هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعيدا عن معاناة السوريين وآلامهم، تتصارع الدول الكبرى على حساب معاناة السوريين، تاركة أوجاعهم والنقص الكبير باحتياجاتهم جانيا، من خلال صراع القوى داخل مجلس الأمن الذي فشل للمرة الثالثة، الجمعة، في الاتفاق على آلية تقديم المساعدات الأممية للمشردين واللاجئين السوريين.
وهذه ليست المرة الأولى التي تصفي فيها حسابات الدول الكبرى مصالحها ورؤاها الدولية، على حساب الشعب السوري، داخل مجلس الأمن، حيث شهدت جلسات المجلس غير مرة خلال العام الحالي والماضي، مناوشات بين أمريكا وبعض الدول الغربية في مقابل التكتل الصيني الروسي .
وعرقلت روسيا والصين، الجمعة، صدور قرار جديد من مجلس الأمن، يمدد آلية دولية مقترحة لإيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا.
واستخدمت روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار لمجلس الأمن، كان يمثل محاولة في اللحظات الأخيرة لتمديد الموافقة التي تنتهي اليوم الجمعة.
وهذا الفيتو هو الثالث الذي يخفق فيه مجلس الأمن في التصويت على الآلية، وثاني مرة تستخدم فيها روسيا والصين الفيتو خلال أسبوع.
وحصل مشروع القرار الذي تقدمت به بلجيكا وألمانيا على موافقة 13 دولة من إجمالي أعضاء المجلس (15 دولة)، فيما عارضته روسيا والصين باستخدام حق النقض (الفيتو).
ويتطلب صدور قرارات مجلس الأمن الدولي موافقة 9 دول علي الأقل من أعضاء المجلس شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
اقرأ أيضا: نازحون سوريون يخشون دفع ثمن الفيتو الروسي بمجلس الأمن
وقال رئيس المجلس السفير الألماني كريستوف هويسجن، الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس: "استخدمت دولتان دائمتان بهذا المجلس حق النقض لعرقلة صدرو القرار".
وأضاف في جلسة عقدها المجلس عبر دائرة تلفزيونية لم تستغرق سوى دقيقة ونصف: "حصل مشروع القرار علي موافقة 13 دولة وعارضته دولتان دائمتان.. القرار لم يصدر".
ويعني إخفاق أعضاء مجلس الأمن في تمديد آلية المساعدات تلك، إغلاق البوابات الحدودية لمعبري باب الهوي وباب السلام علي الحدود التركية أمام تدفق لمساعدات الإنسانية إلى سوريا.
ودعا مشروع القرار المعدل الذي تم عرقلته اليوم إلى استمرار فتح معبري "باب الهوى" و"باب السلام" على الحدود التركية السورية، للسماح لإيصال المساعدات، لمدة 6 أشهر فقط بدلا من عام.
ومساء الأربعاء، فشل مشروع قرار ثان، تقدمت به روسيا، ولم يحصل على النصاب اللازم (9 أصوات) لاعتماده من قبل ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس، البالغ عددهم 15 دولة.
وكان مجلس الأمن قد أجاز لأول مرة عملية دخول المساعدات إلى سوريا عبر الحدود قبل ست سنوات والتي تضمنت أيضا إمكانية وصول المساعدات من الأردن والعراق. وتم تقليص تلك المعابر في كانون الثاني/ يناير بسبب اعتراض روسيا والصين.