حول العالم

البرازيل.. البؤرة الجديدة التي تنذر بأكبر كارثة لكورونا

دفنت آلاف الجثث في مقابر جماعية جديدة جلها بساوباولو- جيتي
دفنت آلاف الجثث في مقابر جماعية جديدة جلها بساوباولو- جيتي

تعيش البرازيل أكثر أيامها رعبا منذ سنوات، بتسجيل أرقام يومية كبيرة لعدد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد.

وحتى صباح الإثنين، سجلت وزارة الصحة البرازيلية أكثر من 363 ألف إصابة بكورونا، نتج عنها نحو 23 ألف حالة وفاة، فيما تماثل قرابة الـ150 ألفا للشفاء.

وصُدم الشارع البرازيلي بالتسارع الكبير لأعداد المصابين، ففي الخامس والعشرين من نيسان/ أبريل كان العدد الإجمالي للحالات المسجلة قرابة الـ60 ألفا، ما يعني تسجيل نحو 300 ألف في شهر واحد، بمعدل يصل إلى نحو 10 آلاف إصابة يوميا.

 

ومنذ تفشي الفيروس، قدم وزيران للصحة استقالتهما بضغط من الرئيس اليميني المثير للجدل، الذي يشابه نظيره الأمريكي دونالد ترامب في آراء مثل الترويج لعقارات يحذّر منها الأطباء.


البؤرة الجديدة
أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة الماضية، أن قارة أمريكا الجنوبية أصبحت بالفعل البؤرة الجديدة لتفشي فيروس كورونا.

وبالإضافة إلى البرازيل، سجلت بيرو نحو 120 ألف إصابة، تلتها تشيلي بنحو 70 ألفا، والإكوادور بـ36 ألفا، وكولومبيا بـ21 ألفا، ثم الأرجنتين بـ12 ألفا، فيما جاءت بقية الأرقام لدى الدول الصغيرة بأقل من ذلك.

وقال مسؤول الحالات الطارئة في المنظمة مايكل راين: "نرى عدد الإصابات يزداد في العديد من دول أمريكا الجنوبية. القلق يشمل العديد من هذه الدول، ولكن من الواضح أن البرازيل هي الأكثر تضررا حتى الآن".


تخوف كبير
نقلت وسائل إعلام برازيلية، عن علماء مختصين قولهم، إنهم يتخوفون من أن تكون الأرقام المعلنة، أقل بنحو 15 مرة من الحقيقية.

وبحسب موقع "worldometers" المختص بتتبع أخبار "كورونا"، فإن البرازيل لم تجر سوى 735 ألف فحص، علما أن عدد السكان يتجاوز 212 مليون نسمة.

ويتخوف الشارع البرازيلي من هذه الأرقام، لا سيما أن المعلنة منها تخطت روسيا بنحو 20 ألف حالة، رغم أن الأخيرة أجرت أكثر من 8.6 مليون فحص كورونا في البلاد.

 

وأظهرت مشاهد المقابر الجماعية في عدة مناطق في البرازيل، أبرزها ساوباولو أكثر المدن المتضررة من الفيروس.

 

 

 

 


"رئيس مستهتر"
منذ اليوم الأول الذي سجلت فيه البرازيل إصابات بفيروس كورونا، بدت ردة فعل الرئيس جايير بولسونارو مثيرة للجدل، إذ وصف الفيروس ابتداء بأنه "خدعة"، ثم هاجم حكام الولايات الذين أعلنوا تدابير احترازية لمواجهته.

وقال في تصريحات أخرى، إن "كورونا" عبارة عن انفلونزا صغيرة، ولا ضرر في حال أصابت 70 بالمئة من المواطنين، مشبها إياها بالمطر الذي يبلل الناس قبل أن يتلاشى سريعا.

وبعد اعترافه بالعجز أمام مواجهة كورونا في وقت لاحق، شن بولسونارو هجوما على منظمة الصحة العالمية التي حذّرت من الوضع في البرازيل، قائلا إنها تروّج للشذوذ بين الأطفال، وأنه غير معني بتطبيق تعليماتها.

ودفعت لامبالاة الرئيس البرازيلي، عصابات في أحياء ريو دي جانيرو إلى فرض حظر للتجوال، باعثين برسالة بأنهم يحرصون على صحة المواطنين أكثر من الرئيس نفسه.

 

موقع "ABC" الأسترالي، قال إن كبير مستشاري الأمراض المعدية في وزارة الصحة البرازيلية، خوليو كرودا، حذّر من سيناريو كارثي منذ شباط/ فبراير الماضي، قبل تسجيل أي حالة في البلاد.

 

وأوضح أن هذا التحذير قوبل باستهتار من الرئيس بولسونارو، أدى بكرودا إلى تقديم استقالته، قبل وصول المرض وتفشيه، وتفجر فضيحة كبيرة في الإدارة الصحية بالبرازيل.

 

وقال كرودا بحسب ما ترجمت "عربي21": "فضلت الاستقالة على مشاهدة الصراع بين الرئيس ووزير الصحة لويس هنريكي مينديتا"، علما أن مينديتنا أقيل لاحقا.

اضافة اعلان كورونا

 

بداية الانهيار

مجلة "التايم" الأمريكية، قالت إن تحدي بولسونارو للفيروس، من خلال مشاركته في تجمعات، ومصافحته أنصاره، كان صادما ليس لخصومه فقط، بل لليمنيين المؤيدين له.

 

وأوضحت التايم بحسب ما ترجمت "عربي21"، أن ما يفرق البرازيل عن إسبانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، هو ضعف نظام الرعاية الصحية، والفقر، والاكتظاظ في الأحياء الفقيرة، وهذه النقاط منتشرة في مناطق واسعة في البرازيل بعكس الدول المذكورة.

 

ولفتت "التايم" إلى أن مدينة ماناوس في الأمازون أعلنت منذ نهاية نيسان/ أبريل الماضي، وجود نقص حاد لديها في التوابيت، فيما حذّر عمدة ساوباولو من انهيار خدمات المستشفيات في غضون أسبوعين في حال واصلت الأرقام بالارتفاع.

 

وقالت"التايم"؛ إن التحدي الأكبر الذي يواجه رئيس البرازيل الآن، هو قدرته على تجاوز أزمة اتهام وزير العدل السابق له سيرجيو مورو بالتدخل في عمل الشرطة، وهو ما أثار احتجاجات ضده.

 

رحلات أمريكا

قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الإثنين، وقف جميع الرحلات القادمة من البرازيل.

 

وفي وقت بدأت فيه الولايات المتحدة بالتحضير لفتح مطاراتها مع العالم، يأتي قرار ترامب كضربة قاصمة للاقتصاد والسياحة في البرازيل.

 

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الرحلات بين البلدين قبل الجائحة، كانت تصل إلى 30 رحلة يومية.

 

وأضافت الصحيفة وفقا لما ترجمت "عربي21"، أنه بعد تفشي كورونا، انخفضت هذه الرحلات إلى 13 رحلة أسبوعيا.

 

ويعمل في الولايات المتحدة، بحسب تقديرات أمريكية رسمية نحو 450 ألفا، باتوا محرومين من العودة لبلدهم إلى أجل غير مسمى. 


توزيع الحالات
البرازيل هي خامس أكبر دولة في العالم بمساحة تقدر بـ8.5 مليون كم مربع، وتتكون من ثلاثة أقاليم (الأمازون، الإقليم الشمالي، الهضاب الوسطى والشمالية).

وبالرغم من أن الأمازون تحتل نحو نصف مساحة البلاد، إلا أن إجمالي الحالات المسجلة فيها لم تزيد عن الـ30 ألفا، بينما وصل عدد حالات مدينة ساوباولو إلى نحو 83 ألفا.


وبحسب وسائل إعلام برازيلية، فإن الكثافة السكانية في ساوباولو (12 مليون نسمة)، ساهمت في تفشي الفيروس بشكل كبير.

ريو دي جانيرو ثاني أكثر مدينة بعدد السكان جاءت في المرتبة الثانية بواقع 38 ألف حالة، تبعتها سيارا بـ36 ألف حالة، ورابعا الأمازون بـ30 ألفا، تلتها بيرنامبوكو بنحو 28 ألفا، ثم بارا 24.5 ألفا.

 

 

 

 
المدينة الحالات   وفيات  
ساو باولو 82,161 6,163
ريو دي جانيرو 37,912 3,993
سيارا 35,595 2,324
الأمازون 29,867 1,758
بيرنامبوكو 27,759 2,200
بارا 24,125 2,148
ماراناهو 21,191 754
باهيا 13,899 460
سبريتو سانتو 10,007 446
باربيبا 7,823 272

 


معدل الوفيات

0
التعليقات (0)

خبر عاجل