قضايا وآراء

كيفية صناعة القيم.. قيمة الربانية نموذجا

إبراهيم الديب
1300x600
1300x600
أسماء القيم ثابتة، ولكن مفاهيمها تتسع وتضيق بحسب الجهد العلمي والفكري المبذول في كشف حقائقها وإدراك مفاهيمها، وصناعة تطبيقاتها. كما أن القيمة تتطور بتطور حركة الحياة، والأسئلة المطروحة على استخدامها وتوظيفها في خدمة علاقات البشر وتسيير وتطوير حركة الحياة.

وعبر رحلتنا الخاصة في صناعة القيم وإعادة إنتاجها بمعايير حضارية، ترفع عن القيم ضيق الحدود الجغرافية، والقيود والظلال الأيديولوجية الخاصة، وتطلق للقيم فضاءها الإنساني العام الذي خلقت من أجله، وتعاقب نزولها وتأكيدها في الكتب السماوية الثلاثة، وسعى الفلاسفة الدينيون وغير الدينيين منهم إلى اكتشافها وفهمها ونحتها.

نؤكد أن القيم في حقيقتها عالمية، سواء كانت ربانية المصدر أو فلسفية النحت، ولا يمكن أن تحدها حدود مكانية ولا زمانية.

في هذا السياق، حددنا حتى الآن عدد 12 مصدرا للبناء المفاهيمي الحضاري المعاصر للقيم، هي على الترتيب والنسق التالي الداعم علميا وعمليا لبنائها وتطويرها:

1- التعريف والدلالات والاشتقاقات اللغوية.

2- التعريف والدلالات الاصطلاحية.

3- سياق ودلالات تناول القيمة في القرآن.

4- سياق ودلالات تناول القيمة في السنة.

5- التعريف الفني وأدواره الوظيفية في الحياة.

6- تطبيقاتها الواقعية العرفية في الواقع.

7- تعريفها عند الفلاسفة الغربيين.

8- فروق تعريفها بين نظريتي الإيمان والنفع.

9- مفهومها في حق الإله عز وجل.

10- مفهومها في حق البشر العباد لله تعالى

11- البحث في البعد المقاصدي للقيمة، للفرد والمجتمع والتخصص والحياة.

12- البحث في البعد الحضاري للقيمة، ودورها في تحضر الفرد والمجتمع.

وبسعة وشمول وعمق البحث العلمي والإعداد الفني للقيمة تتحقق:

1 - القوة المفاهيمة الذاتية للقيمة.

2 - القيمة المضافة للقيمة ذاتها.

3 - تستمد سعة صلاحيتها للاستخدام الكوني في الثقافات المختلفة.

4- طول حياتها واستمراريتها في تلبية حاجات التعامل الإنساني إلى آجال زمنية بعيدة، ستنعكس بطبيعة الحال على جودة وقوة وفاعلية العنصر البشري، أفرادا ومجتمعات وأمما، التي تسعى للتخلق بأكبر قدر من مفاهيمها وتطبيقاتها السلوكية.

قيمة الربانية نموذجا

يتطلب فهم ورسم مفاهيم وخيوط قيمة الربانية، إدراك معنى الرب والرضى والإيمان به، والتخلق به بما يلزم في حق العباد.

فالرب تعالى هو الخالق، المالك، المنعم، القائم المدبر، الراعي، السيد، المطاع، المصلح، له الخلق والأمر رب العالمين.

والعبد هو المؤمن بالله تعالى العارف به وبقدرته، واليقظ المدرك بحقيقته، وموقعه في الكون، ومصيره ومآله في الحياة وبعدها، والواعي بحقوق الله تعالى عليه.

ووفق منهاجنا العلمي في مؤسسة هويتي لدراسات القيم والهوية، يتم تقسيم القيمة لأربعة مفاهيم كبرى، وترجمة هذه المفاهيم إلى واجبات عملية وممارسات سلوكية ومهارات سلوكية لازمة لتطبيق هذا المفهوم ونقله إلى حيز التخلق.

وفق هذا المنهاج العلمي يمكننا تقسيم قيمة الربانية إلى أربعة مفاهيم كبرى:

أولا: ارتباط العبد بالله تعالى، وتطبيقاته:

1- الانتساب.

2- المرجعية.

3- الارتباط الدائم على مدار الساعة.

4- الاستعانة.

ثانيا: التخلق بأخلاق الرب عز وجل، وتطبيقاته:

1- التدبر وإنتاج وتحصيل الحكمة.

2- العمل والإنجاز وامتلاك القوة والقدرة.

3- الاستقامة والصلاح الذاتي.

4- القيام بأمر العمارة والإصلاح في الأرض بالله ولله تعالى.

ثالثا: النمو والترقي المستمر، وتطبيقاته:

1- التعلم المفتوح.

2- التقويم المستمر.

3- الاكتساب والتخلق الرباني.

4- الثبات واستمرارية النمو.

رابعا: رعاية الحقوق وأداء الواجبات

1- حقوق الله.

2- حقوق النفس.

3- حقوق العباد.

4- حقوق الوطن.

التعليقات (1)
نبيل لالوش
الإثنين، 07-09-2020 04:48 ص
بارك الله فيك دكتور