هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على تداول العملة التركية في مناطق شمال غرب إدلب، مشيرة إلى أن أنقرة بتعميمها عملتها المحلية بتلك المناطق تؤكد سيطرتها الدائمة لها.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن السوريين الراغبين بشراء رغيف خبز أو ملء عبوات الغاز في أجزاء من شمال سوريا، سارعوا لاستبدال عملتهم المحلية بالليرة التركية، كأساس للتبادل التجاري في محاولة منهم لحماية أنفسهم من الإنهيار الإقتصادي بعد سنوات من الحرب.
ونقلت عن المواطن مالك طربوش، أنه بعدما دخل مطعما في شمال غرب سوريا انصدم بأنهم لا يقبلون إلا الليرة التركية فقط.
وأضافت الصحيفة، أن تركيا توسع استخدام عملتها إلى المناطق الخاضعة لها في شمال سوريا، في محاولة لحمايتها من التدهور الإقتصادي، وتحصين نفسها في شمال البلاد الذي حطمته الحرب.
ونقلت عن الكاتبة أصلي آيدين طاشباش، الزميلة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن "استخدام العملة التركية، يعد إشارة لتعامل تركيا مع هذه المناطق كجزء من حكمها، وأن وجودها فيها طويل".
بدوره قال عمر أوزكزيلتشك من مركز "سيتا" التركيا، إن أنقرة أرسلت شحنات من العملة التركية لحلفائها في محافظة إدلب وبقية مناطق شمال سوريا بعد انهيار العملة المحلية، وتم تزويد محلات الصرافة ومراكز البريد بالعملة التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السوريين يقومون بمبادلة العملة المحلية بالليرة التركية، وأحيانا بالدولار الأمريكي.
اقرأ أيضا: كيف أثر تداول الليرة التركية على اقتصاد الشمال السوري؟
ونقلت عن مسؤول في وزارة المالية، أنه لا معلومات لديه حول كيفية تطبيق التحول إلى العملة التركية في سوريا، فيما قال المصرف المركزي التركي إنه ليس مشتركا في العملية.
وأضافت أنه بعد تسعة أعوام من الحرب، تحاول كل من روسيا وإيران وتركيا تقوية مكاسبها من خلال دعم الأطراف المختلفة في الحرب التي بدأت كاحتجاجات سلمية ضد بشار الأسد، وبعد سلسلة من التدخلات العسكرية خلال السنوات الأربع الماضية باتت تركيا تسيطر على مناطق قريبة من حدودها.
وأشارت إلى أن الليرة التركية تستخدم في دفع رواتب قوات المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، التي بنت مدارس ومستشفيات ومراكز بريد في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وربطت بعضها بشبكات الطاقة الكهربائية.
وأوضحت أن استبدال العملة المحلية بالليرة التركية، يقود لوضع اقتصاد هذه المناطق في داخل محور الإقتصاد التركي.
ولفتت إلى أن أنقرة ترى أن وجودها في هذه المناطق ضروري لحماية حدودها ضمن من تعتبرهم "إرهابيين"، فيما تدعم المعارضة ضد نظام الأسد.
وأكدت الصحيفة أنه بالنسبة للسوريين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لتركيا، فاستخدام الليرة التركية وسيلة لحماية القوة الشرائية وسط تراجع قيمة الليرة السورية التي فقدت نسبة 70% من قيمتها أمام الدولار منذ بداية هذا العام.
ونقلت عن أوزكزليتشك، أن السلطات في شمال سوريا طلبت مساعدة أنقرة الشهر الماضي. مشيرا إلى أن "الهدف هو استبدال العملة السورية كليا، وحماية المدنيين في مناطق المعارضة من الإقتصاد السيء والآثار المحتملة للعقوبات".