هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خاض جنرالان إسرائيليان مناظرة تلفزيونية حول "تأييد ومعارضة خطة الضم المرتقبة للضفة الغربية، وتحديد تأثيرها على حماية ما يعرف بالجبهة الشرقية، بين من يحذر من اقترب الإيرانيين من شوارع المستوطنات، أو إعلان دولة واحدة، أو انهيار الأردن".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشرت تفاصيل المناظرة، وترجمتها "عربي21"، وجاء فيها أن "غرشون هكوهين أكد أن ضم غور الأردن
وحده الكفيل بالحفاظ على الخط الفاصل الذي يؤمن لإسرائيل حدودا آمنة من جهة الشرق. أما غادي شمني، فاعتبر أن فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية من جانب واحد
سيؤدي لسقوط المملكة الأردنية الهاشمية، وخطر وصول مليشيات إيرانية على طول 480
كيلومترا مع الحدود الأردنية".
وأكد
أتيلا شومفلبيه وألكسندرا لوكاش، في تقريرهما المطول، أن "هذه المناظرة تعبر عن
حجم النقاش الإسرائيلي الحاد حول خطة فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات
اليهودية في الضفة الغربية، وبحث تبعاتها السياسية والدولية، التي قد تضطر إسرائيل
للتعامل معها في حال خرجت الخطة إلى حيز التنفيذ".
وأشار
الجنرالان إلى أن "خطة الضم سيكون لها آثار أمنية واستراتيجية واسعة النطاق أكثر
من اندلاع انتفاضة فلسطينية شعبية محلية، خاصة إمكانية زعزعة استقرار الأردن،
والمساس بالحدود الفاصلة بين إسرائيل والتهديد الشرقي، خاصة إيران والعراق، التي باتت
تتحول حليفة كاملة للنظام الإيراني على أرض الواقع".
وأشار
شمني، من قادة حركة "ضباط من أجل أمن إسرائيل"، إلى أن "الضم أحادي
الجانب سيستجلب ردود فعل متلاحقة قد تنتهي بوصول مليشيات إيرانية على طول الحدود
الشرقية لإسرائيل، في حين أشار هكوهين عضو حركة "الأمنيين" إلى أن فرض
السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، وبأقصى سرعة ممكنة، من شأنه أن يمنع تحقق
التهديد القادم من الجبهة الشرقية، خاصة إمكانية انهيار الأردن، وقد يحصل بمعزل عن
خطة الضم".
ونقل
عن شمني أن "خطة الضم ستجلب على إسرائيل العديد من المشاكل والأزمات؛ لأنها
يجب أن تكون جزءا من أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين، لكن الضم بصورته الحالية
البادية للعيان من شأنه أن يجلب علينا ثلاث مخاطر أساسية ومركزية".
وأكد
أن "التهديد الأول إيران، فحدودنا مع الأردن 480 كيلومترا، وتعتبر الحدود
الفاصلة الحقيقية بين إسرائيل وإيران، فالعراق تحولت اليوم دولة شبه إيرانية، وإن
ذهبنا للضم، فستكون مسألة وقت للبدء بزعزعة استقرار الأردن، وصولا لحالة انهياره كليا، وأظن أننا لن نكون بمنأى عن هذا السيناريو، فإيران في لبنان وعلى حدود جبهة
الجولان، واليوم قد يقتربون من الحدود مع غور الأردن".
وأضافا
أن "الخطر الثاني هو تدحرج واقع الدولة اليهودية مع مرور الوقت لسيناريو
الدولة الواحدة، هذا يعني فقدان الصبغة اليهودية، والتحول تلقائيا لدولة
أبارتهايد. أما الخطر الثالث، فهو الثمن الاقتصادي الباهظ والثقيل، فالكلفة
التقديرية الأولية لتنفيذ خطة الضم سوف تصل عشرات مليارات الدولارات، ولا أظن أن إسرائيل
قادرة على الصمود أمام هذه الأثمان المتوقعة؛ لأنه يعني انخفاضا بمستوى معيشة
الإسرائيليين بين 20-30%".
الجنرال هكوهين ختم مناظرته بالقول إن "خطة
الضم باتت لازمة من الناحية الأمنية، وإلا فإن الخطر الإيراني سيتنامى بالقرب من إسرائيل،
ومليشياتها ستجد نفسها على طريق 6 عند مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، في حال لم
نسيطر على غور الأردن، وفي هذه الحالة فإن الأردن ذاته، المملكة، لن يستطيع أحد أن
يضمن بقاءه في حال لم يتم فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والغور".