صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: اتفاق الإمارات كشف طموحات رئيس الموساد

بحسب الكاتبة فإن فرص كوهين في الانتخابات الإسرائيلية ممتازة حيث تمنحه خلفيته الدبلوماسية والأمنية ميزة حقيقية- جيتي
بحسب الكاتبة فإن فرص كوهين في الانتخابات الإسرائيلية ممتازة حيث تمنحه خلفيته الدبلوماسية والأمنية ميزة حقيقية- جيتي

قالت كاتبة إسرائيلية إنه "بينما ينشغل العالم لمعرفة المزيد عن اتفاق إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة والاتصالات الأخرى مع دول الخليج، فإن هذه الاختراقات تظهر الدور المركزي والطموحات الشخصية لرئيس جهاز الموساد يوسي كوهين". 


وأضافت مازال معلم الخبيرة في الشؤون الحزبية في مقالها على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21" أن "وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التقى قبل أيام بأربعة مسؤولين كبار خلال زيارته السريعة لإسرائيل: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، ووزير الحرب بيني غانتس، ورئيس الموساد يوسي كوهين، الذي لعب الدور الأهم في التطبيع التاريخي للعلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة". 


وأوضحت أن "أشكنازي صحيح أنه وزير الخارجية، لكن كوهين هو المهندس بلا منازع لمبادرة السلام الإقليمية التي تم الكشف عنها مؤخرا، نتنياهو يتشاور معه بشكل منتظم، ويعتمد عليه في إنجاز الأمور، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قام كوهين بزيارات سرية عديدة لدول الخليج، وعمل مع نتنياهو على تشبيك العلاقات التي تم نسجها مع الدول العربية البراغماتية". 


وأكدت أن "كل هذا جاء جزءا من جهد أكبر بذله كوهين لتشكيل تحالف إسرائيلي خليجي ضد إيران النووية، ولذلك فقد رافق نتنياهو في زيارته التاريخية لسلطنة عمان في نوفمبر 2018، وتعرض لانتقادات شديدة بسببها من موظفي وزارة الخارجية، الذين اشتكوا أنه يتعدى على صلاحياتهم، رغم أنه ليس أول رئيس للموساد يقوم بمهام سرية نيابة عن رئيس الوزراء، ومع ذلك، فإن نشاطه الدبلوماسي السري والعام كان الأكثر أهمية".


وأشارت إلى أن "كوهين منفتح على طموحه للوصول لمكتب رئيس الوزراء بعد نتنياهو، ويخطط للقيام بذلك من داخل الليكود كزعيم لليمين، حتى أن نتنياهو نفسه أول من حدده وريثاً له، وهو بذلك يشطب سلسلة طويلة من كبار مسؤولي الليكود، بمن فيهم العديد من الوزراء المخضرمين الذين سيتنافسون على قيادة الحزب بمجرد خروج نتنياهو من منصبه".


وأضافت أن "كوهين، 59 عامًا عينه نتنياهو في 2015 رئيسا للموساد، وقد تكون خلفيته الدينية وتوجهه اليميني أعطيا نتنياهو الثقة باعتباره جديرا بالثقة ومخلصا، بعد أن كان رئيسا الموساد السابقان مائير داغان وتامير باردو متناقضين للغاية معه، وفي تعاملهم مع المشروع النووي الإيراني، تخلفا عن ظهر نتنياهو، وجاء اختياره لكوهين قصة نجاح كبيرة، فرغم صغر سنه، لكنه مسؤول عن العديد من العمليات النوعية".

 

اقرأ أيضا : طحنون بن زايد يستقبل رئيس الموساد في أبو ظبي


وسردت قائلة إن "أهم إنجاز نفذه كوهين هو تهريب الأرشيف النووي الإيراني لإسرائيل في 2018، وقد صُدم العالم بجرأة العملية التي أدارها شخصيًا، ثم قام بخطوة غير معتادة بإعطاء نتنياهو الضوء الأخضر للإعلان عن ذلك، ومن حينها اتهم بمساعدته حزبياً وسياسيًا، مما سيجعل الليكود سعيدا بإضافة كوهين لصفوفه، فإذا قرر كوهين الترشح لرئاسة الحزب بعد عهد نتنياهو، فسوف يفاجئ الحزب، ولن يكون لأحد فرصة ضده".


وأكدت على أن "فرص كوهين في الانتخابات الإسرائيلية ممتازة، حيث تمنحه خلفيته الدبلوماسية والأمنية ميزة حقيقية، وأضاف عمله بجانب نتنياهو المزيد من هيبته، فهو يبدو جيدًا في بدلاته المصممة، مما أكسبه لقب "عارض الأزياء"، ولديه مهارات رائعة في التحدث أمام الجمهور، ولغته الإنجليزية ممتازة، ويتمتع بمهارات سياسية، ومستوى عالٍ من الذكاء العاطفي، والقدرة على اختيار الأشخاص المناسبين للموقع".

 

وأوضحت أن "هذه الصفات ساعدته على تجنيد جيل جديد من عملاء الموساد، وقبل عام ظهر في مؤتمر هرتسليا لإلقاء خطاب عام نادر، وكشف أنه تحت قيادته، أنشأ الموساد إدارة دبلوماسية أمنية خاصة به لتعزيز السلام في الشرق الأوسط، لأن للموساد دورا بتحديد فرص السلام، ومن أجل تعزيزها، أنشأنا قسمًا جديدًا، مع أن هذا النوع من الخطاب السياسي يتوقعه المرء من رئيس وزراء، وليس من رئيس منظمة تجسس".

 

وأشارت إلى أن كوهين عرض رؤيته للسلام الإقليمي بإظهار هدف الموساد الرئيسي بحماية إسرائيل من مخاطر الحرب، "لأن الشرق الأوسط يشهد بروز مصالح مشتركة، وصراعا ضد خصوم كإيران والمنظمات الجهادية، وبجانب علاقتنا الوثيقة بالبيت الأبيض والكرملين، فإننا نجتمع معًا لإنشاء نافذة فريدة من الفرص، وقد حدد الموساد الفرصة الأولى في تاريخ الشرق الأوسط للوصول لنوع التفاهمات التي ستؤدي لاتفاق سلام شامل".


وأكدت على أن "تصريحات كوهين قبل عام بدت وكأنها أضغاث أحلام، لكن الأيام القليلة الماضية أظهرتها حقيقة دبلوماسية راسخة، فمنذ أن كشف رئيس الوزراء أن إسرائيل على وشك التوصل لاتفاق سلام مع الإمارات، كان كوهين موجودًا في كل مكان، فقد كان أول مسؤول إسرائيلي يقوم بزيارة رسمية لأبو ظبي، والتقى مسؤولا سودانيا كبيرا".


وختمت بالقول إنه "بمرور الوقت، سيتم الكشف عن دور كوهين الحاسم في تشكيل هذه التحالفات الإقليمية التاريخية، وإذا انتهى به الأمر للبحث عن موقع رئيس الوزراء، فستكون هذه الطريقة المثلى بالنسبة له لتقديم نفسه: شخص من اليمين يصنع السلام، ويثق به نتنياهو نفسه، ومرشح جدير بأن يواصل إرثه السياسي".

التعليقات (0)