هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تقدم أربعة نواب من الحزب الجمهوري بمشروع قانون للكونغرس الأمريكي لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية ووضعها على قائمة الإرهاب الدولية، ما يثير التساؤلات حول توقيت واحتمالات هذا المشروع المقدم لمجلس الشيوخ.
عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور تيد كروز، قال الخميس، عبر "تويتر"، إن "زملاءه جيم إينهوف، وبات روبرتس، ورون جونسون، قدموا مشروع القانون للمضي قدما في معركة أمريكا مع التطرف".
وطالب كروز، وزارة الخارجية الأمريكية بوضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب، بدعوى أن تنظيم الإخوان مسؤول عن تمويل الإرهاب والترويج له، فيما أعلن السيناتور جيم إينهوف، الخميس، عبر "تويتر"، أيضا، أنه انضم إلى أعضاء آخرين بالمجلس في "إعادة تقديم مشروع قانون لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية".
وفشل مشروعان سابقان بقوانين تقدم بهما كروز، وآخرين لمجلس الشيوخ، لتصنيف الإخوان إرهابية عامي 2015 و2017، ليعيد الكرة للمرة الثالثة قبل نهاية 2020.
"ضغط خليجي"
وفي تقديره لاحتمالات تصنيف الشيوخ الأمريكي للإخوان جماعة إرهابية، قال مسؤول لجنة العلاقات الخارجية لحزب "الحرية والعدالة" المصري محمد سودان، إن "هذا مشروع قديم جديد خاصة من نواب تكساس، وفي كل دورة رئاسية جديدة يكررون طلبهم".
وحول ما إذا كانت إدارة ترامب في أيامها الأخيرة تسعى لتقديم تلك الهدية إلى حلفائها بالخليج ومصر، أكد سودان، بحديثه لـ"عربي21"، أن "ذلك التحرك بما لا شك فيه يرجع لضغط خليجي، كما حدث من ضغوط خليجية سابقا في بريطانيا لنفس الغرض".
وبشأن مدى استجابة الكونجرس ووزارة الخارجية الأمريكية لدعوة كروز بوضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب، أوضح أنه "في النهاية يرضخ الكونغرس لرأي الأغلبية، وكذلك لتقرير الجهات الأمنية بالولايات المتحدة مثل (Homeland Security and CIA)".
اقرأ أيضا: مشروع قرار في الشيوخ الأمريكي لتصنيف "الإخوان" منظمة إرهابية
وختم بالقول: "نحن لا نتمنى بلا شك حدوث هذا الأمر، ولكن إذا حدث فسوف نكافحه في أروقة المحاكم حتى يعود الحق لنصابه".
"إرباك وضع بايدن"
وفي تعليقه قال السياسي المصري الدكتور جمال حشمت: "أعتقد أن إدارة ترامب، لو فعلت هذا فهو من باب إرباك الوضع لإدارة بايدن، وهنا سيصبح عارا وفضيحة لترامب الذي يتخذ قرارات شاذة في هذه الفترة، وسيكون ذلك في رأيي وسام شرف للإخوان في ذلك الوقت".
الرئيس الأول للبرلمان المصري الشرعي بالخارج، أضاف بحديثه لـ"عربي21": "أما القرار نفسه سواء أقدم عليه ترامب، أم نوابه فسوف يحال إلى المحكمة العليا لدراسة جديته؛ ولأسباب كثيرة داخليا وخارجيا أعتقد أن ذلك سيكون قرارا مرفوضا لم تتم دراسته بعمق".
وأشار إلى أن من "يدعمه هم صهاينة أمريكا الذين قام بفضحهم كثير من الرموز السياسية وغيرها في أمريكا في الفترة الأخيرة، باعتبار أن الانحياز للصهاينة يضر بالمصالح الأمريكية"، متوقعا أنهم "لن يستطيعوا أن يثبتوا ادعاءاتهم ضد الإخوان".
وحول تبعات مثل ذلك القرار، يرى حشمت، أنها "بالطبع مربكة للإخوان، ولكثير من المؤسسات الأمريكية التي يتهمونها بالأخونة؛ لكن تتكشف الحقائق لدى أصحاب العقول في الإدارة الجديدة وبأحكام القضاء الأمريكي".
"قنابل ترامب الموقوتة"
من جانبه قال السياسي والبرلماني المصري السابق محمد عماد صابر: "يسعى المربع الصهيوخليجي مصري ( إسرائيل والإمارات والسعودية ومصر) في الأيام الأخيرة لحكم ترامب، الذي سيغادر البيت الأبيض قبل 20 كانون الثاني/ يناير 2021، بتنفيذ عدة ملفات هامة".
عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري السابق، أكد بحديثه لـ"عربي21"، أنهم "يستخدمون أدوات مجلس الشيوخ، وبعض نواب الحزب الجمهوري الممولين خليجيا، بهدف إرباك وإشعال المنطقة، بل وحرق الأرض تحت أقدام الرئيس الأمريكي القادم بايدن".
وأشار إلى أن "محاولات إعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية تأتي بهدف توجيه ضربة مضافة لتيار الإسلام السياسي في المنطقة والغرب، ما يساعد على توسيع دائرة التطبيع الصهيوني الخليجي خاصة مع السعودية".
اقرأ أيضا: "إفتاء مصر" تلحق بكبار علماء السعودية في موقفها من الإخوان
وحول تبعات قرار مثل هذا القرار على مستقبل جماعة الإخوان المسلمين، قال صابر: "للأسف؛ فإنه يضفي الشرعية على ممارسات السيسي، والخليج، ضد الإخوان خاصة في مصادرة الممتلكات".
وأكد أن قرارا بهذا الشأن يتبعه "عقوبات مالية على قيادات الجماعة في الغرب وبعض الدول الإسلامية"، مضيفا: "وكذلك التضييق وربما حل بعض المراكز الإسلامية التي أشار إليها مفتي مصر سابقا خاصة في لندن وباريس وواشنطن".
السياسي والبرلماني المصري تابع: "وأيضا منع سفر عدد من قيادات الجماعة على مستوى العالم، إلى جانب مطاردة (الانتربول) لعدد من القيادات التي صدرت ضدهم أحكام بالدول الأوروبية الداعمة للسيسي بمليارات الخليج".
وقال: "يبقى أن نعي أن الموضوع مقلق؛ حيث أن ترامب أثبت قدرته على إنجاز الكثير خلال أسبوعين مثل اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري، ولقاء نتنياهو وابن سلمان شبه العلني".
وأعرب صابر عن مخاوفه من أن "يمضي ترامب الآن نحو تحقيق أمر تمت إعاقته أكثر من مرة، وبطلب من أبوظبي على الأرجح"، معتقدا أن "الأمر ليس حتميا ولكنه خطير ومختلف هذه المرة ويحتاج إلى تفعيل بعض القنوات وأخذ الأمور بجدية".
ولفت في نهاية حديثه إلى أن "الجهود المضادة ضعيفة وغير منسقة، وبدلا من المبادرة تنتظر المعارضة استلام بايدن للسلطة".