خبراء: السيسي يستغل أزمة "كورونا" لتسريع العاصمة الإدارية

انتقد سياسيون وخبراء اقتصاد إصرار رئيس سلطة الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، على إسراع وتيرة العمل في العاصمة الإدارية الجديدة؛ دون الأخذ في الاعتبار تداعيات أزمة فيروس كورونا صحيا على العمالة.

وخاطب السيسي الفئات المتضررة من العمالة اليومية، التي غابت عن أعمالها بسبب مخاوف تفشي فيروس كورونا، بالتوجه إلى العاصمة الإدارية للعمل هناك، قائلا: "أنا جت لي شكوى إن العمالة مش موجودة، أنا رسالتي للعمالة، إحنا حرصنا على إننا نوفر في كل مواقع العمل المختلفة التأمين اللازم".

وأضاف خلال حفل افتتاح عدد من المشروعات، قبل يومين: "أي حد عاوز يشتغل اطلع على العاصمة (الإدارية)، اطلع على رشيد، اطلع على المنصورة الجديدة، اطلع على العلمين، في شغل، علشان ترجع للمعدلات والأرقام اللي بنتكلم فيها".

تأتي الدعوة بفتح أسواق العمل للعمالة اليومية في قطاع الإنشاءات والمقاولات التي تُقدر بنحو 3.5 مليون، وفق الأرقام الرسمية، على الرغم من تزايد عدد الإصابات اليومي بفيروس كورونا، ودخوله فئة المئات منذ بضعة أيام، ما يهدد بزيادة الإصابات في الأيام المقبلة.

العمل بعد التأجيل

وكانت الرئاسة المصرية أعلنت في بيان لها، مطلع الشهر الجاري، تأجيل افتتاح عدد من المشروعات "القومية" إلى العام المقبل 2021 "لظروف وتداعيات عملية مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، سواء على المستوى الوطني أو العالمي".

وجاء التأجيل بعد أيام فقط من قرار رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، بضرورة عودة عمل شركات قطاع المقاولات بكامل طاقتها فى كل المواقع، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية لمجابهة فيروس كورونا.

وتسببت أزمة كورونا في تأخر حصول مصر على قروض دولية بقيمة 1.8 مليار دولار، ما يهدد بتعطل تنفيذ بعض مشروعات السكك الحديدية ومترو الأنفاق.

ووفق صحيفة المال المصرية؛ فإن الحصول على القرض سيتأخر لمنتصف عام 2021 بسبب إعادة ترتيب المؤسسات الدولية لأولوياتها للتصدي لتداعيات انتشار فيروس كورونا.

"استغلال ظروف العمالة"

انتقد الوكيل السابق للجنة الإسكان بمجلس الشعب المصري، عزب مصطفى، قرار السيسي بإعادة فتح سوق العمل أمام العمالة اليومية، وتجاهله للأزمة المالية التي تحوم مصر حولها، قائلا: "مشروع العاصمة الإدارية الجديدة متعثر من جائحة كوفيد-19، بسبب امتناع الشركات الصينية عن تمويل بعض المشروعات بمبلغ يصل إلى أكثر من ثلاثة مليارات".

وأوضح لـ"عربي21": "شركة المقاولون العرب أعلنت في وقت سابق تعليق العمل في العاصمة الإدارية بعد إصابة أكثر من 17عاملا، ورغم ذلك يقوم السيسي باستغلال العمالة المضطرة للعمل في هذه الظروف المميتة والخطرة للعمل في بعض المشروعات في العاصمة الإدارية، رغم حجم الخطورة الداهم لهذا الفيروس الخطير".

وأكد البرلماني المصري السابق، أن"دعوة السيسي تعني أن سلامة العمالة المصريه ليست في مقدمة اهتمامه؛ حيث إن معظم الدول تقدم الدعم للعمالة المتضررة، في حين تصرف الحكومة لنحو 15% منها 500 جنيه فقط لمدة 3 شهور".

"السيولة تهدد عاصمة السيسي"

وتوقع الخبير الاقتصادي، أحمد ذكرالله، تجاهل السيسي للأزمة المالية، ومضيه قدما في مشروعاته الخاصة، وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة، قائلا: "الأزمة الرئيسية لدى السيسي الآن، هي عودة العمالة؛ لأن هناك نقصا كبيرا في العمالة، ورغم دعوة رئيس الوزراء لعودة نشاط المقاولات للعمل، إلا أن هذا الأمر سوف يستغرق وقتا طويلا، ولن تعود للمواقع بشكل كامل".

وأرجع في حديثه لـ"عربي21" سبب غياب العمالة إلى "تخوف بعض العمالة والمشرفين والمهندسين من الإصابة بفيروس كورونا، ولعل بعضهم لديه بعض المدخرات للاعتماد عليها في ظل تلك الظروف الصعبة، والقدرة على البقاء في المنزل قليلا".

موضحا أن "نظام السيسي حريص على استمرار العمل في بعض هذه المشروعات، وخاصة مشروع العاصمة الإدارية، ولن يؤجل النظام كثيرا افتتاح هذه المشروعات، وسوف تعاود العمل في مواقع هذه المشورعات المختلفة، إلا إذا تعرضت لأزمة نقص سيولة كبيرة، وهذا هو المتوقع في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية".