هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بات اصطحاب السودان، ضمن تحالف "مصر الإمارات السعودية"، الذي يضم
البحرين والأردن، مشهدا معتادا بعد إمساك الجيش السوداني بمقاليد الحكم عقب الإطاحة
بالرئيس السابق عمر البشير، في نيسان/ أبريل 2019، رغم الاتفاق بين العسكريين والمدنيين
على تقاسم الحكم في آب/ أغسطس من العام نفسه.
كان من ذلك مشاركة السودان في فعاليات التدريب المشترك "سيف العرب"
بقاعدة محمد نجيب العسكرية ونطاق المنطقة الشمالية العسكرية المصرية بمشاركة كل من
السعودية والإمارات والأردن والبحرين، التي انطلقت الأحد، وتستمر فعالياته حتى السادس
والعشرين من الشهر الجاري.
تأتي تلك التدريبات العسكرية بالتزامن مع استمرار المناورات العسكرية
بين مصر والسودان، التي تعد الأولى من نوعها، وتستمر حتى الـ26 من الشهر الحالي، تحت
مسمى "نسور النيل1"، بمنطقة مروي (شمال السودان).
هذه الحظوة التي يتمتع بها السودان بعد سنوات طويلة من العزلة، تأتي
بعد الإطاحة بالبشير من ناحية، وقرار المجلس الانتقالي المفاجئ تطبيع العلاقات مع الاحتلال
الإسرائيلي بوساطة أمريكية.
في غضون ذلك؛ تخوض الحكومة المركزية في إثيوبيا حربا أهلية مع إقليم
تيغراي الذي يتهم قادته الإمارات، أحد أضلاع التحالف المصري السعودي، بدعم حكومة أديس
أبابا بالطائرات المسيرة التي تستهدف الإقليم.
وتسارعت وتيرة العلاقات العسكرية بشكل خاص بين البلدين؛ حيث انطلقت
مباحثات عسكرية مشتركة بين الجيشين السوداني والمصري، مطلع الشهر الجاري، حول مجالات
التعاون العسكري المختلفة، وفق بيان المركز الإعلامي العسكري للجيش السوداني.
تحالف الأزمات
في سياق تعليقه؛ قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي السوداني الدكتور
ياسر محجوب الحسين: "لعل هذه الدول الست يجمعها من قبل التحالف الذي أنشأته السعودية
للقضاء على الحوثيين في اليمن باسم "التحالف العربي في اليمن" والذي بدأ
ضرباته في ٢٥ آذار/ مارس ٢٠١٥، ومازال التحالف مستمرا في اليمن مع اختلاف نسب وأحجام
مشاركة هذه الدول".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أنه "على الرغم من أن المناورات
العسكرية في عمومها هي تدريبات عسكرية تقوم بها عدة دول حليفة لتطوير أدائها وتعزيز مهاراتها
الميدانية وتقوية الروابط العسكرية بينها؛ لكن الجديد أن تجرى هذه المناورات في مصر
وهذا يعنون الرسائل الموجهة لعديد من الأطراف المتواجدة في محيط القارة الأفريقية".
وأضاف: "معلوم أن كلا من مصر والإمارات والسعودية على وجه التحديد، تدعم اللواء خليفة حفتر في ليبيا ويعتقد أن هذه المناورات رسالة في بريد تركيا التي
لديها قاعدة عسكرية في جيبوتي إلى جانب دعمها القوي للحكومة الليبية المعترف بها دوليا
والتي تمكنت بسبب ذلك الدعم من هزيمة حفتر في المواجهات الأخيرة ما شكل هزيمة لداعمي
حفتر".
لكن هناك رسائل أخرى، وفق محجوب، فمصر تود إرسال رسالة أخرى إلى إثيوبيا
التي يستعر الخلاف معها حول مشروع سد النهضة؛ وتريد أن تظهر حجم القوى التي تساندها
لا سيما أن السودان يشارك ضمن هذه المناورات، ووجود السودان إلى جانب أحد طرفي نزاع
سد النهضة يرجح بدون شك كفة طرف على حساب الطرف الآخر.
رسائل في غير مكانها
من جهته شكك عضو هيئة تفتيش القوات المسلحة المصرية سابقا، العقيد السابق،
عادل الشريف، في طبيعة تلك المناورات والتدريبات العسكرية، قائلا: "لا شك أن النظامين
العسكريين في مصر والسودان حولا جيشيهما إلى مرتزقة في المنطقة، خاصة أن القائد العسكري
السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي" جعل من الجيش السوداني مخزنا للمرتزقة الذين يعملون لصالح الإمارات".
وبشأن ما تضمنته تلك التدريبات من رسائل، فقد أكد لـ"عربي21"
أن "المناورات والتدريبات العسكرية برمتها التي تجريها مصر سواء مع السودان أو
مع غيرها هي بالأساس رسائل ضد الوجود التركي سواء في القرن الأفريقي، أو الشرق الليبي،
حيث نجح الأتراك في تغيير المعادلة العسكرية لصالح الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا".
واستبعد الخبير العسكري أن تكون هناك رسائل جادة أو حقيقية لإثيوبيا
في ما يتعلق بأزمة سد النهضة، قائلا: "استهداف سد النهضة خارج حساب مصر والسودان
لأسباب كثيرة، ولكن الأهم لرعاة تلك الجيوش (الإمارات والسعودية) ومن ورائهما أمريكا
وإسرائيل هو تصفية الوجود التركي والذي زادته قوة معركة شوشا في ناغورني قره باغ في
الحرب التي دارت بين أذربيجان وأرمينيا".
اقرأ أيضا: مراقبون يتوقعون تراجع تنسيق القاهرة والخرطوم بأزمة "النهضة"