هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر باحثون إسرائيليون من "استمرار التوتر مع تركيا في المرحلة القادمة، وقالوا إنه ليس مؤقتا، ولن يختفي بعد أردوغان، بل يعكس اتجاهات بعيدة المدى في المجتمع التركي، والاحتكاكات المتكررة مع إسرائيل".
وقالوا إن الدعوات لتحرير القدس والأقصى "ليست متجذرة
فقط لقطاعات كبيرة من الأتراك، بل هي انعكاس للابتعاد عن الغرب، والتضامن المتزايد مع
الرسائل الشعبية المعادية لإسرائيل في العالم الإسلامي".
وأضافوا في دراسة بحثية نشرها موقع ميدا،
ترجمته "عربي21" أن "الموقف التركي النقدي تجاه إسرائيل يهدف
لاكتساب الشرعية، وكسب الأسبقية بين المسلمين، خاصة بين الجماهير العربية التي
تسعى تركيا لتسخيرها جنبًا إلى جنب مع الإخوان المسلمين، وقد نجح أردوغان بالفعل
بكسب تعاطف أكبر من أي زعيم تركي سابق بين هذه الجماهير، وأصبحت تركيا بقيادته
دولة ذات تطلعات وهيمنة تهدد المصالح الإسرائيلية".
الدراسة أعدها البروفيسور إفرايم عنبار رئيس
معهد القدس للاستراتيجية والأمن، والجنرال عيران ليرمان نائب رئيس معهد القدس
للاستراتيجية والأمن، وشاي إيتان الخبير في شؤون تركيا.
وأشاروا إلى أنه "رغم مظاهر العداء التركي
لإسرائيل، فإن على الأخيرة أن تكون حذرة للغاية في تعاملها مع أنقرة، فلا مصلحة لها
بتحويل تركيا القوية إلى عدو نشط، ومن الجدير بالذكر أن تركيا أردوغان تظهر درجة
معينة من البراغماتية تجاه إسرائيل، فلم تقطع علاقاتها الدبلوماسية تمامًا معها،
وتحافظ على علاقات تجارية واسعة، بجانب علاقات الطيران مع إسرائيل، التي تعتبر
مهمة للسياحة لها وللمحافظة على الوصول للقدس".
وأوضحت الدراسة أنه "في تعامل إسرائيل مع
تركيا، يجب التمييز بين القائد والمجتمع التركي، من أجل الحفاظ على خيار علاقات
أفضل مع حكومة لا يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية في المستقبل، لأن الأوساط
العلمانية في المجتمع التركي، وكذلك أعضاء حركة غولان، يريدون علاقات جيدة مع
إسرائيل".
وأكدت أن "القراءة الإسرائيلية للسياسة
التركية في المنطقة تشير إلى تحولها لدولة كبيرة ومهمة في الشرق الأوسط وحوض البحر
المتوسط، ويتماشى هذا الوضع مع تطلعات أردوغان، لتمجيد مكانة بلاده الدولية،
بالسعي للهيمنة الإقليمية، والنشاط في الساحة الإسلامية العالمية؛ والاحتفاظ بوجود
عسكري في العراق وسوريا وقطر والصومال، وهيمنة اليونان على بحر إيجة، لعرقلة وصول
إسرائيل ومصر وقبرص للأسواق الأوروبية".
وأضافت أنه "من المهم لإسرائيل تحديد
أدوات النفوذ التي ستجعل من الممكن كبح جماح طموح القيادة الحالية في تركيا، أولاً
وقبل كل شيء على المستوى الاقتصادي، وهو مصدر قوة أردوغان، وأصبح نقطة ضعفه، بهدف
منعها من تشكيل تهديدات لمصالح إسرائيل الحيوية، وشراكاتها في النظام الإقليمي،
خاصة مصر، بحيث يركز النشاط الدبلوماسي الإسرائيلي بشأن تركيا على واشنطن".
اقرأ أيضا: بعد تغريد ماكرون بالتركية.. أردوغان: نريد حوارا وربحا للجميع
وشرحت أن "إسرائيل مطالبة بحمل الولايات
المتحدة، الإدارة والكونغرس، على السعي لكبح أردوغان، حيث تشير تجربة السنوات
الأخيرة أنه كان حذرًا من الوصول لمواجهة مباشرة مع واشنطن، ويجب فحص ما إذا كان
من الممكن، من خلال الأطراف العربية التي تشارك إسرائيل الرأي، حشد جماعات الضغط
النفطية في الولايات المتحدة لاستيعاب الجهود التركية".
وأشارت أنه "في الوقت نفسه، يجب العمل
الإسرائيلي مع مصر واليونان والإمارات العربية المتحدة لتقوية المحور الذي يحاول احتواء
تركيا، بجانب التحركات الحالية لفرنسا، التي تم حشدها لحملة سياسية، وحتى للوجود
العسكري في شرق البحر المتوسط، وتوسيع الوعي بسلوك تركيا الإشكالي، لأن دول
البلقان عانت من العبء العثماني في الماضي، وتخويف الآخرين من تركيا: رومانيا
وبلغاريا وصربيا وكوسوفو".
وأكدت أنه "لا يمكن لإسرائيل أن تلتزم
بعمل عسكري ضد تركيا، ويجب شرح ذلك لشركائنا في شرق البحر المتوسط، ومع ذلك، إبلاغ
الجميع بأن إسرائيل لن تتردد باستخدام قوتها ضد الأعمال التي تضر بشكل مباشر
بمصالحها الحيوية، كما حصل مع أسطول مافي مرمرة على شواطئ غزة قبل عشر سنوات".
وأوصت الدراسة "المؤسسة الدفاعية ومجتمع المخابرات في إسرائيل بالتكيف مع الواقع الذي يشكل فيه السلوك التركي مخاطر على إسرائيل ومصالحها
الحيوية، عبر فحص الآثار المترتبة على تكثيف نشاط البحرية التركية، ومتابعة
التطورات في المجال النووي التركي، ومراقبة نشاط تركيا في القدس، وتحييد نفوذها
فيها، مع أن الأردن ومصر والسعودية ودول الخليج شركاء طبيعيون في إحباط النفوذ
التركي في القدس".
وختمت بأنه "في قلب الجهود الإسرائيلية
لإضعاف النظام التركي، تكمن المسألة الاقتصادية، لأنها تلعب دورًا رئيسيًا في
ترسيخ أو تقويض قبضة أردوغان على السلطة، من خلال مواجهة تركيا لصعوبات انخفاض
قيمة الليرة، وكبح النمو، والديون المتضخمة، والآن أصبح الاقتصاد التركي أكثر عرضة
للخطر خلال فترة كورونا، وأدت إلى ركود اقتصادي، وحرمت تركيا من مصدر دخل مهم بسبب
انهيار قطاع السياحة".