هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
* ترامب يمثل تهديدا غير مسبوق لأمريكا والعالم.. ويمثل ظاهرة لم نشهد مثلها في تاريخ الولايات المتحدة
* لهذه الأسباب لن تحدث تغييرات بالشرق الأوسط بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية
* العالم يشهد اليوم اجتياحا خطيرا لليمين المتطرّف
* لا توجد أي اختلافات جوهرية بين إدارتي أوباما وترامب تجاه مصر والفلسطينيين
* الديمقراطيون رحبوا باتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين.. ولم يوجّهوا الكثير من الانتقادات إلى "نتنياهو"
* أوباما وقّع على أضخم تفويض عسكري لإسرائيل في التاريخ بعد منحهم 40 مليار دولار على امتداد 10 سنوات
قال الأكاديمي والمفكر الأمريكي،
البروفيسور نورمان فينكلشتاين، إن "المجتمع الأمريكي الآن يشبه بلدان العالم الثالث؛ فلا
أحد يصدق أي شيء يقوله أي شخص"، مرجحا فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في
الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومؤكدا أنه لن يكون هناك تغييرا في السياسة الخارجية
الأمريكية بالنسبة للشرق الأوسط سواء فاز "بايدن" أو "ترامب".
جاء ذلك في مقابلته الخاصة
ضمن سلسلة مقابلات مُصورة تجريها "عربي21"، تحت عنوان (ضيف
"عربي21").
وعن رؤيته للانتخابات الرئاسية
الأمريكية وتوقعاته لها، أضاف: "لقد كانت انتخابات مشروعة للغاية، وإذا كنت
قد سألتني هذا السؤال في شباط/ فبراير من هذا العام لقلت إن دونالد ترامب سينتصر
بسهولة، وأن الرئيس ترامب سيُلحق ببايدن هزيمة نكراء في المناظرات..
ولكن بعد ذلك تغير عاملان
رئيسان: كان العامل الأول هو (كوفيد-19)، والثاني هو مسار (كوفيد-19)؛ فقد انهار
الاقتصاد، وغيّر هذا الأمر الأوضاع بشكل كبير. ويبدو الآن كما لو أن هناك عاملا
ثالثا آخر ظهر، والمُتمثل في المناظرة الرئاسية، لكنها لا تُعد عاملا حاسما، ولا
يزال العاملان الرئيسيان هما (كوفيد-19)، والاقتصاد. لكن ترامب ظهر كشخص متنمر
بغيض، لدرجة أنه توجب على أقوى المؤيدين له التفكير مرتين بشأن التصويت له".
"بايدن الأقرب للفوز"
وتابع فينكلشتاين: "لذا، اعتبارا من هذه اللحظة، أود القول إن بايدن
سيفوز، رغم أنه لا يمكنك التنبؤ بما سيحدث غدا، لأننا لا نعرف ما سيفعله ترامب مع
حقيقة أنه يُقال إنه مصاب بـ (كوفيد-19)".
وشدّد على أن "المجتمع
الأمريكي الآن يشبه بلدان العالم الثالث؛ فلا أحد يصدق أي شيء يقوله أي شخص. لذا،
لنأخذ مثالا واضحا هل أن ترامب مُصاب حقا بـ (كوفيد-19)؟، لا أحد يعرف على وجه
الدقة. ترامب يكذب بشأن أي شيء، وربما يكذب بشأن هذا الأمر. ولا أعتقد (بشكل شخصي)
أنه يكذب، ولكن بصراحة لست حتى متأكدا من ذلك".
واستطرد قائلا: "نحن
نعيش الآن مرحلة من تاريخنا كدولة لم يعد يصدق فيها أحد أي شيء بعد الآن. سأقول
إنني لا أصدق كلمة واحدة في صحيفة نيويورك تايمز بعد الآن، لأن لها هدفا واحدا، وهو
هزيمة ترامب، وسيقولون أي شيء ويفعلون أي شيء لهزيمته، ولم تعد الصحيفة جديرة
بالثقة على الإطلاق، لكن ترامب ليس جديرا بالثقة أيضا. لذلك، من الصعب جدا التحدث
بعقلانية حول ما يحدث، لأن البلاد هي المسؤولة عن قيادة نفسها كما أنها أصبحت
مسيّسة جدا وغير شريفة للغاية، ويشمل ذلك الجميع".
"ترامب يمثل تهديدا غير مسبوق"
وبسؤاله عن مَن سينتخب في
الانتخابات الرئاسية، أجاب: "هناك العديد من الناس الذين أحترم آراءهم كالبروفيسور
نعوم تشومسكي، وبيرني ساندرز، ولديّ بعض المعارف الآخرين الذين أحترم آراءهم أيضا.
لقد قالوا جميعهم الشيء ذاته إن الرئيس ترامب يُمثل تهديدا
غير مسبوق لبلادنا والعالم، فهو يمثل ظاهرة لم نشهد
مثلها من قبل في الولايات المتحدة".
ورأى المفكر
الأمريكي أن "ترامب
ظاهرة شبيهة بجايير بولسونارو في البرازيل، وفيكتور أوربان في المجر، ورودريغو
دوتيرتي في الفلبين، وناريندرا مودي في الهند، وبنيامين نتنياهو في إسرائيل. إنه اجتياح خطير لليمين المتطرّف للعالم اليوم".
وقال: "يُشكّل هذا
الاجتياح الخطير تهديدا شبيها بما فعله الفاشيون في الثلاثينيات، وهذا ما جاء على
لسان جميع من أحترم رأيهم"، مضيفا: "لم أقتنع شخصيا بشكل تام إلى أن
تابعت المناظرة وتسنت لي رؤية الرئيس ترامب عن كثب، وعندما تستمع إليه وتراقبه،
تشعر بأنه أحد أولئك الأشخاص، الذين قد يوقّعوا على قرار لوضع جميع الأشخاص من ذوي
الاحتياجات الخاصة أو الذين لديهم إعاقة جسديّة والمصابين بمتلازمة داون في غرف
الغاز".
"المحرقة النازية"
وأردف: "لعلك لا تدري،
ولعل الصحافيين يجهلون أن المحرقة النازية لم تستهدف اليهود أولا، بل بدأت عملية
الإبادة بالغاز باستهداف من لديهم إعاقات جسدية أو وراثية، وعندما تلاحظ بتمعن
الطريقة التي سخر بها ترامب من حقيقة أن جو بايدن لم يدرس في كلية حقوق مرموقة، والطريقة
التي سخر بها من حقيقة تخرج بايدن في المرتبة الأخيرة في صفه، سترى أن ترامب يسخر
من الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية أو الذين ولدوا بإعاقات ذهنية..
بالتالي تفهم أن ترامب من النوع
الذي سيوقع على قرار ينص بأن هؤلاء الأشخاص عديمو الفائدة ويجب وضعهم في غرف الغاز.
هذا هو نوع الأشخاص الذين ينتمون لليمين المتطرّف، من أمثال ببولسونارو، ومودي،
ودوتيرتي، وأوربان، ونتنياهو، وترامب".
"لا وجود للطبقة الوسطى"
وأضاف فينكلشتاين: "نحن نشهد ظاهرة في العالم الآن شبيهة جدا بفترة
الثلاثينيات؛ ففي المجتمعات، على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، لم يعد هناك
وجود للطبقة الوسطى بعد الآن، هناك حوالي 20 بالمئة ممن يعيشون في وضع جيد جدا، وواحد
بالمئة منهم يعيشون في وضع مريح جدا، و80 بالمئة يعانون بشدة، وهذه الفئة تبحث عن
الطرف الذي يقدم الحل الأفضل، هل هو دونالد ترامب أم هو جو بايدن؟".
وأكمل: "لذا، فإن فئة
الـ80 بالمئة التي تعيش في وضع صعب منقسمة بشدة حول اختيار الطرف المناسب، وإذا
ألقيت نظرة حول العالم ستجد الشيء نفسه تقريبا فقد اختفت الطبقة الوسطى باستثناء
بعض المناطق مثل الصين التي تمكنت من تحسين وضعها الاقتصادي. هناك قدر هائل من
الفساد في الصين، لكن الناس لا يأبهون كثيرا بمسألة الفساد، لأنهم يرون أنه مع
مرور السنوات وتتالي الأجيال، تتحسن الأوضاع إلى حد ما، ولكن ذلك لم يحدث في
الولايات المتحدة خلال الثلاثين سنة الماضية، لم يحدث أي تحسن على الإطلاق ولم
يتحسن مستوى معيشة الطبقة العاملة ليس هناك أي تحسن".
وأشار المفكر
الأمريكي إلى أنه سيصوت لـ
جو بايدن على الأغلب. وقال: "لا أريد القول إن هذا مؤكد، لكن الطريقة التي
يعمل بها نظامنا لا تحدث فارقا، لأنني أعيش في مدينة نيويورك، والأغلبية يتبعون الحزب
الديمقراطي في هذه الولاية. لذا سواء قمت بالتصويت أم لا، فذلك لن يحدث فارقا
كبيرا".
"لا تغيير بالشرق الأوسط"
وبشأن مدى انعكاس نتائج
الانتخابات الأمريكية على الشرق الأوسط بشكل عام، ومصر بصفة خاصة، استبعد حدوث
تغييرات ملموسة، قائلا إنه لم ير "أي اختلاف جوهري بين سياسة الرئيس الأمريكي
السابق بارك أوباما، وسياسة ترامب، تجاه مصر والفلسطينيين".
واستطرد المفكر الأمريكي، قائلا: "لقد كانت هناك بعض الاختلافات، لكن تذّكر أن الديمقراطيين رحبوا بالاتفاقية التي أُبرمت بين إسرائيل والإمارات والبحرين، ولم توجّه الكثير من الانتقادات من قبل كلا الحزبين السياسيين (الديمقراطي والجمهوري) إلى نتنياهو".
"أضخم تفويض عسكري لإسرائيل"
وتابع: "كانت
هناك اختلافات شخصية بين نتنياهو وأوباما، لأن نتنياهو جزء من اليمين القديم على
حد قوله، وهو يهودي متعصب، وأبيض متعصب، كما أنه عسكري، وبالتالي عندما تواصل
نتنياهو مع أوباما لم يستطع كتم ذلك، ولم يكن قادرا على إخفاء حقيقة رؤيته تجاه
أوباما والنظر إليه بدونية لأنه (أسود)، وقد كان ذلك بمثابة البعد الديناميكي
الشخصي للعلاقة بين نتنياهو وأوباما، وهذا وجه الاختلاف، ولكن على مستوى السياسة،
تذّكر أن أوباما وقّع على أضخم تفويض عسكري لإسرائيل في التاريخ، فقد منحهم 40
مليار دولار على امتداد 10 سنوات".
وواصل حديثه: "لذلك، على
مستوى السياسة كانت الولايات المتحدة موالية لإسرائيل خلال سنوات إدارة أوباما
مثلما كان ترامب مواليا لها خلال سنوات عهدته، وقد كان الاختلاف على المستوى
الشخصي؛ فقد كان هناك اختلاف بينهما لأن نتنياهو في الأساس فاشي. لكن بايدن صرّح بأن أحد الخطوات التي سيتخذها
بمجرد أن يصبح رئيسا هو أنه سيمضي قدما ويدعم شعب مصر ضد السيسي، الديكتاتور
المفضل لترامب، لكن أنت تعلم أن أمريكا دعمت انقلاب السيسي. لذلك، لا أعتقد أنه
سيحدث أي تغيير في السياسة الخارجية الأمريكية بالنسبة للشرق الأوسط سواء فاز
بايدن أو ترامب".