هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبراء عسكريون إسرائيليون؛ إن "فرع تنظيم الدولة في مصر ينتقل من الدفاع إلى الهجوم، وبمجرد إعادة فتح الحدود مع سيناء، سيكون الإسرائيليون الذين يتدفقون على شواطئ شبه الجزيرة مستهدفين أيضا، ويجب على إسرائيل الاستعداد لهذا الاحتمال الآن أكثر من أي وقت مضى".
وأضافوا
بدراسة نشرها معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، ترجمتها "عربي21" أن "الأشهر الأخيرة شهدت تنفيذ التنظيم
هجومين غير عاديين، أولهما تم تفجير أنبوب الغاز من إسرائيل لمصر، وتنفيذ هجوم
مشترك على قاعدة عسكرية، ويشكلان تغييرا باستراتيجية التنظيم، والتحول من الدفاع
والبقاء إلى النشاط والإضرار بالاقتصاد المصري والحكومة، بما في ذلك الأضرار التي
لحقت بقناة السويس والسياحة في سيناء".
الدراسة
أعدها كل من تومار نافيه ويورام شفارتسر وأفيعاد منديلبلاوم، وهم باحثون عسكريون،
عملوا مستشارين استراتيجيين لمحاربة الإرهاب بمكاتب الحكومة ووزارة الحرب، وانخرطوا
في القوة التنفيذية للأسرى والمفقودين، ونشروا مؤلفات عن تنظيم القاعدة، أحداث
سبتمبر، تنظيمات الجهاد العالمي.
وأوضحوا
أن ذلك "يخلق تحولا في أولويات التنظيم، ويضع إسرائيل كوجهة لنشاطه، مما
يتطلب من إسرائيل الأخذ بعين الاعتبار أنه سيحاول تنفيذ عمليات لإلحاق الأذى
بالإسرائيليين بسيناء، عند عودتهم لزيارة المواقع السياحية في شبه الجزيرة،
ومن ثم هناك احتمال أن تتحول ولاية سيناء جزءا من إلحاق الضرر بأهداف إسرائيلية، بتنظيم
الهجمات على طول السياج الحدودي مع إسرائيل".
وأشاروا إلى أنه "منذ 2012، امتنع التنظيم عن مهاجمة إسرائيل، واكتفى بإطلاق صواريخ
متفرقة عليها، ردا على هجمات إسرائيلية ضده، لأن التنظيم له وجود دائم على الحدود
الإسرائيلية جنوب رفح، ومن المتوقع أن يسعى التنظيم جاهدا لتنفيذ العمليات بإنجاز
كبير مثل هجوم على الإسرائيليين في سيناء، رغم أن إغلاق معبر طابا بسبب وباء
كورونا أوائل آذار/مارس، استبعد هذا الاحتمال".
واستدركوا
بالقول؛ إن "الآونة الأخيرة شهد فتح معبر طابا أمام الإسرائيليين، مما أعاد
أولويات التنظيم على جدول الأعمال الإسرائيلي مرة أخرى، ولذلك يجب أن يؤخذ في
الاعتبار أنه عند فتح الحدود المصرية، وعودة الإسرائيليين لسيناء، ستزداد رغبة التنظيم
بإلحاق الضرر بهم".
وأضافوا
أن "التهديد المتزايد للمواقع الاستراتيجية المصرية، بجانب التطبيع بين
إسرائيل والدول العربية، يشكلان أرضية واسعة لتحسين التعاون الأمني بين
مصر وإسرائيل من منطلق وحدة المصالح، لأن إصابة الإسرائيليين في جنوب سيناء، عند فتح
معبر طابا، سيناريو سيجعل من الصعب عليهما التعامل مع تداعياته، خاصة إذا حدث
اختطاف، أو إعدام لإسرائيليين".
وأشاروا إلى أن "المعطيات الأمنية الإسرائيلية تحدثت أن التنظيم في سنواته الأولى، نشط في
هجماته على الجيش المصري، وزادت عدد مقاتليه، وأطال مدة القتال، رغم أن الجيش
المصري اعتمد نهجا أكثر عدوانية في حربه على التنظيم، ونتيجة لذلك تقلص عدد نشطائه
بشكل حاد، فيما تحدثت تقديرات إسرائيلية أنه في 2017 بلغ عدد مقاتليه ألفا، وفي 2019
انخفضوا إلى 600 فقط".
وأوضحوا
أن "المعلومات الإحصائية الإسرائيلية رصدت أن متوسط الهجمات
الشهرية للتنظيم في 2017 بلغت 55 هجوما، لكنها انخفضت في 2018 بـ40% لما يتوسطه
35 هجوما شهريا، وفي 2019 وصلت إلى 25 هجوما، وتضمنت أنماط العمل المتكررة
تحميل المتفجرات، وإلحاق أضرار بالجرافات والمركبات، والحرب الإلكترونية، واستهداف
القوات العاملة".
وختموا
بالقول بأن "تحقق مثل هذه السيناريوهات المخيفة مسألة فعالة وسريعة، الأمر
الذي يتطلب من إسرائيل مساعدة أجهزة الأمن المصرية في صياغة الاستجابة المطلوبة
للتعامل معها".