نشر موقع "
إيفري داي هيلث" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن مدى خطورة إرسال الأطفال إلى الحضانة
لا سيما بعد بداية الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"
إن الخبراء ينصحون الآباء بالتحقق من عدد الإصابات بالفيروس التاجي في منطقتهم للحصول
على فكرة عامة حول خطر العدوى في مراكز الرعاية النهارية المحلية.
ومع بدء المدارس في التحضير لفصولها الدراسية في
الخريف أو حتى التخطيط لإعادة فتح أبوابها، فقد يكون لدى الآباء الذين يرسلون أطفالهم
إلى الحضانة مخاوف عندما يتعلق الأمر بحماية الأطفال الرضع والأطفال الصغار من فيروس
كورونا.
وبعد مرور ستة أشهر على تفشي جائحة فيروس كورونا،
قد تكون مراكز رعاية الأطفال متقدمة على المدارس من خلال إجراءات الوقاية من فيروس
كورونا.
ونقل الموقع عن سيندي لينهوف، مديرة الرابطة الوطنية
لرعاية الطفل قولها إنه "يقع تدريب المتخصصين في الطفولة المبكرة على الرعاية
البدنية للأطفال، على عكس العديد من المعلمين في المدارس العامة."
ومن جهتها، تقول ديان غلاسي، طبيبة أطفال في سياتل
إن العديد من مراكز الرعاية النهارية معتادة بالفعل على بروتوكولات السلامة الجديدة
لفيروس كورونا لأنها ظلت مفتوحة خلال الصيف.
وفي شهر آب/أغسطس، نشرت مراكز السيطرة على الأمراض
والوقاية منها تقريرًا يُوضح أنه خلال شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو، سجل 666 مركزًا
للرعاية النهارية في ولاية رود آيلاند، حيث كانوا يشرفون على رعاية حوالي 19 ألف طفل،
52 حالة مؤكدة ومحتملة بفيروس كورونا. وخلال زيارتهم، لاحظ الباحثون ومقيمو الإدارة
الصحية التزاما باتباع البروتوكول الصحي مثل ارتداء القناع وإجراء فحص يومي بالإضافة
إلى إجراءات التعقيم.
معدلات الإصابة المحلية تشكل أهمية كبيرة
تؤكد جينيفر شو، وهي أستاذة في الطب، على أن إرسال
الأطفال إلى الحضانة أو إلى التعليم التحضيري هو بمثابة "تقدير فردي ومحلي".
ويشمل الجانب "المحلي" لهذا القرار التحقق
من الحالات الإيجابية الحاملة للفيروس في المنطقة. ويرى توماس ماكدونا وهو طبيب أطفال
في مستشفى في لونغ آيلاند أن "معظم الخبراء يقولون إنه إذا لم يبلغ معدل الحالات
الإيجابية 5 بالمئة، فمن الآمن بالتالي نسبيًا العمل في بيئة مدرسية."
المضاعفات نادرة ولكنها حقيقية
أفاد الموقع بأنه لا أحد محصن من فيروس كورونا،
بما في ذلك الأطفال. وتُقدر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنه منذ 13 آب/أغسطس،
يمثل الأطفال (الذين تتراوح أعمارهم بين الولادة و20 عامًا) حوالي 9 بالمئة من جميع
الحالات المصابة بالفيروس في الولايات التي أبلغت عن الحالات حسب العمر.
في الواقع، يعاني غالبية الأطفال والرضع المصابين
بفيروس كورونا من أعراض طفيفة تشبه أعراض البرد مثل الحمى، وسيلان الأنف، والسعال وضعف
الشهية وذلك وفقَا لمستشفى مايو كلينيك أما البقية فلا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق.
وفي بعض الأحيان، يمكن أن يصاب الصغار بمرض خطير جراء فيروس كورونا ويعانون من مضاعفات
المرض أكثر من الأطفال الأكبر سنًا.
وبيّن الموقع أنه من المحتمل أن يكون هذا بسبب
أجهزتهم المناعية غير الناضجة، مما قد يتسبب في إصابة بعض الأطفال بمشاكل خطيرة في
التنفس إذا أصيبوا بعدوى الجهاز التنفسي، وفقًا لمستشفى مايو كلينك. وفي حالات نادرة
جدًا، قد يصاب الأطفال بمرض مرتبط بفيروس كورونا يسمى متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة.
فبالإضافة إلى الحمى، قد يعاني الأطفال من ألم في البطن، إسهال، أو آلام في الرقبة.
إجراءات يجب على مراكز الرعاية النهارية اتباعها
في هذا السياق، كشف مركز الوقاية على الأمراض والوقاية
منها مجموعة من بروتوكولات السلامة التي يجب على مراكز الرعاية النهارية اتباعها:
ينبغي أن يرتدي الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم السنتين
كمامة. يمكن للبالغين أن يشرحوا بلطف كيفية ارتدائها بشكل صحيح أو يمكنهم مساعدة أطفالهم
على تزيينها، أو تشجيعهم على التظاهر بأنهم أطباء وممرضات. ولكن من الضروري ألا يرتدي
الأطفال الصغار والرضع كمامة لأنه قد يسبب ذلك صعوبة في التنفس ويشكل بالتالي خطر الاختناق.
ينبغي إبقاء الأطفال على بُعد ستة أقدام على الأقل
من الآخرين. قد يكون هذا الأمر صعبًا خاصة وأن الأطفال الصغار يريدون لمس بعضهم البعض
ومشاركة الألعاب وتقديم الطعام لبعضهم البعض. وفي هذا الإطار قالت لوسي مولين ديفيس،
من مجلس الطفولة المبكرة في دنفر، إنه يمكن للمعلمين أن يكونوا مبدعين وأن يحاولوا
ابتكار أنشطة تشرك الأطفال كمجموعة ولكن تفصلهم جسديًا.
يجب على الأطفال تنظيف أيديهم جيدا. قد يحتاج البالغون
هنا إلى مساعدة الأطفال الصغار في غسل اليدين وأحيانًا استخدام المناديل لتنظيفها.
ويقدم مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إرشادات حول كيفية مساعدة الأطفال على
تطوير هذه المهارات. ولجعل الأمر ممتعًا، يمكنك اختلاق أغنية غسل اليدين أو تحويلها
إلى لعبة.
وفي هذا السياق، تقول لينهوف إنه يجب على الموظفين
أيضًا غسل أيديهم بشكل دائم مع ارتداء قفازات لأداء مهام معينة كتغيير الحفاضات.
الآباء بحاجة إلى الإحاطة بالأوضاع
أشار الموقع إلى أنه مع إغلاق العديد من مراكز
رعاية الأطفال خلال الأشهر الأولى جراء فيروس كورونا، وزيادة عدد الأشخاص الذين يعملون
عن بُعد، أخذ العديد من الآباء أطفالهم من الحضانة وبدؤوا بالاعتناء بهم في المنزل.
ولكن مع تخفيف إجراءات الإغلاق في أجزاء كثيرة من البلاد، يجد الآباء العاملون أنفسهم
في حاجة ماسة إلى المساعدة مع أطفالهم.
وتعتقد جلاسي أنه يمكن للآباء المضي قدمًا، ولكن
بحذر، عند وضع أطفالهم في الحضانة، ولكن يجب أن يبقوا أنفسهم دائمًا على اطلاع بمخاطر
فيروس كورونا عندما تتوفر بيانات وأبحاث جديدة.