جدل في باكستان وسط إقبال كثيف على "أرطغرل"

تشهد باكستان إقبالا كثيفا على مشاهدة مسلسل "أرطغرل" التاريخي التركي، وسط جدل بشأن دور رئيس الوزراء عمران خان بذلك، فيما يقول آخرون إن الأمر عائد إلى تفوق المسلسل دراميا ومخاطبته موروثا إسلاميا مشتركا وسط تواضع مستوى الإنتاج المحلي.

وتحظى الدراما التركية بشعبية واسعة في باكستان إجمالا، بحسب تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية، لكن دور عمران خان في انتشار هذا المسلسل تحديدا خلق جدلا في أوساط فنية وسياسية.

ويوضح التقرير أن رئيس الوزراء لم يقترح عرضه على قناة "بي تي في" فحسب، بل اعتبر مرارا أن المسلسل سيساعد البلاد في فهم أهمية الحضارة الإسلامية.

وينقل تقرير "بي بي سي" عن مقال في صحيفة "داون" اليومية البارزة، لأحد الدبلوماسيين، أن "السبب في الترويج لهذا المسلسل قد يكمن في اجتماع خلف الكواليس بين خان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وفي أيلول/سبتمبر الماضي طرح خان مع كل من أردوغان ومهاتير، فكرة إطلاق قناة تلفزيونية لخلق رواية مضادة ضد الكراهية المتزايدة للإسلام.

واعتبر التقرير أن الترويج لـ"أرطغرل" قد يأتي أيضا في سياق سعي عمران خان لتسجيل نقاط سياسية لصالحه في تركيا.

لكن رئيس الوزراء الباكستاني يواجه بعض الانتقادات في بلده لدعمه المسلسل بشكل علني. وخاطب عضو البرلمان المعارض، مشتاق أحمد خان، مؤخرا في البرلمان عمران خان قائلا: "لا يمكنك بناء دولة –المدينة المنورة- عن طريق بث مسلسل أرطغرل" كما جاء في صحيفة "داون"، في إشارة إلى حديث رئيس الوزراء مرارا عن سعيه في التأثير إيجابا على المجتمع.

اضافة خبر متعلق

في المقابل، وبحسب تقرير لموقع "ذا غلوبال فيليج سبيس"، يرى العديد من مستخدمي تويتر الباكستانيين أن أرطغرل "إنتاج ترفيهي متميز وبحبكة نموذجية تصلح لجميع الأوقات ويجسد القضايا المحلية في باكستان".

وجاء في مقال نشر في صحيفة "ذا نيوز": "من الواضح جدا أن هناك الكثير من القنوات ولكن لا يوجد محتوى جيد بما فيه الكفاية".

وتحظى أعمال التلفزيون الباكستاني بشعبية كبيرة، لكنها لا تتميز بتناول القيم الإسلامية، وسط آمال بأن يشكل "أرطغرل" إلهاما للدراما المحلية.

ويستند المسلسل إلى حياة الزعيم التركي أرطغرل الذي عاش في القرن الثالث عشر ويعتبر والد الغازي عثمان، مؤسس الإمبراطورية العثمانية.

ويصور المسلسل شجاعة الأتراك الأوغوز الذين يقاتلون الغزاة المغول والمسيحيين والبيزنطيين وفرسان الهيكل في الأناضول.

وترى بعض وسائل الإعلام مثل موقع "نايا داور" أن هذه الدراما "تمجد القيم الإسلامية والإمبراطورية العثمانية".

وجاء في مقال نشر في في صحيفة "ذا نيشن" اليومية المحلية، أن الدراما "تمجد بحق الأبطال المسلمين والتاريخ الإسلامي والأخلاق".

ويقول المحللون إن المسلمين كانوا غالبا ضحايا نظرة سلبية في المسلسلات والأفلام التلفزيونية، لذلك، فإن هذا المسلسل يعد خروجاً على هذا التقليد.