صحافة إسرائيلية

دراسة إسرائيلية ترصد إمكانية إقامة علاقات مع لبنان

أشارت كاتبة إسرائيلية إلى أن "تل أبيب وبيروت لديهما سنوات عديدة من الاتصالات"- جيتي
أشارت كاتبة إسرائيلية إلى أن "تل أبيب وبيروت لديهما سنوات عديدة من الاتصالات"- جيتي

قالت كاتبة إسرائيلية إن "الإعلان عن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان ترافقه فرصة بتحسن حقيقي في علاقاتهما، لكن هذا التغيير الاستراتيجي لا يزال يواجه العديد من العقبات، وعلى رأسها حزب الله، وهناك بعض الخطوات التي يجب على إسرائيل أخذها بعين الاعتبار".


وأضافت أورنا مزراحي بورقتها البحثية التي أصدرها معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وترجمتها "عربي21"، أن "فتح المفاوضات بين إسرائيل ولبنان حول الحدود البحرية علامة فارقة في علاقاتهما، ويثير التساؤل حول ما إذا كان الاتفاق سيؤدي لتغيير استراتيجي بينهما، على خلفية اتفاق التطبيع مع الإمارات والبحرين، والوضع الصعب في لبنان الذي يستدعي مساعدة خارجية من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى".


وأكدت مزراحي، التي خدمت في الجيش 26 عاما، ومجلس الأمن القومي، ونائبة رئيس الأركان للسياسة الخارجية، والتخطيط الاستراتيجي للقضايا الإقليمية والدولية، أن "علاقات القوة الداخلية في لبنان تؤدي لاستنتاج أن فرص التقارب منخفضة للغاية حاليا، لا سيما طالما حافظ الحزب على مكانته الخاصة كقوة عسكرية مستقلة، ويؤثر على عمليات صنع القرار، ورغم ذلك، يجب على إسرائيل اغتنام الفرصة التي أوجدها التغيير في نهج لبنان، والسعي لإضافة شرط للمساعدة الغربية في صياغة "خارطة طريق" لحل الخلافات مع إسرائيل".


وأوضحت أنه "من أجل تحقيق الاستقرار الأمني في المنطقة، فيجب على إسرائيل تعزيز الحوار مع كل اللبنانيين، رغم أنف حزب الله، مع العلم أن حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل تنبع أساسا من المصالح الخارجية: في الماضي الوجود الفلسطيني، ثم النفوذ السوري، وفي العقود الأخيرة صعود حزب الله، الذي أصبح أقوى قوة مؤثرة في الساحة اللبنانية، ويعمل لخدمة إيران"، وفق قولها.


وأشارت إلى أن "إسرائيل ولبنان لديهما سنوات عديدة من الاتصالات، أبرزها وقف إطلاق النار 1949، وهي أول دولة عربية توافق عليه، ثم اتفاق السلام 1983، الذي ألغته الحكومة تحت ضغط سوري، وخطابات عملية تصفية الحساب 1993، وتفاهمات عناقيد الغضب 1996، وصياغة اتفاق الانسحاب 2000، رغم أن لبنان لم يوافق على المشاركة في تعليم "الخط الأزرق" الذي صاغته الأمم المتحدة، وتشكل الحدود الفعلية".

 

اقرأ أيضا: صحيفة فرنسية: هذه أسباب موافقة لبنان على التفاوض مع الاحتلال


ولفتت إلى أنه "في ظل تغيرات البيئة الإقليمية: ضعف المحور الإيراني، واتفاقات إسرائيل مع الدول العربية، والوضع الصعب في لبنان، فقد ظهرت فرصة لتعزيز التغيير الاستراتيجي في علاقات البلدين، لا سيما مع أزمة لبنان الاقتصادية، خاصة إثر كارثة مرفأ بيروت، وهي من أشد أزمات لبنان في العقود الأخيرة، وهي بحاجة ماسة لمساعدات خارجية ضخمة، وكل هذه الظروف دفعت حزب الله للموافقة على فتح مفاوضات بشأن الحدود".


وأوضحت أن "الاتفاق على فتح مفاوضات الحدود البحرية، بعد عقد من التوقف، علامة إيجابية، فإذا أدت هذه المفاوضات لاتفاق، فستخلق جوا إيجابيا قد يسهل الحوار، وربما يدفع الاتفاقات حول نقاط أخرى، مثل الحدود البرية، والتفاهمات، والتعاون في مجال الطاقة، والتنقيب عن الغاز وإنتاجه، وأمن منصات الحفر، والمساعدة بإمدادات الكهرباء، لكن أهم العقبات التي تعترض محاولات تنظيم العلاقة مع لبنان تتمثل في حزب الله".


ونوهت إلى أن "حزب الله حجر العثرة الرئيسي أمام أي محاولة لتنظيم العلاقات بين إسرائيل ولبنان، وقد وافق على الذهاب لهذه المفاوضات بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والحزب نفسه، دون أن يكون واضحا من في النظام السياسي اللبناني سيكون على استعداد لتعزيز الاتصالات مع إسرائيل، بالنظر لضعف الأحزاب الموالية للغرب، والمعارضة للحزب، خاصة أن الحكومة الحالية انتقالية مشلولة".


وأوضحت أن "العداء لإسرائيل في الشارع اللبناني يتنامى مع مرور الوقت، فإسرائيل تتلقى معاملة عدائية في الشارع اللبناني، وليس فقط من أنصار الحزب، نتيجة للرواية المعادية لإسرائيل في الشارع ووسائل الإعلام منذ عقود، وعواقب الحروب مع إسرائيل على أوضاع لبنان، وسكانه، بدليل الرفض اللبناني الصريح من لعروض المساعدة الإسرائيلية في أعقاب كارثة ميناء بيروت".


وأضافت أنه "حتى لو تم التوصل لاتفاق بين إسرائيل ولبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، فإن احتمال أن يؤدي هذا الإنجاز لتغيير استراتيجي للأفضل في علاقاتهما يبدو ضئيلا، وطالما أن الحزب يحافظ على مكانته ونفوذه في لبنان، بما في ذلك التحالف مع الحزب المسيحي الرئيسي في لبنان، بقيادة الرئيس ميشال عون، ومع ذلك، يمكن بذل عدد من الجهود لتمهيد الطريق لإمكانية وجود شروط أكثر ملاءمة للحزب".


وختمت بالقول إن "إسرائيل مطالبة بإجراء حوار مع فرنسا والولايات المتحدة لتحسين وضع لبنان، ضمن اشتراط المساعدة الغربية للبنان بخارطة طريق لحل الخلافات مع إسرائيل، ودراسة تحركات احتواء نفوذ الحزب، وإثارة القضية اللبنانية في المحادثات مع أصدقاء إسرائيل في الخليج، وتشجيعهم على تحسين العلاقات بين إسرائيل ولبنان، من خلال ضمان تجديد المساعدة للبنان مقابل تغيير تدريجي في سياسته تجاه إسرائيل والحزب".


وأكدت أن "إسرائيل مدعوة لإجراء حوار غير رسمي بين عناصر لبنانية من كافة القطاعات والأعراق، من أجل التعرف على مجالات الاتفاق المحتملة، ومحاولة جسر مجالات الخلاف، ومحاولة لرفع مستوى الوعي لدى الجماهير اللبنانية لتقييد تحركات الحزب، وإبراز الرسالة حول المساهمة الإيجابية المتوقعة للعلاقات مع إسرائيل في تحسين الوضع اللبناني".

التعليقات (0)