نشرت مجلة "
إنك" الأميركية مقال رأي للكاتبة إيما
برودنر تحدثت فيه عن الطرق التي تخول لك معرفة الفرق بين الصراحة واللؤم.
وقالت الكاتبة في تقريرها الذي ترجمته "عربي
21"، إنها من أشد المعجبين بكتاب "الصراحة الجذرية" لكيم سكوت،
والذي يدور حول تقديم آراء مباشرة. في الواقع، تعد الآراء الواضحة والمباشرة
والقابلة للتطبيق أمرا في غاية الاهمية لمساعدة الأشخاص على النمو والتطور، ولكي يصبحوا
موظفين وزملاء أفضل، مما سينعكس إيجابا على عملهم في المدى البعيد.
ولاحظت الكاتبة أنه في السنوات التي أعقبت صدور
الكتاب، ارتفع عدد الأشخاص الذين يستخدمون "الصراحة الجذرية" ليقولوا
ما يراود خواطرهم، بغض النظر عن فحوى رأيهم. رغم أنه لا تمانع في أن تكون مباشرا
مع زملائك، إلا أنه لا ينبغي استخدام "الصراحة" كذريعة للتصرف بطريقة
غير لائقة.
تقدم الكاتبة أربع طرق لممارسة الصراحة الجذرية
الحقيقية دون تجاوز الحدود:
1- خذ وقتك لإجراء محادثة
أفادت الكاتبة بأن المحادثة هي بمثابة أخذ ورد،
مما يعني أن كلا الطرفين مخولان للحديث والاستماع. إذا كان لديك ملاحظات قوية يجب
تقديمها، فأنت مدين للشخص الآخر بالإجابة عن أي أسئلة لديه، ومساعدته على
معالجتها، أو دعوته على الأقل للرد والاستماع. إن مغادرتك لطاولة الحوار بمجرد لفظ
كلامك، يظهر في الحقيقة، أنك تهتم فقط بتوضيح وجهة نظرك.
2- الأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر الطرف المقابل
أوردت الكاتبة أن مراعاة وجهة نظر الشخص الآخر متى
قدمت أو تلقيت رأيا هو أمر في غاية الأهمية. من المرجح أن تكون الملاحظات التي لا
تأخذ بعين الاعتبار كلا الطرفين غير فعالة. لذلك، فإن تخصيص بعض الوقت للتفكير
والتساؤل حول سبب تصرف شخص ما بطريقة معينة قد لا يغير من الرأي نفسه، ولكنه سيحسن
من نبرة المحادثة.
3- ملاحظاتك تساهم في نمو الشخص الآخر
أشارت الكاتبة إلى أن التعاون مع الآخرين، وخاصة
مع أولئك الذين لديهم أنماط عمل مختلفة، قد يكون أمرا محبطا. لكن لا تلق بإحباطك
أبدا على الزملاء. إن إساءة استخدام الصراحة الجذرية تتجلى خاصة عند اعتماد الوضوح
المفرط لإيذاء شخص بوعي أو بغير وعي حتى تجعل نفسك تبدو أفضل. قد يكون إعطاء
ملاحظة سيئة مرضيا في لحظة ما، لكنها ستضر بلا شك بعلاقتك مع الشخص المقابل. فقبل
تقديم أي رأي، اسأل نفسك عما إذا كان الغرض من ذلك الرأي هو مساعدة الشخص الآخر
على النمو أم أنه مجرد إرضاء لنفسك.
4- لقد أظهرت أنك تهتم
ذكرت الكاتبة أن التعليقات تصبح أكثر فعالية بشكل
لا محدود عندما تأخذ الوقت الكافي للتعرف على أحلام الشخص الآخر ودوافعه ومخاوفه.
وبهذه الطريقة، يمكنك تأطير ملاحظاتك من حيث الأشياء التي يهتمون بها وكيفية جعلهم
أقرب إلى أهدافهم أو أبعد منها. وبطبيعة الحال، من المرجح أن يكون الناس أكثر
تقبلا لنقدك إذا كانوا يعرفون أنها متأتية من اهتمامك بهم بالأساس.
في الختام، قالت الكاتبة إن كيم سكوت ذكرت في
كتابها أنه إذا لم تكن تهتم بذلك الشخص، فلا يحق لك أن توجه له تعليقات صارمة.
كذلك، فإن تقديم ردود أفعال فعالة ومباشرة يتطلب ذكاء عاطفيا قويا.