هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت أرياف دير الزور الشرقية انشقاقات لعشرات العناصر المقاتلين ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وذلك احتجاجا على "إقصاء العرب"، والسياسات التمييزية على أساس قومي.
وفي التفاصيل، أكد مدير موقع "الخابور" إبراهيم الحبش، لـ"عربي21"، أن مجموعة عسكرية تابعة لـ"قسد"، ألقت سلاحها، وسلمت مقراتها قرب مدينة الشحيل، شرقي دير الزور.
وأوضح أن المجموعة المؤلفة من 140 عنصرا، والتي يقودها شخص يدعى "حمود العسكر"، توقفت عن العمل مع "قسد"، تنديدا بمحاولات "قسد" العمل على إضعاف العنصر العربي بكل السبل، وسرقة مستحقات السلاح والعتاد والآليات المقدمة من "التحالف الدولي".
بدورها أكدت "إدارة التوجيه المعنوي" التابعة لـ"الجيش الوطني" هذه الأنباء، وأن حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، الذي يقود "قسد"، يقوم بإقصاء المكون العربي، ويقود ذلك قيادي يدعى كردي "أردار".
يأتي ذلك، بعد يومين من الإعلان عن انتهاء المرحلة الثانية من عملية "ردع الإرهاب"، التي استهدفت خلايا تنظيم الدولة، وفق زعم "قسد".
اقرأ أيضا: "قسد" تعتقل العشرات من أبناء العشائر.. وحملات تجنيد إجباري
مصادر محلية اتهمت "قسد" باستهداف الصوت العربي المعارض لها، بذريعة مكافحة "الإرهاب"، متهمة إياها باعتقال العشرات من الناشطين المعارضين لها.
وخلال الحملة كانت مدينة الشحيل مركزا لعمليات "قسد" العسكرية، حيث سُجلت اعتقالات ومصادرة ممتلكات، طالت غالبية المشاركين في المظاهرات ضد "قسد"، على خلفية فرض الأخيرة مناهج تعليمية، يرى فيها الأهالي مخالفة لقيم وتقاليد المنطقة.
وتسبب فرض "قسد" مناهجها على مدارس المنطقة في حالة غليان شعبي، ظهر بشكل واضح في خروج عشرات التظاهرات ضد فرض المناهج، لتعلن "قسد" بعد ذلك، عن حملة أمنية، تحت ستار ملاحقة خلايا تنظيم الدولة الإسلامية.
بدوره، أدان الائتلاف السوري المعارض"، الانتهاكات والخروقات التي تقوم بها "قسد" بحق أهالي محافظة دير الزور، موضحا أن الانتهاكات شملت الضرب والترهيب والإذلال وتعنيف الأطفال والنساء، وصولا إلى فرض حظر التجول مع قطع الكهرباء، وتحويل المساجد إلى نقاط عسكرية ومنع رفع الأذان وإقامة الصلاة فيه.
رفض عربي
مدير منظمة "العدالة من أجل الحياة"، الحقوقي جلال الحمد، وهو من دير الزور، قال لـ"عربي21": "أدى سوء إدارة "قسد" في النواحي الإدارية والأمنية والعسكرية، إلى تصاعد الغضب العربي، على شكل احتجاجات وأدوات أخرى منها الانشقاقات".
اقرأ أيضا: عشائر سورية تتهم "قسد" بتجويع السكان بمناطق سيطرتها
وأضاف أنه "نتيجة لعدم استماع "قسد" لشكاوى الأهالي، وكذلك لعدم إشراكهم في الحكم، فإن مناطق سيطرتها تتأهب لدخول مرحلة عنوانها لا زال مجهولا".
وفي هذا السياق أبدى الحمد مخاوفه من دخول المنطقة في فوضى عارمة، وقال: "يجب أن يكون الرفض مدروسا للوصول إلى نقطة أساسها الشراكة والشفافية في إدارة المناطق".
وحسب مصادر متطابقة، فإن "قسد" تعتمد على أبناء العشائر العربية في المناطق الشرقية السورية، كخزان بشري.