هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال باحث إسرائيلي؛ إن "توقيع اتفاق التطبيع الأخير مع الإمارات العربية المتحدة يعتبر مناسبة للتعرف على هذه الدولة، وما الذي ستكسبه من هذا الاتفاق مع إسرائيل، رغم أنه يتجاهل التجربة المريرة لمصر والأردن، فضلا عما تسببه هذه الاتفاقية للإمارات في انتقالها من اقتصاد نفطي إلى اقتصاد قائم على السياحة والتجارة".
وأضاف
شاؤول يناي المحاضر بجامعتي حيفا وتل أبيب، في ورقته البحثية التي نشرها منتدى
التفكير الإقليمي، وترجمته "عربي21" أن
"التطبيع الإسرائيلي مع اتحاد عربي مكون من سبع إمارات قبلية، يعني اتفاقا مع
دولة من أغنى دول العالم، عدد سكانها 1.4 مليونا، وتسعة ملايين عامل أجنبي يعيشون
هناك، ويقدر ناتجها المحلي الإجمالي 414 مليار دولار، والناتج المحلي الإجمالي 43
ألف دولار للفرد".
وأشار إلى أن "الإمارات من أهم القوى السياسية في الشرق الأوسط بعد الاضطرابات
الإقليمية في السنوات الأخيرة، وهي متورطة في صراعات في سوريا واليمن وليبيا،
والحصار المستمر لقطر، وعلاقاتها مع إيران ثنائية، فمن ناحية تعمل بالتنسيق مع
السعودية لكبح تطلعات إيران للهيمنة الإقليمية، لكن من ناحية أخرى هناك تقارير
متزايدة تفيد بأن الإمارات يقوم بتدريب وتمويل وحدات عسكرية موالية لإيران لكبح
طموحات تركيا في سوريا وليبيا، وتقيم حوارا سياسيا مستمرا مع إيران، فضلا عن
العلاقات التجارية التي تصل إلى ملياري دولار سنويا".
وأوضح
يناي، المتخصص بتاريخ الملكيات القبلية في الخليج، وباحث بحروب العصابات في الشرق الأوسط
الحديث، أن "التطبيع مع إسرائيل لا ينفصل عن سياسة الإمارات الإقليمية، حيث تنضم
لسلسلة طويلة من دول الشرق الأوسط وحول العالم، التي تعتقد أن لديها القدرة على
إقناع إسرائيل والسلطة الفلسطينية لإنجاز حل سياسي، وبذلك يتجاهل أو يختار ابن
زايد المسيرة الطويلة لأهم دولتين في الصراع، وهما مصر والأردن".
وأكد
أن "ابن زايد يعتقد أنه يستطيع تقديم إغراءات اقتصادية كبيرة لإسرائيل في وقت
يمر فيه الاقتصاد الإسرائيلي في أعمق أزمة بتاريخه، مع العلم أنه من وجهة نظر الإمارات، فإن للاتفاقية مع إسرائيل فوائد اقتصادية عديدة، حيث يتغير اقتصادها من اقتصاد
نفطي إلى اقتصاد قائم على النقل والتجارة والسياحة، ويمكن أن تكون الموانئ
الإسرائيلية الجوية والبحرية أحد الأصول الاستراتيجية".
وأكد
أنه "يمكن للإمارات منافسة شركات الطيران من حول العالم بنقل ملايين السياح
الإسرائيليين بشكل رئيسي للشرق الأقصى، وليس فقط إليه، وجلب مئات الآلاف من السياح
من العالم الإسلامي للمسجد الأقصى، ويمكن لشركاتها التجارية أن تربح رؤوس أموال
ضخمة ببيع التقنيات الإسرائيلية لعشرات الدول التي ليس لديها علاقات اقتصادية مع
إسرائيل، كما يمكن بيع المواد الخام لصناعة البلاستيك المتطورة في إسرائيل وغيرها".
وأضاف
أن "فوائد التحالف الاستراتيجي العسكري بين الإمارات وإسرائيل مبالغ فيها،
حيث تنبع قوتها الرادعة ضد أعداء محتملين مثل إيران أساسا من الوجود العسكري
الهائل للبحرية والجوية الأمريكية في الخليج العربي، ولا يمكن لإسرائيل، حتى لو
أرادت، أن تكون بديلا جزئيا عن الدفاع الأمريكي عن الإمارات، حيث تعتمد قوتها
العسكرية للإمارات بشكل أساسي على أنظمة الأسلحة الأمريكية والبريطانية".
وأكد
أن "التقنيات العسكرية الإسرائيلية في الإمارات ستواجه حواجز كبيرة، مع
استثناء محتمل لأنظمة الدفاع الصاروخي كالقبة الحديدية والسهم، وستكون إسرائيل
مترددة للغاية في بيع أنظمة الدولة العربية، التي تعد واحدة من أكثر طبقات دفاعها
فعالية ضد الصواريخ".
وأشار إلى أنه "بجانب هذه الفوائد، هناك عدد غير قليل من العقبات في طريق تحقيق التطبيع،
حيث ستجد حكومة نتنياهو صعوبة في الالتزام بخارطة طريق تنتهي بالتزام بإقامة دولة
فلسطينية، التزاما باتفاق الإمارات، وفي الوقت ذاته البقاء سياسيا دون سقوط، وقد
يؤدي انضمام مؤيدي "إسرائيل الكبرى" للاحتجاجات المستمرة ضد نتنياهو لتقوية
موقفه في المفاوضات لصياغة النتيجة النهائية لاتفاق التطبيع".
وأوضح
أن "هناك عائقا آخر هو قوة الرد الإيراني، فقد سبق لها أن هددت بأنها لن توافق
على وجود إسرائيلي في الخليج العربي، ولديها القدرة على تعطيل أسطول ناقلات الإمارات،
ومهاجمة المنشآت النفطية، كما هاجمت منشآت السعودية، والإضرار بالمصالح الحيوية للإمارات،
وتستخدم منظماتها المسلحة المنتشرة في سوريا وغزة، دون ترجيح أن تستخدم هذه
القدرات بشكل علني في هذا السياق".
وأضاف
أن "الفلسطينيين يعتبرون الاتفاق الإسرائيلي مع الإمارات خيانة للقضية
الفلسطينية، وهم على حق، لأن أي خطة سلام، خارطة طريق، صفقة، تسعى لتحديد مستقبلهم
بتجاهلهم وقيادتهم محكوم عليها بالفشل، وأظهر الماضي القريب والبعيد أن المقترحات
الاقتصادية الأمريكية والعربية والإسرائيلية، أو مزيج من الثلاثة، مصممة لشراء
موافقتهم على حكم ذاتي ممتد على منطقة محدودة، لم تنجح، والأمر ينطبق على اتفاق
الإمارات".
وختم
بالقول بأنه "في عام 1931، قال حاييم أرلوزوروف رئيس الدائرة السياسية في
الوكالة اليهودية؛ إنه فيما يتعلق بالعلاقات اليهودية العربية، لا يزال الجو
مليئا بالمتفجرات، التي قد تشتعل في أي لحظة، ورغم مرور تسعين عاما، إلا أن
كلماته جميلة أيضا لاتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".