هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استنكر عدد من الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين بشدة، "الحرب" التي تخوضها إدارة موقع "فيسبوك"، بحق المحتوى الفلسطيني، عبر إغلاقها العديد من الصفحات الفلسطينية، التي تنشط في فضح جرائم الاحتلال ومقاومة التطبيع معه.
وسادت حالة من الغضب الشديد،
بعد شن "فيسبوك" حملة إغلاقات جديدة على صفحات نشطاء وصحفيين فلسطينيين،
دون إبداء أسباب مقنعة لهذه الحملة، التي سبقتها العديد من الحملات المماثلة، حيث اتهم
نشطاء إدارة الموقع بـ"التواطؤ" مع الاحتلال في محاولة لإسكات صوت الشعب
الفلسطيني، الذي يعاني جراء الحصار والعدوان المستمر بسبب الاحتلال.
وحول رؤيته لحملة الإغلاقات
الجديدة، أكد الناشط الفلسطيني المهندس محمد رفيق السنوار المعروف على "فيسبوك"
بـ"أبي يحيى السنوار"، أن ما تقوم به إدارة الموقع، هي "حملة قديمة جديدة،
وحرب على كلمة المقاومة"، معتبرا أن "معركة الكلمة لا تقل مكانة عن معركة
السلاح، والفلسطيني على مواقع التواصل على ثغر مهم، وإلا لما حوربت صفحاتنا".
ضريبة الكلمة
وتابع في حديثه لـ"عربي21":
"نحن ندفع اليوم ضريبة الكلمة، فنحن في ساحتهم، ولا بأس ولا يضيرنا إغلاق الصفحات،
فكلما أغلقت صفحة أنشأنا أخرى، لتبقى لفلسطين ومقاومتها الكلمة العليا دوما".
وحول عدد الصفحات الخاصة بالسنوار
التي تم إغلاقها من قبل "فيسبوك"، أكد أنه "تم إغلاق ما لا يقل عن
20 حسابا؛ منها 10 دفعة واحدة؛ تعطيل تام في آن واحد".
اقرأ أيضا: ما الخيارات الفلسطينية لمواجهة إغلاق "فيسبوك" لصفحاتهم؟
أما الصحفي علاء عبد الفتاح
النملة، من سكان مدينة رفح جنوب القطاع، فأوضح أن "ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين
على وجه التحديد من قبل إدارة "فيسبوك"، يندرج تحت المؤامرة التي يمارسها
الاحتلال لإسكات صوت الحق الفلسطيني، ومنع الرسالة الإعلامية التي فضحت جرائمه وكشفت
زيفه أمام العالم؛ من أجل ثنيهم عن إيصال رسالة شعبهم".
واتهم في حديثه لـ"عربي21"،
"إدارة "فيسبوك" بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي؛ الذي يمارس أبشع
صور الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، حيث التضييق، واستهداف الصحفيين بالاعتقال والاستدعاء،
وإغلاق المؤسسات الصحفية، إضافة لقتلهم كما حدث مع الصحفيين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين
خلال تغطيتهما لمسيرات العودة، وإصابة العشرات".
وأشار النملة، إلى أن
"مذبحة الإغلاقات الجديدة لعشرات الحسابات للإعلاميين والصحفيين، تأتي بعد التصدي
الأخير لحملة التطبيع التي تمارسها بعض القنوات العربية، وبثها لمسلسلات رمضانية تساوي
بين الفلسطيني الضحية، والجلاد الاحتلال".
وذكر أنه " خلال 2019 تم
إغلاق 9 حسابات شخصية، وفي 2020 تم إغلاق 5 حسابات حتى الآن"، داعيا "كافة
المؤسسات الدولية التي تعنى بالعمل الصحفي، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين إلى
وقف تلك السياسية التي تندرج في سياق الجرائم الاسرائيلية بحق حرية الإعلام".
انتهاك لحرية الرأي
من جانبه، أكد الصحفي محمد ماجد
أبو دقة، أن ما قامت وتقوم به إدارة "فيسبوك"، "من حملة شرسة جدا، يؤكد
أنها لا تحترم حرية الرأي والتعبير"، مضيفا في حديثه لـ"عربي21" أنه "تم تعطيل حسابي بشكل نهائي دون أي سبب، وبعد ذلك قمت بعمل أكثر من 3 حسابات وتم
تعطيلها في نفس الوقت".
وطالب أبو دقة، كافة المؤسسات
المعنية بالأمر بالضغط على "فيسبوك"، من أجل "احترام حقوق الصحفيين
والنشطاء الفلسطينيين"، مؤكدا أن "الحذف المتعمد لحسابتهم دون إبداء أسباب
مقنعة، هو انتهاك واضح ومباشر لحرية الرأي والتعبير".
بدورها، دعت "لجنة دعم
الصحفيين"، إدارة "فيسبوك" إلى "وقف ملاحقة المحتوى الفلسطيني"،
مؤكدة أن "فيسبوك قام بتعطيل عشرات الحسابات لنشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية
وغزة".
وأوضحت في بيان لها وصل
"عربي21" نسخة عنه، أنها "رصدت خلال شهر نيسان/أبريل الماضي، عشرات
الانتهاكات على مواقع التواصل بحق الحسابات الشخصية لنشطاء فلسطينيين، إضافة لوضع القيود
على الكثير من هذه الحسابات مثل تعطيل البث المباشر".
اقرأ أيضا: "فيسبوك" يستجيب للاحتلال ويحذف صفحة "فلسطين27"
وشددت اللجنة، على ضرورة
"وقف ملاحقة المحتوى الفلسطيني، وإعادة تفعيل الحسابات التي تم تعطيلها"،
مناشدة "كل المؤسسات الدولية وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين، ومنظمة اليونسكو
ومؤسسة مراسلون بلا حدود، بالضغط على إدارة فيسبوك التي تمارس ازدواجية في التعامل
والمعايير، حيث تطلق العنان للصفحات الإسرائيلية التي تدعو للعنصرية والكراهية، وتقوم
في ذات الوقت بالتضييق على الصفحات الفلسطينية".
وأكدت أن "هذا التضييق،
يفاقم معاناة الفلسطينيين في ظل تفشي وباء كورونا، باعتبار أن هذه الصفحات التي تم
تعطيلها تساهم بتوعية المواطنين من مخاطر الفيروس، ويستخدمها الفلسطينيون للتواصل الإلكتروني
والتعليم عن بعد في ظل الحجر المنزلي".
وذكرت اللجنة، أن ما قامت به
إدارة "فيسبوك"، "مناف لكل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على
احترام حرية الرأي والتعبير"، مؤكدة أن "هدف هذا التضييق؛ تغييب الصوت الفلسطيني
في ظل المخططات الإسرائيلية المستمرة، التي تستهدف الوجود الفلسطيني واقتلاعه من أرضه".