تحدث مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى، عن تفاصيل جديدة
حول المحاولات الإسرائيلية الكثيرة الفاشلة لتصفية محمد الضيف، قائد الجناح العسكري
لحركة "حماس" في قطاع غزة.
وذكر النائب السابق لرئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي
"الشاباك"، إسحاق إيلان، في الجزء الثاني من حواره المطول مع صحيفة
"معاريف" العبرية، الذي أجراه معه الكاتب الإسرائيلي المعروف بن كسبيت، وتنشره
"عربي21" على عدة أجزاء، أن قائد الجهاز العسكري "كتائب عز الدين القسام"
لحركة "حماس"، محمد الضيف، "مدين مرة على الأقل بحياته لشمعون بيرس"،
وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق.
وأوضح أنه في اليوم الذي تم فيه تصفية يحيى عياش، مهندس العمليات
التفجيرية بحركة "حماس"، عام 1996، "جاءت معلومة عن مكان وجود الضيف،
مع مسؤولين آخرين من غزة، وطلبنا الإذن لتصفيته من الجو، ولكن بيرس لم يأذن لنا، فلقد
خشي من تصفيتين كهاتين في ذات اليوم".
وأضاف: "في حينه دخل آفي ديختر (رئيس الشاباك السابق)
لرئيس الأركان الأسبق أمنون ليبكين شاحك الذي أحبه بيرس كثيرا، وقال له اذهب إليه وقل
له إننا ملزمون باغتياله، وعندها ترك ليبكين، الذي فهم الأمر، كل شيء وذهب لبيرس، وتلقى
منه الإذن بتصفية الضيف، ولكن إلى أن حصل هذا كان الهدف قد غير مكانه وضاعت الفرصة".
وأكد إيلان، ولقبه "الجورجي"، أنه "كانت هناك
محاولات لا تحصى لاغتيال الضيف"، لافتا إلى أنه "في ذات مرة، كانت كل قيادة حماس
في نفس البيت في غزة، وقنبلة واحدة كانت ستنظف لنا كل قيادة حماس لأجيال، وفي النهاية
أقرت قنبلة صغيرة وليست كبيرة، فخرجوا بسلام".
وفي التفاصيل، قال: "كنا في حينه تحت تأثير تصفية صلاح
شحادة (قائد كتائب القسام) الذي قتل فيها 15 مدنيا بينهم 8 أطفال، بعد أن ألقى سلاح
الجو الإسرائيلي قنبلة بوزن طن، وبعد ذلك استخلصنا الدروس، فعلينا الحذر دوما، ولكن
من الحكمة ألا تنزل من قنبلة طن إلى قنبلة ربع طن، بذلك يتقلص الاحتمال بأن تنفذ المهمة".
ونبه المسؤول الإسرائيلي الذي يتقن 5 لغات هي: الإنجليزية،
الروسية، العربية، العبرية، الجورجية، أن "استخلاص الدروس الحقيقي والصحيح، هو
الوصول إلى معلومات جيدة وأكثر دقة"، مضيفا: "كان هناك الجميع؛ أحمد ياسين،
محمد ضيف، إسماعيل هنية، عدنان الغول، وغيرهم من قادة حماس".
وأشار إلى أن "القيادة عندنا تجادلوا طوال الليل، أي
قنبلة ننزلها على هذه العصبة، وفي النهاية ملّ أرئيل شارون وقال: ما يقرره رئيس الأركان
موشيه يعلون (بوغي)، ينفذ، وقرر يعلون القنبلة الصغيرة".
ونوه إلى أنه "كان هناك جدال على المكان، ديختر، أوضح
أن الاجتماع سيكون في الطابق الأول، لأن أحمد ياسين يتحرك على كرسي، والجيش أصر على
أن الاجتماع سيكون في الطابق الثاني، حيث وُجدَ نور فيه".
وتابع: "اعتقدوا أن قيادة حماس تجلس في الطابق الثاني
والعائلة التي تسكن هناك توجد في الطابق الأول، وعندها تفجرت القنبلة الصغيرة في الطابق
الثاني، ياسين وكل الباقين الذين كانوا في الطابق الأول نفضوا الغبار عن ملابسهم وخرجوا
دون خدش، هذا ما يحصل عندما لا تكون معلومات دقيقة".
اقرأ أيضا: مسؤول الشاباك يتحدث عن عياش والسيد وأبو هنود والكرمي