هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي، إن "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أصدر أوامره بقطع الاتصالات مع إسرائيل، لكنه سيبحث عن طريقة للنزول من هذه الشجرة، ورغم أنه أعطى تعليمات شاملة لجميع الجهات الفلسطينية على الأرض لقطع الاتصال مع نظرائهم في إسرائيل، لكن تقديري الشخصي أن هذا الوضع سيتغير".
وأضاف
رائيم فاليح مسؤول التنسيق الأمني السابق مع السلطة الفلسطينية، في حوار مع موقع "ويللا"، ترجمته "عربي21" أنه "على
مدى السنوات القليلة الماضية، كانت هناك تهديدات وتحذيرات من كبار المسؤولين
الفلسطينيين بأنهم على وشك قطع التنسيق الأمني والمدني
مع إسرائيل، لكنهم عادوا بسرعة كبيرة، وتصرفوا بشكل مختلف على الأرض".
واستدرك
بالقول بأن "هذه المرة يبدو الوضع مختلفا، هناك توجيه شامل من أبو مازن، وهو
أكثر أهمية، بعدم الرد على الضباط الإسرائيليين على الهاتف، والتعليمات "افصل
على الفور"، بما في ذلك التنسيق لملاحقة الجريمة في الضفة الغربية بين
الشرطتين الفلسطينية والإسرائيلية".
وأوضح
أن "هذا يعني أن إسرائيل تمر اليوم بأهم الاختبارات الميدانية مع الفلسطينيين،
فهناك انقطاع على جميع المستويات، بما فيها الأمن والمسائل المدنية مثل الصحة
والاقتصاد والتوظيف والمشاريع الهندسية والبيئة والبنية التحتية والمزيد، وأعلن
كبار المسؤولين الفلسطينيين أنهم لا ينوون الاستمرار بتنسيق الأحداث المختلفة
مباشرة مع نظرائهم في الجيش الإسرائيلي، بل مع الصليب الأحمر، والمنظمات الإنسانية
المحلية".
وأكد
أن "الجيش يتوقع منع العمليات المعادية، أما بالنسبة للمستوطنين الذين يدخلون
عن طريق الخطأ إلى مناطق "أ" في الضفة الغربية، فالسؤال الكبير ما إذا
كانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية ستحمي المستوطنين، وتعمل على تأمينهم أم لا، وكيف
سيتم تسليمهم للجيش الإسرائيلي".
الجنرال
الإسرائيلي يعود به الحديث إلى عام 2017، "حيث دخل جنديان من كتيبة المظليين
بطريق الخطأ في مركبة عسكرية إلى مخيم نور الشمس في طولكرم، وتم رجمهما بالحجارة،
ولكن تم إنقاذهما من قبل الشرطة الفلسطينية، وبدون تدخلها، وقد قامت بحمايتهما
فعليا بأجساد عناصرها، وأخذتهم إلى أقرب مركز شرطة فلسطيني، وإلا لكانت الحادثة ستنتهي
بالإعدام الحتمي".
وأضاف
أنه "في الأيام الأخيرة، قلص الجيش بشكل كبير من الاعتقالات في الضفة الغربية
استعدادا لعيد الفطر، وبسبب مشاكل التنسيق مع الفلسطينيين، وعندما كان يدخل بنشاط
تشغيلي بمخيم جنين وأي مكان آخر ضد البنية التحتية لحماس والجهاد، فأنت تقوم في الدقيقة التسعين بإبلاغ الأجهزة الأمنية
الفلسطينية في المنطقة لتفادي الاحتكاك وسوء الفهم، اليوم هذا لا يحدث".
وأوضح
أن "ذلك يتطلب من الجيش التصرف بذكاء شديد، فإذا اتصل اليوم بالضباط
الفلسطينيين لإبلاغهم بتحركاته، فلا يجيبون على الهاتف، في الوقت ذاته فإن وقف
التنسيق الأمني يقيد السلطة، ففي هذه الحالة لا يقومون بجولات إلا في المنطقة "أ"، وأي
شيء من هذا القبيل يجب أن يتم بالتنسيق مع الجيش، من أجل تنسيق التحركات وتخريج
الدورات والتدريبات والمزيد، ولذلك فإن الفلسطينيين يدفعون بالفعل مقابل قرارهم".
وختم
بالقول بأنه "رغم أننا أمام عملية خطيرة، وما تحمله من تدهور، فإن أبو مازن
تسلق شجرة مرتفعة للغاية، ويتطلع للنزول عنها، قد يستغرق الأمر أسابيع، وحتى أشهرا،
ثم سيتعين علينا إعادة بناء العلاقة، يجب أن نكون أذكياء، ونفعل ذلك ببطء، وأن يعدّ الجيش نفسه وقواته لهذا السيناريو، ولسيناريوهات أكثر تطرفا، أن يتابع، ويرى،
ويتعرف على الأماكن الحساسة طوال الوقت، لمنع الأحداث التي سيندم عليها الجميع".