هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتهم رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، الاثنين، جماعة الحوثي بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية، مستدلا بما حدث في محافظة البيضاء وسط اليمن.
جاء ذلك خلال لقاء عقده بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية لدى مجلس الأمن، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
وقال عبدالملك: "لم يعد خافيا وجود تنسيق وتخادم بين مليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية، كما حدث في بعض مناطق البيضاء"، مضيفا أن عناصر تنظيمي الدولة والقاعدة تتحصن في مناطق سيطرة الجماعة، حتى أنها سهلت مرورهم.
وتابع: "هما وجهان لعملة واحدة، وهذا تطور خطير"، مؤكدا أن الإرهاب يتغذى من استمرار الانقلاب وعلاقته به، في إشارة إلى انقلاب الذي قادته الجماعة على السلطة الشرعية خريف العام 2014.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أعلن الحوثيون سيطرتهم على نحو 1000 كلم كانت خاضعة لسيطرة تنظيمي الدولة والقاعدة في مديرية ولد ربيع في محافظة البيضاء وسط البلاد.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، في بيان، إن مقاتلي جماعته سيطروا على مديرية ولد ربيع ومحيطها بمحافظة البيضاء التي كانت تحت سيطرة ما وصفها بـ"الجماعات التكفيرية"، تنظيمي الدولة القاعدة.
كما اتهم التحالف الذي تقوده السعودية بدعم القاعدة عبر غارات جوية استهدفت مواقع جماعته هناك.
وردا على اتهامات الحوثيين، قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي، عقيد الركن، تركي المالكي، إن "هناك علاقة وثيقة ومصالح مشتركة تربط الحوثيين بالجماعات الإرهابية".
من جانبه، نفى الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، عميد ركن، عبده مجلي، اتهامات الحوثي، وقال إن هناك علاقة تنسيق وتكامل بين المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيما الدولة والقاعدة، مؤكدا أن هذه التنظيمات فتحت الطرق أمام الحوثيين في البيضاء وتسهيل مرورهم.
وأضاف مجلي في تصريحات صحفية أن حديث الحوثيين عن معارك مع "القاعدة" و"تنظيم الدولة"؛ لتسويق أنفسهم أنهم يحاربون الإرهاب، ومحاولة لنفي علاقتهم بهذه التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن الحوثيين هم جماعة إرهابية متمردة، تنسق وتعمل مع تنظيم الدولة والقاعدة لقتل الشعب اليمني.
فيما أكد رئيس الوزراء اليمني أن حكومته تضع في أولوياتها الحرب على الإرهاب بالتنسيق مع الشركاء في المجتمع الدولي، مستطردا: "لن تتهاون في ذلك".
وأوضح أن تصعيد الحوثيين العسكري في مأرب (شرقا)، يعطي مؤشرا واضحا على رفضها الصريح لجهود السلام. كما أعرب عن أسفه للموقف الأممي والدولي المتخاذل تجاه هذا التعنت الحوثي، بعكس ما حدث في الحديدة (غربا)، وعدم إيصال رسائل واضحة وقوية بخصوص تصعيد المليشيات.
وطالب باتخاذ مواقف حازمة تجاه مماطلة مليشيا الحوثي، ورفضها السماح للفريق الأممي بالوصول لخزان صافر، واستخدامه للابتزاز السياسي.
من جانبهم، عبر سفراء الدول الخمس عن رفضهم للتصعيد العسكري من قبل الحوثيين على مأرب، وأهمية التعاطي الإيجابي مع جهود المبعوث الأممي، وفقا للوكالة الحكومية. كما أكدوا على حل قضية خزان صافر وسماح الحوثيين بشكل عاجل للفريق الأممي للوصول، واتخاذ ما يلزم لتفادي الكارثة.
وخزان صافر العائم يقع في منطقة "رأس عيسى" قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، ويستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر في محافظة مأرب (170 كلم) شرق صنعاء.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، وفي وقت سابق من الشهر الماضي، حذرت الحكومة اليمنية من أن "صافر" قد تنفجر، وتتسبب في "أكبر كارثة بيئية على المستويين الإقليمي والعالمي".
وبدأت المياه في التسرب إلى غرفة المحركات بخزان صافر النفطي، نتيجة حدوث ثقب في أحد الأنابيب؛ ما يهدد بواحدة من أكبر الكوارث البيئية والاقتصادية، وفق ما ذكرته الحكومة
وتوقفت عملية التفريغ من ناقلة "صافر" الراسية قبالة سواحل مدينة الحديدة (غربي اليمن) مع بداية الحرب أواخر 2014، حيث تحتوي حاليا على نحو مليون و140 ألف برميل من النفط الخام.