هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية إن "زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت بات يكتسب دعم الكثير من الإسرائيليين الذين أصيبوا بخيبة أمل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويُظهر التقليب في جدوله اليومي له أنه كل يوم تقريبًا على مدار الأشهر القليلة الماضية يذهب للميدان لزيارة أصحاب الأعمال الذين تأثروا بفيروس كورونا، وسماع غضب العاطلين عن العمل، وتلقت كل واحدة من هذه الزيارات التوثيق المطلوب على شبكات التواصل الاجتماعي".
وأضافت مازال معلم في
مقالها على موقع "المونيتور"، وترجمته "عربي21" أن "بينيت قدم طوال
الوقت خطة بديلة للتعامل مع الفيروس عما تقدمه الحكومة الإسرائيلية الحالية، حتى
أصدر كتابًا قبل شهرين بسرعة قياسية بعنوان "كيفية التغلب على الوباء"،
وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي الدرامية أنه يتنفس في عنق نتنياهو (23 مقعدًا
لـ"يمينا" مقابل 26 لليكود إذا أجريت الانتخابات اليوم).
وأكدت أن "ذلك
يعتبر إنجازا كبيرا له، لا سيما بالنظر إلى أنه في أواخر نيسان/ أبريل 2019، فشل حزبه في تجاوز
العتبة الانتخابية، ولم يكن واضحًا ما إذا كان بإمكانه إعادة تأهيل نفسه، لكنه نجح في دخول الكنيست في الجولة الثانية من انتخابات أيلول/ سبتمبر 2019، وتعين وزيرا للحرب، حيث
شعر نتنياهو بالقلق لأنه دون إعطاء بينيت هذه الحقيبة السامية، فسينتهي به الأمر
لأن يحل رئيس حزب أزرق- أبيض بيني غانتس بدلا منه".
وأشارت إلى أنه "في
غضون شهرين فقط، تفوق رئيس حزب اليمين الاستيطاني على خصومه جميعًا من حيث الشعبية
والجماهيرية، فمع تراجع نتنياهو في استطلاعات الرأي، وعدم قدرة زعيم المعارضة
يائير لابيد على الإقلاع، برز بينيت باعتباره الفائز الأكبر في أزمة فيروس كورونا،
وهكذا نجح بتحدي نتنياهو من اليمين، وتقديم نفسه كمرشح لمنصب رئيس الوزراء، ويكاد
يكون المستفيد الوحيد مما يُنظر إليه كإخفاق حكومي".
وأوضحت أنه "في
الأسابيع الماضية، كثف بينيت هجومه على نتنياهو، مستخدمًا كل مقابلة لاتهامه بوضع
قضاياه الشخصية أولاً قبل التعامل الفعلي مع كورونا، ووصف ذلك بالسلوك المشين،
وأثبت هذا الهجوم نفسه، بدليل أن بينيت ما زال يكتسب شعبية وجماهيرية مثل
المغناطيس، وبات يكتسب مقاعد في استطلاعات الرأي من ناخبي الوسط وأزرق-أبيض، ممن
يشعرون بخيبة أمل من حزبهم، ويرونه بديلا قابلا للتطبيق".
وأضافت أن "ما
يجعل هذا الأمر لافتا، أن بينيت يميني غير اعتذاري، وكتل مؤيديه الرئيسية هي مجتمع
المستوطنين واليمين المتطرف، الداعمين لضم مستوطنات الضفة الغربية، وبالتالي فهو
أكثر تطرفا بكثير من نتنياهو والليكود، ما يطرح السؤال عن كيفية فعل بينيت لكل
هذا، كيف استطاع أن يجعل نفسه رئيسًا غير رسمي لحكومة الظل، وهل سيتمكن من الحفاظ
على هذه المكانة الجديدة، وينجح حيث فشل الآخرون".
وأشارت إلى أن "بينيت
تلميذ لنتنياهو، عمل بجانبه رئيسا لهيئة أركانه في أدنى نقطة في حياته السياسية،
عندما رأس حزباً بـ12 مقعداً فقط، في ذلك الوقت، واعتقد الكثيرون أن نتنياهو وصل
لنهاية الطريق، ثم اندلعت حرب إسرائيل الثانية في لبنان عام 2006، وفقد
الإسرائيليون ثقتهم بزعمائهم، وانخفض الدعم لرئيس الوزراء إيهود أولمرت لأقل من
10%، حينها لعب نتنياهو أوراقه بحكمة، وقدم نفسه بديلا رسميا دون أن يكون عدوانيا".
وأوضحت أن
"نتنياهو قام آنذاك كل يوم بزيارة مدن في الشمال استهدفتها صواريخ حزب الله،
وأجرى مقابلات مع الصحافة الأجنبية، وأصبح وزير خارجية الظل ورئيس وزراء الظل، وفي
غضون أسابيع قليلة فقط حددت الاستطلاعات أنه مرشح رئيسي لرئاسة الوزراء، رغم أنه
تصرف بشكل مختلف جدا خلف الكواليس، فشجع ودعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وعين
بينيت مسؤولاً عن هذه "المهام الخاصة".
وأكدت أن "بينيت
يتبنى قواعد اللعبة القديمة لنتنياهو، ينزل للشوارع، ويلتقي بضحايا كورونا، ويهاجم
الحكومة وزعيمها، يدعو إسرائيل لوحدة الصف، ويتحدث عن "العمل الجماعي"،
بعبارة أخرى، يقدم صورة طبق الأصل عن نتنياهو، الذي يُنظر إليه على أنه مثير
للانقسام، ويحاول وقف الاحتجاجات ضده فقط لتجنب اتهامات جنائية، وهنا فقد خدمت
المظاهرات بينيت أكثر من المنافسين الرئيسيين لنتنياهو مثل لابيد وليبرمان".
وأشارت إلى أن "بينيت
في هذه المرحلة بات محطة مفضلة لكل من يشعر بخيبة أمل من حزبي الليكود وأزرق-أبيض،
وحرصه على التقليل من مواقفه الأكثر تطرفاً بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين
تساعده، وحين يسأل عن استعداده للجلوس في حكومة نتنياهو الجديدة، يجيب بأنه سيكون
رئيسًا للوزراء، ومع اقتراب الانتخابات المقبلة، سيحتاج أن يكون أكثر تحديدًا".
وأضافت أن "بينيت
في المقابل إذا رفض الجلوس مع نتنياهو، فقد يخسر ناخبيه من اليمين لظهوره متعاونًا
مع اليسار فقط لإسقاط نتنياهو، كما أنه سيتعين عليه الإجابة عن ما إذا كان مستعدًا
للجلوس في حكومة مع الحريديم، حيث أعلن ليبرمان أنه لن يجلس معهم تحت أي ظرف، ومن
الصعب تخيل بينيت وهو يخاطر بهذه الرسالة الواضحة، لأنه سيناقض الرسالة التي يحاول
نقلها عن وحدة اليمين واليسار، والمتدينين والعلمانيين".
وختمت بالقول إن
"هذا هو الفخ الذي يواجهه بينيت الآن، ومع ذلك، وحتى لو خسر بعض المقاعد
البرلمانية في الانتخابات المقبلة، فيبدو أنه ينذر بنهاية فترة حكم نتنياهو
الطويلة كزعيم لليمين بلا منازع".