هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، الاثنين، الضوء على سماح تركيا لـ"عبد الله أوجلان"، زعيم "حزب العمال الكردستاني"، بالحديث هاتفيا مع محاميه وأخيه الأكبر "محمد".
وتشير الصحيفة إلى كشف "محمد" عن تفاصيل المكالمة، التي جرت الأربعاء، واستمرت 25 دقيقة، حيث تطرق "أوجلان"، الذي تتهمه أنقرة بالإرهاب، إلى قضية تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقال محمد إن شقيقه سأله عن بعض القضايا ومن ثم تناول التوتر الذي حصل في منطقة "زينه ورتيه" في سفوح جبال قنديل شمالي العراق بين قوات "العمال الكردستاني" و"البيشمركة".
ووصف ما جرى بأنه "جزء من سياسة ضرب الكردي بالكردي. ولن يربح الأكراد من مثل هذه الأفعال. ومثل هذه السياسة ليست أيضا في صالح الشعب التركي".
وأضاف: "يجب ألا يدخل الحزب الديمقراطي الكردستاني (مسعود البرزاني) والاتحاد الوطني الكردستاني (جلال الطالباني) في أية حسابات على قاعدة +ها نحن نتقاتل فلتعطونا دولة+ وهذا غير مقبول ولن يحصل. يجب أن تؤخذ الوحدة الوطنية أساسا".
وتابع: "إن الذين يعيشون هنا هم أكراد ولن يخرج أحد من تحت الدم الذي قد يسيل وهذا يسري على قنديل (مقر قيادة حزب العمال الكردستاني) كما على الحكومة الفدرالية. وهي رسالة أيضا إلى عائلتي البرزاني وطالباني وكل الشخصيات في جنوب كردستان (أي شمال العراق). إن الأكراد ليسوا بحاجة إلى الحروب وإلى الدم".
وذكر أوجلان بالبروتوكول المؤلف من 10 بنود الذي وقعه عام 1982 مع إدريس البرزاني والد رئيس إقليم كردستان الحالي نتشيروان برزاني، حول عدم الدخول في صدامات، مشيرا إلى إمكانية تجديده.
اقرأ أيضا: أوجلان يوجه رسالة إلى الحكومة التركية: لا نريد الانفصال
ووجه سلامه إلى نتشيروان برزاني ومسرور برزاني وأبناء طالباني، قائلا: "إن إراقة الدم الكردي غير مقبولة أبدا. وإذا كان من خلافات فلتحل عبر الحوار. ووحدة الأكراد تمر عبر روج هيلات وروجافا وباشور وباكور (أسماء أجزاء كردستان الأربعة بحسب القوميين الأكراد)".
وحول الوضع في شمال سوريا، الذي يطلق عليه القوميون الأكراد اسم "روجافا"، يقول أوجلان: "مما أسمعه الوضع ليس جيدا وليس سيئا. المسؤولون الحزبيون هناك لم يستطيعوا تنمية البنية الديمقراطية وبقيت صغيرة. وهذا لا يحل أي مشكلة. وإذا لم تكن قويا لا تستطيع حل أي مشكلة. ويجب تكبير وتنمية البنية التنظيمية في أجزاء كردستان الأربعة. وإذا كان الدكان صغيرا فليس مقبولا أن تكون المقاربة صغيرة. والأكراد لا يحتاجون إلى دكاكين صغيرة. ولا يجب أن يكون التنظيم مستندا إلى عرق أو مذهب. وحزب العمال لم يكن يوما كذلك".
وحذر أوجلان أي جهة تحاول أن تجري حسابات من خلاله هو، بحسب الصحيفة، التي نقلت قوله: "لا يجب على أحد أن يقوم بحسابات من خلالي أنا. إن ما فعلته خلال 50 عاما العالم كله يعرفه. أنا ومن معي في الزنازين نعمل ما بوسعنا من أشياء جيدة. لكن من ينظر إلي بعين خاطئة عليه ألا يفعل ذلك. وليس من شيء لنخفيه. توجد مشكلة كبيرة. يوجد دم يراق وعلى الجميع التحرك بشكل صحيح".
وأخيرا دعا أوجلان حزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي في تركيا إلى أن "يطور ويكبر نفسه وأن يتحرك برؤية أوسع، وأن يكون قويا، وإلا فإن الطرف المقابل سوف يمحوه".
وتتهم تركيا حزب العمال الكردستاني عموما وأوجلان تحديدا بشن هجمات على المدنيين وعلى مؤسسات الدولة وإراقة دماء الآلاف، بمن فيهم أكراد معارضون للأفكار الاشتراكية أو القومية أو الانفصالية، والعمل في إطار أجندات أجنبية، وذلك منذ تأسيس المنظمة عام 1974، فيما تقول الأخيرة إنها تسعى لانتزاع حقوق الأكراد من حكومات منعتهم من استخدام لغتهم وممارسة حرياتهم.