هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، السبت، إن الاتحاد الأوروبي يصب بذلك الزيت على النار في محادثات "بريكست" التي تشهد توترا كبيرا، فيما حذرت ألمانيا من عواقب اقتصادية وخيمة حال انفصال بريطانيا بدون التوصل لاتفاق تجاري.
واتهم جونسون الاتحاد الأوروبي بالتهديد بضرب وحدة أراضي المملكة المتحدة بفرضه "حصارا" غذائيا بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية.
وكتب جونسون في عدد السبت من صحيفة "ديلي تلغراف" أن موقف الاتحاد الأوروبي يبرر تقديم حكومته تشريعا جديدا لإعادة صياغة اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو مشروع قانون يثير قلقا شديدا حتى في صفوف نواب معسكره المحافظ.
وتابع: "قيل لنا إن الاتحاد الأوروبى لن يفرض رسوما جمركية على البضائع التى تنتقل من بريطانيا العظمى إلى إيرلندا الشمالية فحسب، بل قد يوقف نقل المنتجات الغذائية من بريطانيا إلى إيرلندا الشمالية".
وأكد جونسون أن حكومته ما زالت ملتزمة التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبى بحلول نهاية العام. وتابع: "لا نستطيع أن نترك الاحتمال النظرى بتقسيم بلادنا بين أيدى منظمة دولية"، واصفا قانون السوق الداخلية البريطانى الجديد بأنه "شبكة أمان قانونية".
اقرأ أيضا: جونسون يحدد منتصف أكتوبر موعدا نهائيا لعقد صفقة ما بعد بريكست
وقد وصلت المحادثات بين لندن وبروكسل بشأن العلاقة التجارية المستقبلية بين الجانبين إلى طريق مسدود، وسط صعوبات تواجه كلا منهما في وضع حد لتكامل تجاري استمر 50 عاما بعدما قرر البريطانيون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
ويتركز الخلاف حول المواد الغذائية، على رفض الاتحاد الأوروبى منح بريطانيا وضع "دولة ثالثة" الذى يجعل الدول مستوفية المتطلبات الأساسية لتصدير موادها الغذائية إلى أوروبا، وبموجب بروتوكول إيرلندا الشمالية، سيتعين على هذه المقاطعة البريطانية اتباع بعض قواعد الاتحاد الأوروبى بعد الفترة الانتقالية اللاحقة لبريكست، من أجل ضمان عدم وجود حدود مادية وتجنب عودة التوتر فى هذه المنطقة التى شهدت نزاعاً دموياً استمر 3 عقود.
وقال وزير المالية الألماني أولاف شولتز للصحافيين بعد اجتماع عقده وزراء المال في الاتحاد الأوروبي في برلين: "تقديري هو أن الوضع غير المنظم (أي بدون اتفاق) سيحمل تداعيات كبيرة جدا على الاقتصاد البريطاني".
وأضاف: "سيكون بمقدور أوروبا التعامل معها ولن تكون هذه عواقب صعبة جدا عليها بعد التحضيرات التي قمنا بها في الأساس".
وارتفعت حدة السجال بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن المحادثات التجارية منذ قررت لندن العودة عن الاتفاق الذي توصلت إليه مع التكتل بشأن بريكست من خلال قانون جديد أقرته.
اقرأ أيضا: أول اتفاق تجاري لبريطانيا لما بعد بريكست.. مع هذه الدولة
وغادرت بريطانيا التكتل في 31 كانون الثاني/يناير وتتفاوض حاليا مع الاتحاد الأوروبي للاتفاق على مستقبل العلاقات التجارية عند انقضاء الفترة الانتقالية نهاية العام الحالي.
وأثار القانون الجديد في لندن المخاوف من احتمال قطع بريطانيا العلاقات بشكل حاد مع الاتحاد الأوروبي عند انقضاء الفترة الانتقالية، ما من شأنه إحداث فوضى في العلاقات بين الطرفين.
وحذر الاتحاد الأوروبي من أن القانون المثير للجدل "يضر بشكل جدي بالثقة" بين الطرفين ويهدد بمقاضاة بريطانيا ما لم يتم سحبه بحلول نهاية الشهر الحالي.
وقال مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي باولو جينتوليني إن "إعادة الثقة" بين الطرفين أمر عائد إلى الجانب البريطاني.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي السابق من برلين: "على أي حال .. نحن جاهزون للتعامل مع النتيجة السلبية الاستثنائية لهذه المحادثات".