نشر موقع "
فايس" الأمريكي تقريرا، تحدث
فيه عن الدافع النفسي والصحي للشعور بالراحة في أغلب الأحيان عند إلغائنا خطة
لقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هناك راحة واضحة تأتي بعد إلغاء
خطط الخروج والتسكع مع الأصدقاء. جزء من هذه الراحة يأتي من معرفة أنك لن تضطر إلى
بذل مجهود للقيام بأي شيء مخطط له: اختيار الملابس، ووسيلة النقل، وكيفية تقسيم
الفاتورة. ومع أن المكالمات الهاتفية أو برنامج الزوم -نظريا- قد عوض شيئا من
هذه الرهبة، إلا أنه لا يمكن حتى للوباء أن يقضي على هذه الراحة من إلغاء الخطط في
آخر لحظة.
وتقول جوانا جارشو، وهي أستاذة مساعدة في علم
النفس بجامعة تمبل في فيلادلفيا لموقع “فايس”: "إن إلغاء الخطط هو
أمر يحبه الكثير من الناس، إنه يعطي لهم الكثير من الراحة".
ولكن حتى الأشخاص الذين يحبون قضاء أوقاتهم بمفردهم
يحتاجون إلى العلاقات الاجتماعية.
وغالبا ما يشعرون بالرحة وزيادة التواصل بعد قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء. وذلك لأن
العلاقات الاجتماعية مفيدة لصحتنا ورفاهيتها.
لكن إذا كنت تميل غالبا إلى إلغاء الخطط مع
الأصدقاء الذين تحبهم في آخر لحظة، فإليك بعض الأشياء التي قد تحدث.
-
أنت توافق على الخطة دون أخذ وقت كاف للنظر في تفاصيلها:
وفقا للمعهد الوطني للصحة العقلية، يعاني حوالي
7.1% من البالغين في الولايات المتحدة من اضطراب القلق الاجتماعي. وفقا لجارشو، فإن إحدى الطرق التي يظهر بها القلق الاجتماعي هي الموافقة على الفور على الخطط
دون تقييمها بشكل صحيح، وعدم اقتراح خطة مختلفة قد تكون أكثر استحسانا.
وقال ريك ماثيوز، وهو معالج نفسي ومستشار الصحة
العقلية في نيويورك، لـ"فايس": "بالنسبة للبعض، فإن الإجابة الافتراضية
للأشياء دائما هي نعم"، مضيفا: "هذه قد تكون علامة على أنهم يواجهون
مشاكل في وضع الحدود. تعلم أن تقول لا. يمكن أن يكون الأمر صعبا في بعض الأحيان،
وقد يتطلب بعض التفكير والتحقيق في أحيان أخرى. لكن بمجرد القيام بذلك، يصبح
الالتزام بالخطط أسهل في الواقع، وتشعر بالرضا عن تلك الخيارات، ويمكن أن تكون
متحررا تماما من الضغوط والقلق".
توصيل احتياجاتك سيؤدي إلى تحسين الوقت الذي تقضيه
مع أصدقائك. وقال ماثيوز: "اقتراح خطط بديلة أكثر ملائمة لك يمكن أن يساعدك
على التقليل من الشعور بالضغط المجتمعي، وتحافظ على علاقاتك القوية".
-
أنت تتوتر بشأن استغلال وقتك بأفضل طريقة ممكنة:
من السهل الوقوع في فخ محاولة تحسين حياتك
والتخطيط لها على أكمل وجه. يقول ماثيوز: "يميل بعض الأشخاص إلى الموافقة على
الكثير من الخطط، وضغط أنفسهم بخطط فوق قدراتهم، على أمل أن توفر لهم جميع الخيارات
المتاحة فرصة أكبر للحصول على أفضل الأوقات، لكن بالطبع لا يمكنك الالتزام بكل
الخطط معا في آن واحد، وغالبا ما تتراجع عنهم حتى تستطيع إدارة وقتك".
إضافة إلى ذلك إذا كنت تشعر بأنك مشغول دائما،
فإن الوقت الذي تقضيه بمفردك في القراءة، أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو مجرد
الجلوس بهدوء، هو أمر قد يكون له قيمة أكبر من العلاقات الاجتماعية". وأوضحت
جارشو: "فكرة قضاء بعض الوقت مع نفسك هو أمر مهم حقا، ويمكن أن يجدد
نشاطك".
-
لا تجيد تقدير المتعة التي ستحصل عليها من خروجك مع أصدقائك:
يوجد في الأدبيات النفسية ما يسمى التنبؤ العاطفي، الذي يظهر أن البشر يميلون إلى التنبؤ بما سيشعرون به في المستقبل، وغالبا ما
يكونون مخطئين في تقدير الأمور التي ستجعلهم سعداء.
قال مارلون هندرسون، وهو أستاذ مساعد في علم النفس
بجامعة تكساس في أوستن: "كثيرا ما يكون البشر سيئين في التنبؤ بما ستكون
عليه الأمور، خاصة عندما يتعلق الأمر بأمور عاطفية، ما نتوقعه داخل رؤسنا لا
يتطابق في كثير من الأحيان مع الحال عندما نختبره في الواقع".
-
أنت تتأثر بالميمات (الصور الساخرة) الشهيرة التي تدل على الانطوائية:
من منا لم ير النكات التي يطلقها الناس على "انستغرام"
و"تويتر"؛ لإظهار شعور السعادة والراحة في إلغاء الخطط. تقول جارشو:
"عندما يتعلق الأمر بالاتجاهات الثقافية، فإن الانطوائيين يفوزون بكل
تأكيد".
في علم النفس الاجتماعي، يعرف هذا بمفهوم التوافق
-وهو تغيير في السلوك استجابة لضغوط اجتماعية حقيقة أو من صنع الخيال- وهي ليست
دائما بالأمر السيء. إلا أنها يمكن أن يكون لها عواقب سيئة، خاصة إذا قمت بعزل
نفسك بشكل أكثر، وتوقفت عن الاهتمام بصداقاتك القوية والمهمة.
-
قيمك الشخصية تتغير:
العلاقات الاجتماعية والتواصل البشري هو أمر مهم
طوال حياتنا، ويشير علماء النفس إلى هذا الأمر على أنه "حاجة البشر إلى الانتماء".
هذه الحاجة يجب تعزيزها بطريقة أو بأخرى، سواء من خلال الروابط الأسرية، أو
العلاقات الرومانسية، أو الصداقات. ولكن هناك الكثير من التنوع من حيث المقدار
والطرق التي نحتاجها حتى نشعر بالرضا عن هذا الانتماء.
وأوضح هندرسون أن "بعض الأشخاص يحتاجون فقط
إلى دائرة صغيرة ليشعروا حقا بالاكتفاء، والبعض الآخر يحتاجون إلى المزيد".
وقال ماثيوز: "تتغير أولويات الناس استجابة
لما يهمهم، وما يهمهم يتغير بمرور الوقت والتقدم في العمر".
إذا كنت تفكر في إلغاء خططك مع أصدقائك، فمن الجيد
أن تطرح على نفسك سؤالا، وهو: ما الذي ستفعله بوقتك على وجه التحديد إذا لم تخرج مع
أصدقائك؟
-
أنت في حالة إنكار لصداقاتك:
مع أن عدم الرغبة في الخروج مع أصدقائك لا يعني
بالضرورة أنك لم تعد تهتم بهم، إلا أنه قد تكون هذه العلاقة لم تعد تجلب لك السعادة
بعد الآن. وأنت تواجه صعوبة في الخروج منها.
وتقول جارشو: "هناك أصدقاء لا يزالون أصدقاءك
بحكم العادة، وتجد نفسك تواجه صعوبة في إنهاء العلاقة، فيكون من الأسهل عليك مواكبة
الخطط، ثم إلغاءها في آخر لحظة، لكن إن كنت تشعر بعدم الراحة والانزعاج من شخص
معين، فقد يكون الوقت قد حان لوداعه".
-
يمكن أن يكون لديك مشاكل تتعلق بالصحة العقلية:
إذا وجدت نفسك تخاف باستمرار، وتتجنب التفاعل مع
الأشخاص المفضلين لديك لفترة طويلة، فقد يكون من الأفضل التحدث إلى أحد المختصين.
تقول جارشو: "يشعر الجميع بالاكتئاب أو القلق
الاجتماعي من وقت لآخر، ولكن هناك بعض العلامات التي يجب مراقبتها، وقد تشير إلى أن
سلوكك يدعو للقلق".
وتضيف: "الأجزاء الحاسمة التي يجب الاهتمام
بها هي: المدة الزمنية، مدى اتساق الشعور، وهل تؤثر الأعراض على حياتك بطريقة غير
مرغوب فيها".
من خلال هذه المقاييس، يمكن للمختصين أن يشخصوا
القلق الاجتماعي أو الاكتئاب. وبالطبع لا يعني عدم الرغبة في التحدث مع أصدقائك
لبضعة أسابيع أنك تعاني من أمر ما. وقالت جارشو: "يمكن أن تكون العلامات المذكورة
مرتبطة بالكحول أو أدوية أو حالة طبية غير مشخصة".