هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دفعت المواجهات الدامية، ومقتل متظاهرين على يد أنصار تابعين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، إلى عودة قوية للتظاهرات في مدن عدة في العراق.
وانطلق الآف المتظاهرين الجمعة، منددين بالمواجهات التي خلفت 5 قتلى بعد صدامات مع التيار الصدري في مدينة الناصرية، حيث أقدمت مجاميع محسوبة على الصدر في حرق خيام ومقار متظاهرين كانوا اتخذوا من ساحة "الحبوبي" بالناصرية مكانا لهم منذ العام 2019 .
وارتفعت حصيلة ضحايا العنف الأسبوع الماضي إلى تسعة قتلى إثر وفاة محتجين متأثرين بجراحهم، واغتيال ناشط معارض في مدينة العمارة.
وكان نشطاء من الحراك الاحتجاجي قد حملوا مسؤولية العنف في ساحة الحبوبي لمؤيدي الصدر.
وتظاهر آلاف في الناصرية الجمعة عقب أسبوع من الصدامات، لإظهار عزمهم على مواصلة الاحتجاج ورفض إزالة خيمهم من ساحة الحبوبي.
وقال المتظاهر حسين السعيدي في الناصرية جنوب البلاد لوكالة فرانس برس إن "العنف الذي جرى الأسبوع الماضي لن يمنعنا من مواصلة التظاهر"، وأضاف: "خيارنا الوحيد هو تحقيق أهداف هذه الانتفاضة".
وشهدت مدن أخرى تظاهرات تضامن مع محتجي الحبوبي، من بينها بغداد التي نُظّم فيها تجمع صغير في ساحة التحرير، وتظاهر المئات في مدينة الديوانية جنوب البلاد تحت شعار "جمعة الناصرية".
وقال المتظاهر في المدينة مصطفى جبير إن "اعتداءات الجماعات المسلحة تتم أمام أنظار القوات الحكومية"، معتبرا أن "الحكومة باتت خاضعة لسلطة المليشيات".
وقتل نحو 600 شخص في أعمال عنف على صلة بالتظاهرات ضد الحكومة منذ انطلاقها في تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
وكانت الناصرية قد شهدت أحد أكثر تلك الأحداث دموية في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، أودت بحياة ما يزيد على ثلاثين شخصا.
وتشير أصابع الاتهام إلى مسؤولية مسلحين تابعين للتيار الصدري عن إطلاق نار وقنابل حارقة على المحتجين وإحراق عدد من خيامهم، وسقوط القتلى والمصابين، وفق تقارير.
وجاءت الاشتباكات بين أنصار التيار الصدري والمحتجين على خلفية منع الأخيرين عشرات من مسلحي التيار من الدخول إلى الساحة بالناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوب العاصمة بغداد.
وتعيش "ساحة الحبوبي" حالة من عدم الاستقرار بسبب توترات سابقة شهدتها في آب/ أغسطس الماضي، بين المعتصمين وأنصار التيار الصدري.
واتخذ رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، سلسلة من الإجراءات لاحتواء الموقف، ومنع خروج الاشتباكات بين مسلحي التيار الصدري والمحتجين عن السيطرة.
وأعلنت السلطات المحلية حظرا للتجوال في الناصرية، ومنع حمل السلاح غير المرخص، وإقالة مدير شرطة المحافظة وتعيين قائد جديد، وتشكيل فريق خلية أزمة لإدارة الطوارئ من كبار المسؤولين الأمنيين، برئاسة مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، بصلاحيات إدارية ومالية وأمنية، لحماية المحتجين السلميين ومؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة.
لكن المحتجين في الناصرية رددوا شعارات غاضبة من الكاظمي، مطالبين إياه بالاستقالة من المنصب الذي يتولاه منذ 7 أيار/ مايو الماضي، خلفا لحكومة عادل عبد المهدي، التي أسقطها المحتجون في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
اقرأ أيضا: قمع "ساحة الحبوبي" وسط الناصرية.. تحدّ للكاظمي وتهديد للصدر
ومنذ وصوله إلى المنصب، حاول رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مد يده إلى المتظاهرين عبر إعلان انتخابات مبكرة في حزيران/ يونيو المقبل، كما أنه وعد بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين.
لكن لم تتحقق العدالة حتى الآن، ويقول أنصار الحراك الاحتجابي إنهم ما زالوا يتعرضون للترهيب باستمرار.
وقتل مسلحون مجهولون يمتطون دراجة نارية الأربعاء، الناشط مصطفى الجابري في مدينة العمارة جنوب البلاد، وفق ما أدلى به مصدر أمني لفرانس برس.
وأضاف المحامي مصطفى جبير أن على "الزعامات الدينية والسياسية أن لا تتصور أن التظاهرات قد انتهت".
وقال: "نحن مستمرون لحين تحقيق جميع مطالبنا بمحاسبة قتلة المتظاهرين وكبار الفاسدين وانتخابات مبكرة بإشراف أممي".