد انتخابات 2020.

إذ قال: "إذا نجح ترامب مثلما حدث عام 2016، فسيجعله انتصاراً أكبر ويتحدث عن التزوير الانتخابي من جانب الديمقراطيين. أما إذا خسر بفارق ضئيل، أعتقد أنه لن يتنازل مبكرا".

وأضاف: "قد لا يعترف ترامب حتى بشرعية الانتخابات".
التعليقات (0)