نشر موقع مجلة "
نيوزويك" تقريرا قال فيه إن جارات دولة قطر تقوم بعقد اتفاقيات
دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي لكنها "لا تزال ملتزمة" بمبادرة السلام
العربية.
وفي
مقابلة مع مبعوث قطر في واشنطن، قال مشعل بن حمد آل ثاني إن بلاده لا تزال تدعم المبادرة العربية التي
قدمت قبل 18 عاما والتي تشترط التطبيع بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وجاءت المقابلة عشية توقيع كل من البحرين والإمارات اتفاقية مع الاحتلال الإسرائيلي
في البيت الأبيض.
وأضاف مشعل أن الدوحة "لا تزال تؤمن بحل عادل للقضية الفلسطينية بناء
على المبادرة العربية وحل الدولتين بطريقة تؤدي للاستقرار والأمن في المنطقة".
وتمت
المصادقة على المبادرة العربية من قبل الجامعة العربية عام 2002 ودعت إلى تطبيع العلاقات
بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي مقابل انسحابه من الضفة الغربية وقطاع غزة
وأجزاء من سوريا ولبنان وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
واختارت
البحرين والإمارات التطبيع قبل التوصل إلى هذا الحل عبر اتفاقين متتاليين توسط فيهما
دونالد ترامب الذي دعا بقية الدول العربية والإسلامية إلى اتباع الخطوات.
وقال
آل ثاني: "تعترف قطر والولايات المتحدة بأن التسوية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين
مهمة لاستقرار الشرق الأوسط، ونواصل لعب دور فاعل للتوصل إلى حل سلمي".
وكان
اتفاق الإمارات الشهر الماضي هو الأول منذ عقدين حيث أصبحت ثالث دولة عربية توقع اتفاقية
مع إسرائيل بعد الأردن 1994 ومصر 1979. وتبعتها البحرين كي تكون الرابعة.
وأقامت
موريتانيا علاقات عام 1999 ولكنها قطعتها وسط الحرب الإسرائيلية على غزة. وتم التوصل
لاتفاق الإمارات- إسرائيل على خلفية أصوات الغارات الإسرائيلية على غزة والصواريخ التي
أطلقت من القطاع. وبعد أسابيع أعلنت حماس عن اتفاق لوقف دوامة التصعيد وتوسطت به قطر.
وقال
آل ثاني: "لطالما آمنت قطر بالوساطة وخفض التوتر كوسائل لحل النزاعات، وعلى مدى
العقدين الماضيين حاولت قطر تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة وأبعد منها وليس فقط
في غزة ولكن في لبنان وأفغانستان والسودان".
وأكد
آل ثاني أهمية دور صانع السلام الذي تقوم به بلاده، وتواصل القيام به خاصة في غزة.
وقال: "قدمت قطر لفلسطين وقطاع غزة الدعم الحيوي للتأكد من تنمية مستقرة وسلمية
في غزة ولسكانها عبر عدد من البرامج".
وكان
ترامب قد تعهد بزيادة الناتج المحلي العام لسكان القطاع الذي تعاني بنيته التحتية من
تدهور مقابل الموافقة على خطته التي اعترفت بالقدس كعاصمة لإسرائيل، إلا أن الفلسطينيين
رفضوا خطته جملة وتفصيلا.
وانتقد
المسؤولون الفلسطينيون اتفاقيات الإمارات والبحرين التي تمت خارج المبادرة العربية
واعتبروها "خيانة للأقصى". وفي بيان من القيادة الفلسطينية، دعت "الدول العربية الشقيقة إلى الالتزام بالمبادرة العربية لعام 2002" و"ندعو
المجتمع الدولي إلى الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
ولم
ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن للتعليق، إلا أن ليور هيات، المتحدث باسم الخارجية
الإسرائيلية عبر عن أمله بلحاق دول عربية أخرى بالإمارات والبحرين.
وعبر
العالم العربي، عبر مجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين وقطر والإمارات والسعودية
وعمان عن ترحيبه بالتطورات ولكنه لم يصادق عليها. وتقول المجلة إن اللهجة المعادية
لإسرائيل من الدول الحليفة لأمريكا قد خفت في السنوات الأخيرة بعد زيادة مخاوفها من
التهديد الإيراني. ولكن هذه الجهود تعقدت بسبب الحصار الذي قادته السعودية على قطر
في حزيران/ يونيو 2017.
ولا
يزال الحصار قائما وفرضه رباعي مكون بالإضافة للسعودية كل من الإمارات والبحرين ومصر.
وقال آل ثاني إن الحصار لم يمنع بلاده من مواصلة سياساتها وتحالفاتها. وقال:
"لم يكن الحصار غير عادل فقط ولكنه غير فعال"، مضيفا: "في هذه السنوات
الثلاث قمنا ببناء تحالفات جيوسياسية قوية وطورنا العلاقات الاقتصادية خاصة مع الولايات
المتحدة". ولم يتردد في الثناء على إدارة ترامب، وقال: "نحن ممتنون للحكومة
الأمريكية التي عملت معنا خلال السنوات الثلاث الماضية لإنهاء الحصار الظالم المفروض
على قطر"، وأضاف: "نقدر دعوة الرئيس الأمريكي الأخيرة للسعودية والإمارات لإنهاء الحصار ضد قطر. ويعرف حلفاؤنا الأمريكيون أن الحصار يترك آثارا عكسية ويؤدي إلى
خلق عدم الاستقرار بالمنطقة".
وتحاول
الولايات المتحدة التي تحتفظ بأكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط ومقرها قطر استثمار
الاتفاقيات الأخيرة بين الاحتلال الإسرائيلي ودول الخليج والدفع باتجاه إنهاء الأزمة
الخليجية- الخليجية.
واستقبل
وزير الخارجية مايك بومبيو وفدا قطريا رفيع المستوى لمناقشة عدد من القضايا. وأثنى
على دور قطر في التوسط بمحادثات السلام بين الأطراف الأفغانية وفي لبنان وغزة وسوريا.
وقال إنه يبحث وبنشاط عن طرق لإنهاء الحصار المفروض على حدودها و"مواصلة التركيز
على هذا العمل وإغلاق الباب أمام التدخل الإيراني المتزايد، وحان الوقت لإيجاد حل للصدع
الخليجي"، مضيفا: "تتطلع إدارة ترامب لحل هذا الخلاف وإعادة فتح المجال الجوي
والحدود البرية المغلقة حاليا مع بقية دول الخليج. وأتطلع لتحقيق تقدم في هذا الموضوع".