هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ماري كلار" الروسي تقريرا تحدث فيه عن الضغط المستمر الذي لا يستنزف قوتنا الجسدية فحسب، بل قوتنا العاطفية أيضا، وكيف يمكن تدريب الدماغ على مواجهتها والتعامل معها بمرونة من خلال مجموعة من التمارين الذهنية التي تقوي الذاكرة والتركيز والقدرة على التحليل والاستيعاب.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن التعرض المستمر للضغوط له مضاعفات صحية خطيرة تستوجب استشارة الطبيب. ويحتاج من يعانون من الضغط إلى تطوير قدرتهم على التعامل مع هذا المشكل؛ للتقليل من آثاره السلبية على الصحة وتدريب أدمغتهم على مواجهة التجارب الحادة والخروج منها بأقل الخسائر.
وذكر الموقع أن الحياة العصرية باتت تشهد تدفقا مكثفا للمعلومات والمواقف الصادمة. وأولئك الذين يستطيعون التعايش مع الضغوط والحفاظ على معنوياتهم وتركيزهم، باستطاعتهم حل المشاكل وتجاوز الأزمات، وتحقيق النجاح في المجتمعات المعاصرة.
وحذر الموقع من أن الضغوط النفسية تؤدي إلى استنزاف قوة الإنسان، ولا يعتبر الجميع قادرين على استجماع قواهم للتعامل مع المواقف والفترات الصعبة. لذلك يعاني الكل تقريبا في نهاية المطاف من التبعات الخطيرة لفترات التوتر والضغط النفسي.
ما هو الضغط وما هي خطورته؟
نبه الموقع إلى أن التجارب الصادمة تسبب إرهاقا للقوى الجسدية والعاطفية للإنسان، وتستوجب فترة من النقاهة من أجل التعافي. ومن لا يمر بمرحلة التعافي، فإنه يتعرض لاستنزاف لقواه. وبما أن الجهاز العصبي المركزي يتعرض لفترات إثارة وتحفيز مستمرة ولا يحصل على الوقت الكافي لاستعادة توازنه، فإنه في النهاية يصاب بالانهيار.
وأوضح الموقع أن الضغط النفسي ناتج عن التعرض لوقت طويل للمشاعر السلبية والمعلومات المزعجة والتجارب الصادمة. وهو يسبب ظهور أعراض مثل الإرهاق وفقدان القوة والأرق وأمراض القلب والشرايين ومشاكل في الجهاز الهضمي.
اقرأ أيضا: إليك 7 حيل لتقليل التوتر.. أحدها الضحك دون تردد
وحسب عالم النفس الكندي هانز سيلي، فإن الإنسان يمر بمراحل معينة عند تعرضه للضغوط النفسية، تبدأ بمرحلة استجماع كل القوى والموارد تحت تأثير الضغط، ثم مرحلة المواجهة حيث يتخذ الإنسان قرارا بخوض التجربة الصعبة والوقوف وجها لوجه مع مخاوفه، وأخيرا مرحلة الاستنزاف حيث يطول أمد الضغط وتبدأ موارد الجسد والعقل بالنضوب، ويصبح الإنسان في حالة هشاشة نفسية ومعرضا لمضاعفات ثانوية، مثل أمراض المناعة والأمراض المزمنة.
وحسب هذا العالم، فإن هذه المراحل الثلاث يمكن أن تقود إلى مراحل نفسية أخرى أكثر خطورة، أبرزها مرض العصاب، وهو اضطراب عصبي يؤدي إلى تراجع أداء الإنسان ومعاناته من العصبية والتوتر والتهيج السريع وفقدان الشهية والأرق. ويمكن أيضا أن يدخل الإنسان في مرحلة اكتئاب، وهي حالة تستمر لوقت طويل وتتسم بغياب الرغبة والإرادة، إلى جانب اللامبالاة والشعور بالفراغ النفسي.
كيفية تطوير القدرة على تحمل الضغط
أكد الموقع أن المرونة العصبية واحدة من أهم القدرات التي يحتاج الإنسان لاكتسابها في العصر الحالي، وهي تتمثل في القدرة على إنشاء وصلات عصبية جديدة تحت تأثير التجارب الصعبة. يمكن للإنسان تدريب نفسه على التعامل مع الضغط بشكل أكثر هدوءا وبرباطة جأش، حتى يقلل من الآثار السلبية لمثل هذه التجارب.
وقدم الموقع تمارين ذهنية بسيطة وفعالة من شأنها أن تحسن مرونة العقل، وتقلل من المشاكل النفسية والسلوكات السلبية التي قد تظهر لدى الإنسان.
التأمل
للتأمل آثار إيجابية على الذهن، إذ يحسن القدرة على الابتكار والتفكير المنطقي والتركيز والذاكرة. كما أن ممارسة حصص التأمل بشكل مستمر لوقت طويل يعزز قدرة الإنسان على تحمل الضغوط، وتأخير التغيرات التنكسية وخاصة الوقاية من مرض الزهايمر.
القراءة السريعة
تنشط القراءة 17 منطقة في الدماغ، كل منها مسؤولة عن نوع من الإدراك والفهم. وتسمح تقنيات القراءة السريعة بالتدرب على استيعاب كميات كبيرة من المعلومات وتقوية الذاكرة والتركيز، وهي تحمي من الاكتئاب والصداع والأرق.
تعلم مهارات جديدة
أكد الموقع أن اكتساب مهارة جديدة يرتبط بشكل قوي بنشأة وصلات عصبية جديدة في الدماغ، وهو ما يكسب الإنسان مرونة ذهنية. سواء كنت تتعلم لغة أجنبية أو تحضر دروس الطبخ، فإن نشاطك الدماغي سوف يتزايد. كما أن الأنشطة الحركية مثل الرسم والمبارزة بالسيف وتصميم الأزياء وكل الأعمال اليدوية مفيدة في هذه الحالة.