هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة يوشك أن يرتكب خطأه التاريخي، ويدمر ما حققه خلال عقد من الزمن، لأنه يستعد لتنفيذ خطة ضم الضفة الغربية، وبسبب أزمة كورونا، والأزمة الاقتصادية التي جلبها، فلا يوجد أحد يوقفه، وكلما اقترب التاريخ من الأول من تموز/ يوليو، ستتفاقم تهديدات وتصرفات الفلسطينيين والعرب، وسيلحق بإسرائيل المزيد من الخسائر، فهل يستحق مشروع الضم كل هذه الأضرار".
وأضاف
إيهود يعاري، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، في مقاله على"القناة 12"،
ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو يستعد
لضم أكثر من 30٪ من مساحة الضفة الغربية، دون أن يوجد حاليًا أحد يوقف تداعيات هذه
المغامرة غير الضرورية، لأنها ستفتح أمامنا مواجهة صعبة، دون حاجة حقيقية، في كل
مكان حولنا نشعر بالتثاؤب والملل والعصبية، مع مزيج من الوباء والكوارث الاقتصادية".
وأكد
أن "بيني غانتس رئيس الوزراء البديل ووزير الحرب، والشريك الأساسي في
الحكومة، لا يجرؤ على إصدار صوت واضح، وكذلك غابي أشكنازي وزير الخارجية، الذي
يحلم بتخطي حزب الليكود، حيث لا يستجيبان للتحذيرات، ولا يعارضان خطوة رئيسهم
نتنياهو بشكل صحيح، في حين انصهر حزب العمل في شجار صغير بين الوزيرين عمير بيرتس
ويسرائيل كاتس".
وأوضح
يعاري، الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أنه "لا يتوقع أحد من
أفيغدور ليبرمان زعيم حزب يسرائيل بيتنا أن يقدم عرضاً عقلانيا، ولم يتبق سوى
المستوطنين الذين يحتقرون أي ذكر لدولة فلسطينية، حتى لو كانت عبارة عن جيوب مليئة
بالثقوب، بل يقفون ضد ترجمة "رؤية" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى
حقيقة واقعة".
وأشار إلى أن "المرشح الرئاسي الأمريكي الديمقراطي جو بايدن يعلن أنه لن يعترف بأي
عملية ضم، وكذلك الأوروبيين، لكن العرب بدأوا بإرسال رسائل هذا الأسبوع، علانية
وسرية، قد تجبرهم على الرد بقسوة على خطوة الضم الإسرائيلية، وهذه الرسائل الموجهة
لساكن البيت الأبيض أكثر من نتنياهو، لأنهم يفهمون أن الكرة قد تتدحرج، ولا يمكن
سوى لترامب أن يركلها إلى "فترة الاستراحة"، ولفترة غير محدودة".
وأضاف
أننا "سمعنا ملك الأردن يحذر من "مواجهة ضخمة"، وطلب وزير
الخارجية الإماراتي أنور قرقاش عدم ذكر الضم على الإطلاق، وأصدرت مصر رسالتين
أنيقتين، وستُسمع قريباً من المملكة العربية السعودية، وكلما اقتربنا من الأول من تموز/ يوليو، الموعد النهائي المحدد في اتفاقية التحالف الحكومي الإسرائيلي، زادت
التهديدات العربية، الأمر الذي قد لا يسمح لهم بالمضي قدما في علاقاتهم
معنا".
وتساءل
الكاتب عن "موقف ترامب، ظهر نتنياهو الوحيد، أمام هذه التطورات المتلاحقة، مع
أنه لا يوجد عليه ضغط حقيقي من قاعدته الانتخابية الإنجيلية لرفع علم إسرائيلي في غور
الأردن، ولن يفيده في الانتخابات إن أشاد بضمه، فيما صورة العزلة الدولية حول
إسرائيل تزداد قتامة، مع مسارعة خصومه الصينيين لإدانة نية الضم بشكل كامل، لأنهم يعتقدون
أن هذه بطاقة دخول رائعة لتوسيع مواقعهم في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "نتنياهو سيقدم على خطوة الضم التي لن تغير من حقيقة الواقع، فهو يدرك أنه
يقف على أرضية قوية، وهو يدرك أنه هو نفسه، وبكلتا يديه، قد يضحي بكل ما حققه في
العقد الماضي من إنجازات مهمة في بناء الجسور مع الدول العربية والإسلامية، أما
على صعيد القانون الدولي، فسوف يصبح الإسرائيليون مصابين بالجذام، وأمام العديد من
أصدقائنا في العالم سنكون كذابين مخادعين، وتبدو إسرائيل كدولة ضعيفة، مما سيؤكد لرئيس
الوزراء في النهاية أن الضم ليس هدفاً جيداً للغاية".