هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع الراديو الوطني العام
الأمريكي "NPR"
تقريرا لجاكي نورثام عن ملاحقة السعودية للمعارضين لها في الخارج، قالت فيه إن سعد
الجبري يعرف الأسرار، فالمسؤول البارز في وزارة الداخلية السعودية كان شريكا ثمينا
للحكومة الأمريكية، رجل لديه اطلاع على الكثير من الأسرار والمعلومات المتعلقة
بالمشتبه بعلاقاتهم مع الإرهاب ومعلومات مهمة عن العائلة السعودية الحاكمة.
إلا أن الجبري أغضب ولي العهد السعودي محمد بن
سلمان وهرب إلى المنفى عام 2017 ومنذ ذلك الوقت وهو ملاحق كما يقول.
وفي آب/ أغسطس تقدم بدعوى فدرالية في
الولايات المتحدة اتهم فيها محمد بن سلمان باستخدام ولديه كورقة ضغط وإجباره على
العودة إلى السعودية وأنه نظم محاولة قتل له تشبه توجها في دول أخرى
وتظهر كما يقول مراقبو الشأن السعودي استعدادا من ولي العهد للمضي في ملاحقة
منافسيه والمعارضين.
ويقول الباحثون إن المحاولات تشمل ملاحقة
الفارين منهم إلى خارج السعودية واختراق هواتفهم النقالة وكذا اعتقال عائلاتهم من
أجل إجبارهم على العودة. وتضم أيضا إسكات المعارضين وللأبد، كما في حالة الصحافي
جمال خاشقجي التي تقول المخابرات الأمريكية إن الأمر باغتياله في إسطنبول قبل
عامين في مثل هذا الشهر، صدر من ولي العهد، مع أن الأخير ينفي.
وعندما كان الجبري في السعودي كان على الجانب
المزعج لابن سلمان، حيث كان مساعدا لولي العهد السابق محمد بن نايف وانتقد بعضا من
قراراته خاصة الحملة الفاشلة في اليمن.
ويقول مدير المخابرات الأمريكية السابق
جون برينان والذي تعامل مع الجبري في مذكراته الجديدة "بسالة": "انزعج محمد بن سلمان من صراحة سعد الجبري كما أن محمد بن سلمان كان قلقا حول
ما يعرفه سعد فيما يتعلق بنشاطات داخل السعودية وتمت في ظله".
وفي عام 2017 أطاح محمد بن سلمان بابن
عمه محمد بن نايف من ولاية العهد وشن حملة اعتقالات للأمراء ورجال الأعمال
والمسؤولين في فندق ريتز كارلتون بالرياض. وكان الجبري قد غادر السعودية إلى تركيا
قبل هذه الحملات وانتهى بعائلته إلى تورنتو في كندا.
ورفض سعد الجبري الحديث مع الإذاعة لكن
ابنه خالد الجبري، أخصائي أمراض القلب والذي يعيش مع والده في تورنتو تحدث معها.
اقرأ أيضا: وزير بريطاني سابق: ابن سلمان يهدد علاقات المملكة مع الغرب
وقال إن والده تلقى بعد مغادرته
السعودية رسائل نصية ودية من الأمير منها: "تعرف أننا نختلف ولكنني أريد عودتك
إلى الحكومة". ويعلق خالد الجبري: "بدت وكأنها محاولة لتصفية الأجواء
والعودة للعمل كما في السابق".
واعتقدت العائلة أنها مصيدة للوالد،
وبعد أيام منع ولدا الجبري اللذان بقيا في السعودية من السفر. وتحولت لهجة الرسائل
النصية من الود إلى العدوان والتهديد. وتذكر خالد رسالة تقول: "لديك ساعة
لتخبرنا عن مكان وجودك وسأرسل طائرة لأخذك. وإلا فسنستخدم كل الطرق القانونية
وغيرها التي ستؤذيك".
وأضاف خالد أن والده احتفظ بالرسائل
كأدلة. ويزعم الجبري أن محمد بن سلمان حاول ملاحقته وقتله خلال السنوات الثلاث
الماضية لأنه يعرف بالآلية الداخلية للمملكة والتعاملات فيها وعلاقاته الأمنية مع
الولايات المتحدة.
وبحسب الدعوى القضائية "يعتبر
الدكتور سعد في وضع فريد ليكون تهديدا وجوديا على وضع المتهم ابن سلمان وعلاقته مع
الحكومة الأمريكية". وجاء في الدعوى القضائية أن ولي العهد أرسل منتصف تشرين
الأول/أكتوبر 2018 أعضاء من "مرتزقته" "فرقة النمر" لملاحقة
الجبري وقتله.
وجاءت المحاولة بعد أسبوعين من قتل وتقطيع
خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، 2018، ويقول خالد إن والده حصل على
تحذيرات مقدما من زملائه السابقين والمسؤولين الأمنيين الأمريكيين وحذروه ألا
يقترب من أي سفارة سعودية. وتقول الدعوى إن السلطات الكندية منعت أفراد الفريق من
دخول كندا.
وقال خالد إن عضوين في الفريق حملا في
حقائبهما "أدوات للتنظيف تعود إلى نفس دائرة الطب الشرعي التي قطعت جثة
جمال".
ولم تعلق السفارة السعودية في واشنطن
على أسئلة من الإذاعة. ولم ترد السلطات الكندية أيضا إلا أن وزير السلامة العامة
الكندي بيل بلير قال في تصريحات للإعلام الكندي: "نحن على وعي بحوادث حاول
فيها لاعبون أجانب مراقبة واستفزاز وتهديد كنديين ومن يعيشون في كندا".
وعملت السعودية على تشجيع الناشطين
والمعارضين على العودة وبالقوة إلى السعودية. كما عملت على ترحيلهم بالقوة كما فعلت مع
الناشطة لجين الهذلول.
ولمنع الانتقادات غمر المسؤولون
السعوديون منصات التواصل الإجتماعي بالرسائل المؤيدة لابن سلمان كما يقول رون ديبر،
مدير "سيتزن لاب" في جامعة تورنتو والذي يتابع استخدام الأنظمة
الديكتاتورية البرمجيات الخبيثة.
وقال إن النظام السعودي استخدم أناسا
دفع لهم أو "ضغط عليهم النظام لوضع منشورات ومحتويات مؤيدة لهم".
وأضاف أن النظام السعودي أصبح ماهرا في متابعة
المواطنين إلكترونيا وعلى هواتفهم النقالة بحيث استطاع تحديد أماكنهم والتنصت على
مكالماتهم ومعرفة محتويات بريدهم الإلكتروني ورسائلهم على منصات التواصل.
وأضاف ديبر: "يستخدمون هذه الوسائل
القوية التي بيعت لهم لمكافحة الجريمة وحماية الأمن القومي وغير ذلك ويوجهونها ضد
معارضي النظام والصحافيين الذين يتابعون الشؤون السعودية وخاصة من لديهم حضور بارز
على منصات التواصل أو في الإعلام الدولي لأنهم يشكلون تهديدا على مصداقية وشرعية
النظام".
وقبل عامين كشف الباحثون في
"ستيزن لاب" عن اختراق لهاتف ناشط سعودي يعيش في مونتريال. ويقدم عمر
عبد العزيز أشرطة فيديو ناقدة للنظام السعودي. كما وكان على علاقة وثيقة مع
خاشقجي.
وقال عبد العزيز في تصريحات سابقة
للإذاعة عام 2018: "قتل جمال بعد شهرين لاحقا وبالتأكيد لعبت الحوارات بيننا
دورا لما حدث له".
وفي مقال كتبه بواشنطن بوست قال فيه إن السلطات
السعودية اعتقلت أقاربه وأصدقاءه للضغط عليه. وتمت مراقبته على تويتر حسب المدعي
الأمريكي الذي وجه العام الماضي اتهامات ضد موظفين سابقين في الشركة حصلا على معلومات
عن الحسابات في الشركة لصالح السعودية.
وجاء في الدعوى القضائية ضد علي الزبارة الموظف
السابق في تويتر أنه دخل على 6.000 حساب لمستخدمين بما فيها حساب عبد العزيز. كما
وجهت اتهامات لأحمد أبو عمو، الذي يحمل الجنسية الأمريكية وحصل على كما زعم على
300.000 دولار أمريكي لتقديم معلومات. واتهم أحمد المطيري، المواطن السعودي
بالتجسس ووصف بالدعوى بمدير شركة تسويق إعلامي مرتبطة بالعائلة المالكة.
وقال أدم إريلي، السفير الأمريكي السابق في
البحرين إن وضع موظفين سعوديين في تويتر كان جزءا من استراتيجية وطنية للسعودية. و"كان هدف اختراق تويتر من قبل عملائهم الحصول على أسماء وتحويل عناوين وقائمة
الإتصالات للمستخدمين في السعودية والذين تم اعتقالهم".
وحتى من يعيش خارج السعودية يشعر
بالخوف، مثل علي الأحمد مؤسس معهد شؤون الخليج في واشنطن الناقد للعائلة السعودية
الحاكمة الذي قال: "بالتأكيد أشعر بالخوف. وكل يوم أفتش تحت السيارة وأنظر
حول البيت وأعمل كل ما بيدي لحماية نفسي وعائلتي".
ولم يكن الجبري قادرا على حماية عائلته
ففي آذار/مارس اعتقل الأمن السعودية ابنته سارة وابنه عمر من بيته في الرياض. ووصفت
الخارجية الأمريكية اعتقال أقارب الجبري بغير المقبول وضغطت على السعودية للإفراج
عنهم. لكن العائلة لم تسمع عنهم منذ اعتقالهم.