هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة الكونفيدنسيال الإسبانية تقريرا، سلطت فيه الضوء على موقف حزب المحافظين في المملكة المتحدة بشأن العلاقة مع الصين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن رئاسة الحكومة البريطانية، أيدت هذا الأسبوع قرار منظمة الصحة العالمية القاضي بإجراء تحقيق مستقل للاستجابة الدولية لوباء فيروس كورونا.
وبشكل عام، يريد "المحافظون" من بوريس جونسون أن يمضي قدمًا ويعزز صلابة موقفه تجاه بكين، بسبب القلق الشديد من هذه القوة العالمية وتأثير النظام الشيوعي.
لوبي قوي بين المحافظين
وخلال مفاوضات انسحاب المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي، أصبحت ما يسمى بمجموعة الأبحاث الأوروبية كابوسًا مخيفا بالنسبة لتيريزا ماي، مما اضطرها في النهاية إلى الاستقالة.
والآن أنشأ النواب مجموعة أبحاث حول الصين. وفي غضون أسابيع قليلة، تمكن عمل "اللوبي" من جمع أكثر من 50 عضوًا.
المحافظون ضد القوات الصينية
وأفادت الصحيفة بأن الإستراتيجية الجديدة والعدوانية المتزايدة من جانب إدارة جين بينغ، قد غيّرت في الأسابيع الأخيرة التوازن الموجود في دير وستمنستر.
وتجدر الإشارة إلى أن أستراليا طالبت بإجراء تحقيق مستقل في أصل الوباء في مقاطعة ووهان، في حين اتخذت الصين قرارا معاكسا بفرض تعريفات على منتجاتها.
وأضافت الصحيفة أن حزب العمل يستعد أيضا لاتخاذ نهج أكثر عدائية، حيث قاد موقف جيريمي كوربين المناهض للولايات المتحدة، حزب المعارضة الرئيسي إلى التعاطف مع بكين، بحجة أن "عدو عدوي هو صديقي". لكن مع المعتدل كير ستارمر، فإن الوضع مختلف تماما.
أشارت الصحيفة إلى أن اللورد باتن دي بارنز، رئيس حزب المحافظين السابق قد صرّح كالآتي، "لقد سئم كل من اليسار واليمين من استفادة الصين من الوباء لممارسة الترهيب في كل مكان، لقد سلكت الصين طريقها لسنوات. هناك دائما وهم بأننا في النهاية سوف نستفيد بشكل كبير من التجارة. لكن المزيد من الناس يعتقدون أن الوقت قد حان لوضع حد لها".
وحينها، أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى ظهور انقسام في حزب المحافظين. على الرغم من كونهم أقلية، حاول عدد من "المحافظين" الموالين للاتحاد الأوروبي دون جدوى الدعوة إلى استفتاء ثان حول البقاء في الكتلة.
"الجدار الأحمر" العمالي
ذكرت الصحيفة أن "المحافظين" الذين فازوا في انتخابات كانون الأول/ ديسمبر الماضي في ما يسمى بمناطق "الجدار الأحمر" أكدوا بأن استراتيجية صناعية بريطانية ناجحة يجب أن تعتمد على تجنب السيطرة الصينية على قطاعات المستقبل، على غرار قطاع الاتصالات والذكاء الاصطناعي.
كما انتقد دعاة حماية البيئة المحافظون تاريخ بكين في ما يخص الأعمال البيئية والثروة الحيوانية.
وقد كانت كاري سيموندز نفسها، صديقة رئيس الوزراء البريطاني، من بين الموقعين على عريضة لحظر "الأسواق الرطبة" وأسواق المنتجات الطازجة، التي تعرضت لانتقادات شديدة منذ بداية تفشي المرض.
اقرأ أيضا : تقدير يرصد سياسة قيادة "العمال البريطاني" تجاه قضية فلسطين
وأوضحت الصحيفة أن محافظين ليبراليين، كانوا في السابق موالين للاتحاد الأوروبي، أعربوا عن قلقهم بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.
في الوقت ذاته، لا يريد آخرون أن تقوض العلاقات مع الصين فرص صفقة تجارية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
قضية هواوي
أوردت الصحيفة أن الحلم العظيم للسياسيين في الفترة التي تلي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو بناء مفهوم "المملكة المتحدة العالمية" مع حلفاء جدد.
وهكذا، في وقت سابق من هذا العام، فتحت الأبواب أمام العملاق الصيني هواوي للمشاركة في تطوير الجيل الخامس لشبكات الخليوي.
لكن عند وصفها "بعالية المخاطر"، استُبعدت الشركة واقتصر وجودها على بقية وظائف البنية التحتية بحد أقصى يصل إلى 35 بالمئة.
لكن، أثار هذا الإجراء جدلا واسعا على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، حيث دعا البيت الأبيض، وكذلك بعض المحافظين، إلى فرض حصار تام على منتجات الشركة.
في أوائل شهر آذار/ مارس، أقرت مجموعة مؤلفة من 30 عضوا من حزب المحافظين، تعديل مشروع قانون الاتصالات بحيث يتم طرد شركة هواوي تمامًا من البنية التحتية لاتصالات الهاتف المحمول في المملكة المتحدة بحلول عام 2023.
في الوقت الحالي، لا وجود لأي نقاش رسمي داخل مجلس الوزراء حول السياسة تجاه الصين، على الرغم من أنه منذ بداية تفشي فيروس كورونا، اقترحت رئاسة الحكومة البريطانية على بكين أن توضح موقفها من الوباء.
وقال وزير الخارجية دومينيك راب الشهر الماضي إن العلاقات مع النظام الشيوعي "لا يمكن أن تستمر كأن شيئا لم يحدث".
من جانبها، منعت وزيرة الداخلية بريتي باتل مؤخرًا شركة هيكفيسيون الصينية من المشاركة في مؤتمر أمني بسبب ممارساتها العنيفة على أقليات الأويغور، المجموعة العرقية الصينية التي تم إرسالها إلى "معسكرات إعادة التأهيل".
ختاما، ذكرت الصحيفة أن عضو مجلس الوزراء، أكد لصحيفة "التايمز" أن "الوضع الاقتصادي لهذا البلد يفرض علينا التواصل معه، إذ نحتاج إلى تقليل التبعية كما أن الوقت قد حان للنظر في هذه المسألة، لأنه يجب أن نركز على إدارة الوباء ولكن على المدى الطويل، يجب أن يتم البحث في هذه العلاقة."