هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال تقدير موقف إسرائيلي إن "إسرائيل يجب أن تستعد لاحتمال أن يكون جون بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات القادمة، وهو نائب الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020، لأنه يرجح أن يحاول المناورة بين إبقاء قاعدة الناخبين خارج المركز السياسي، ومحاولة الحصول على دعم الجناح الأصغر، وأكثر نشاطا للحزب الديمقراطي من خلال التنازلات السياسية".
وأضاف
إلداد شافيت وآري هاستن، في تقديرهما الذي نشره معهد أبحاث الأمن القومي التابع
لجامعة تل أبيب، وترجمته "عربي21"، أنه
"على صعيد السياسة الخارجية، فإن بايدن مؤيد لإسرائيل منذ فترة طويلة، ولكن إذا فاز
في الانتخابات، فمن المحتمل أن تنشأ توترات بينه وبين الحكومة الإسرائيلية حول
قضيتين رئيسيتين: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتهديد النووي الإيراني".
وأشار
شافيت، الجنرال المتقاعد، ويعمل حاليا باحثا كبيرا في الجيش، والمساعد السابق لرئيس
قسم البحوث بمكتب رئيس الوزراء، ومسؤول عن صياغة تقييمات استخبارية حول القضايا الإقليمية
والدولية، إلى أنه من الأفضل أن تقوم إسرائيل ببدء التواصل مع بايدن ومستشاريه بأقرب
وقت ممكن، وإنشاء قناة سرية للمحادثات السياسية، لتكون أساسا لبناء الثقة والاحترام
بين الجانبين".
وأكدا
أنه "في الوقت نفسه، وفي محاولة لإعادة بناء دعمها من الحزبين، يجب على
إسرائيل أن تحرص على عدم اتخاذ خطوات أثناء الحملة الانتخابية، التي يزداد فيها
الاستقطاب السياسي فقط، وهي تدابير سيتم تفسيرها في واشنطن على أنها دعم أحادي
الجانب".
وأوضح
هاستن، خبير السياسة الخارجية الأمريكية، والعلاقات الاستراتيجية الإسرائيلية الأمريكية،
والمتخصص بالقضية الإيرانية والحرب الأهلية في اليمن، أن "مثل هذه الخطوة
ستساعد على تقليل الضرر الذي يلحق بالعلاقة الأوسع بين البلدين، نتيجة لنقاط
الخلاف المتوقعة، إذا تم انتخاب بايدن رئيسا، ومن المهم الآن مراقبة ومعرفة
البرنامج السياسي الذي سيخوضه بايدن في الانتخابات، والآثار المحتملة على مصالح
إسرائيل في حالة انتخابه، مع العلم أن أزمة كورونا أدت لتغيير مضمون وشكل الحملة
الانتخابية الرئاسية الأمريكية المقبلة".
وأشارا إلى أنه "من حيث المحتوى، سيكون بايدن ناقدا لإدارة دونالد ترامب على الدوام، رغم
افتقاره لحضور الرئيس الهائل في الإعلام، واستخدامه البيت الأبيض كخلفية لخلق
الأخبار، لكن رغبة بايدن في زيادة جمهوره لأقصى حد تتطلب منه إيجاد التوازن الدقيق
بين مناشدة القاعدة الانتخابية، وتأرجح الناخبين في الدول الرئيسية كمرشح معتدل،
ومحاولة الاستيلاء على قلب الجناح الأصغر، والأكثر نشاطا في الحزب الديمقراطي".
وأضافا
أنه "من وجهة نظر إسرائيل، فإن مجالات السياسة التي لديها أكبر إمكانية
للتأثير على الأمن القومي لإسرائيل هي السياسات التي تخصها بشكل مباشر، خاصة
النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وتلك التي تهم إيران، لا سيما القضية النووية الإيرانية،
وطوال حياته المهنية الطويلة في المناصب العامة، أعرب بايدن عن قدر كبير من المودة
والتقدير لإسرائيل في الجوانب الأخلاقية والاستراتيجية".
وأوضحا
أن "بايدن أعلن نفسه صهيونيا، رغم انتقاده حجم المساعدات الخارجية السنوية البالغة
3.8 مليار دولار لإسرائيل، أو التغاضي عنها، أو إلغائها، ووصفها بأنها "خطأ
فادح"، وفي الوقت نفسه، وفي 2014، عبر عن اختلافاته الجوهرية مع رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو، رغم أن صداقتهما بدأت في الثمانينيات، إلا أن علاقته الشخصية بينهما
قد تكون أقل إيجابية اليوم".
وأشارا إلى أن "خلاف بايدن مع نتنياهو يرجع جزئيا إلى خطاب نتنياهو في آذار/ مارس 2015 أمام الكونغرس
ضد الاتفاق النووي مع إيران، وهي خطوة اعتبرها البيت الأبيض عملا صارخا من عدم
الاحترام".
وتوقعا
"نشوب ثغرات سياسية كبيرة في القضية الفلسطينية بين إدارة بايدن والحكومة
الإسرائيلية، وقد ذكر في أغسطس 2019 أنه يجب ممارسة ضغط مستمر على الإسرائيليين
للتحرك نحو حل الدولتين، والتأكيد أن تعزيز ضم الأراضي، وتطبيق السيادة
الإسرائيلية في الضفة الغربية تحت غطاء صفقة القرن، سيثير توترات مع حكومة بايدن
المستقبلية".
وأكدا
أن "إدارة ترامب ستجري تعديلات بشأن قرار إدارة ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة
لإسرائيل، ونقل السفارة إليها، والعودة للصيغة التقليدية بأن القدس الغربية ستكون
عاصمة لإسرائيل، بينما ستكون الشرقية العاصمة الفلسطينية، صحيح أن بايدن لن يعيد
السفارة لتل أبيب، لكنه سيعيد فتح القنصلية الأمريكية التي تعمل مع الفلسطينيين في
القدس".
وأوضحا
أنه "فيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية، يعتبر بايدن أنه إذا عادت إيران
لالتزاماتها النووية، فسيعود للاتفاقية النووية كنقطة انطلاق، وسيعمل مع حلفائه في
أوروبا والقوى العالمية الأخرى لتمديد القيود النووية في الاتفاقية، ما سيثير رفض
إسرائيل، وعدم السماح بإعادة عقارب الساعة للوراء، لأن السياق السياسي الداخلي
الإسرائيلي سيصعب على أي رئيس وزراء إسرائيلي قبول نهج بايدن".