هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تصادف هذه الأيام الذكرى الأولى لاعتقال السلطات السعودية للقيادي في حركة حماس محمد الخضري ونجله هاني، وجددت الحركة السبت، مطالبتها للرياض بالإفراج عن المعتقلين وبينهم الخضري، خشية من انتقال عدوى فيروس كورونا إليهم.
وشددت الحركة في بيان لها
أن "انتشار فيروس كورونا، يحمل مخاطر حقيقية على حياة المعتقلين، ما يزيد من
معاناتهم ومعاناة أسرهم".
وفي غضون ذلك، نشرت وكالة
"قدس برس" السبت، تقريرا عن القصة الكاملة لممثل حركة حماس المعتقل في
السجون السعودية، لافتة إلى أنه تم تعيينه ممثلا للحركة بالسعودية في عام 1993، متمتعا
بالصلاحيات الدبلوماسية كافة.
وذكر التقرير أن الخضري (82
عاما) يعد أول ممثل لحركة حماس في السعودية، ومعتقل منذ عام برفقة نجله البكر هاني
(50 عاما)، وعشرات الفلسطينيين والأردنيين، بتهمة الانتماء لـ"كيان إرهابي"،
وجمع تبرعات للفلسطينيين.
مكتب تمثيل
وأشار التقرير إلى أنه مع
اشتداد ذروة الانتفاضة الأولى (1987-1994)، وبروز دور مهم لحماس فيها، فتحت الحركة
مكتب تمثيل رسمي لها على ساحل البحر الأحمر في مدينة جدة، بقيادة الخضري، ليكون
سفيرها في السعودية، بمباركة الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية آنذاك.
وأفاد عبد الماجد شقيق
القيادي الخضري بأن الأخير وصل لمنصب "دبلوماسي حماس" بالسعودية قادما
من الكويت، التي عاش فيها ثلاثة عقود، منذ تخرجه من كلية الطب في القاهرة عام
1962، وانضمامه للجيش الكويتي، وعمله في المستشفى العسكري، ليصبح مديرا تنفيذيا
برتبة "عميد طبيب".
وأوضح أنه في عام 1991 وبعد غزو صدام للكويت، اضطر كحال أغلب الفلسطينيين،
للمغادرة، حيث استقر به المطاف في الأردن لمدة عامين، قبل الانتقال إلى السعودية،
مبينا أن شقيقه كان يعمل على مدار عقدين من الزمن كممثل لحماس في السعودية
(1993-2010).
اقرأ أيضا: حماس تطالب السعودية الإفراج عن معتقليها خشية "كورونا"
وتابع: "خلال تلك
الفترة تناوب على الاستخبارات السعودية كل من: تركي الفيصل، ونواف بن عبد العزيز،
وبندر بن سلطان، ومقرن بن عبد العزيز، وجميعهم كانوا على تواصل مباشر ورسمي معه،
كما تم تعيين ضابط برتبة لواء للتنسيق معه يدعى، محمد الغامدي (أبو سعود)".
وأكد أن القيادي الخضري لعب
دورا مهما في توطيد علاقة "حماس" مع السعودية، لا سيما خلال جولة الشهيد
الشيخ أحمد ياسين الخارجية، وزيارته للرياض، في صيف العام 1998، بعد الإفراج عنه من
سجون الاحتلال، ولقائه مع ولي العهد السعودي آنذاك عبد الله بن عبد العزيز، إذ كان
ممن حضروا اللقاء.
وأشار الخضري إلى أن شقيقه عمل
خلال فترة العاهل السعودي الأسبق فهد بن عبد العزيز، والسابق عبد الله بن عبد العزيز،
بجمع التبرعات بشكل رسمي لصالح فلسطين، وتوجد مكاتبات رسمية بينه وبين المسؤولين السعوديين
بذلك.
دعوى قضائية
وبيّن أن شقيقه "محمد"
منذ اعتقاله من منزله قبل عام، خاطبت العائلة الجهات الحقوقية والدولية كافة، ورئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس، وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، من أجل الإفراج
عنه، لكن دون جدوى، كاشفا أن العائلة رفعت دعوى قضائية في المحاكم البريطانية لطلب
الإفراج عنه.
ورأى أنه لا يعرف إن كانت قيادة
السعودية الجديدة سوف تستجيب لكل هذه الضغوط بالإفراج عن شقيقه المريض لكبر سنه ومرضه
أم لا، محملا الرياض المسؤولية الكاملة عن حياته، كونه يعاني من مرض السرطان ولا يستطيع
خدمة نفسه.
و"الخضري" من مواليد
مدينة غزة في العام 1938، أتم دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارسها،
قبل التوجه إلى مصر عام 1956، لدراسة الطب في جامعة القاهرة، وقد تخرج منها عام
1962، ليعود إلى غزة، ويعمل في مستشفى الشفاء الطبي، لمدة 9 شهور، قبل أن يغادرها إلى
الكويت.
وفور وصول "الخضري"
إلى الكويت عام 1963، عمل في شركة طبية خاصة، ومن ثم التحق بالجيش الكويتي كطبيب، وبعد
فترة، حصل على درجة "الزمالة" من جامعة "إدنبرة" البريطانية، في
تخصص أنف وأذن وحنجرة، وبقي في الكويت.
وكشف الخضري أن شقيقه شارك في
حرب حزيران عام 1967 ضمن القوات الكويتية، التي أرسلت لمساعدة القوات المصرية على جبهة
قناة السويس، وكذلك في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، حيث كان ضمن القوات الكويتية لمساعدة
القوات السورية على الجبهة السورية، وله عدة مؤلفات في الدراسات القرآنية والإسلامية.
وذكر أن السلطات السعودية اعتقلت
شقيقه ونجله في نيسان/ أبريل 2019، وأبقته في العزل الانفرادي حتى تموز/ يوليو
2019، في سجن "ذهبان" بمدينة جدة، وسمحت له لاحقا بزيارات شهرية قبل عرضه
على المحكمة في أول جلسة، آذار (مارس) 2020، ومن المقرر أن تعقد الجلسة الثانية في
12 رمضان المقبل.
وأشار إلى أنه تم نقل شقيقه
إلى سجن "حائر" بالرياض، وهو بحاجة مستمرة إلى اهتمام وخدمة ورعاية صحية،
وأبقت على اعتقال نجله في سجن "ذهبان" في جدة، مفيدا بأن تهمتين تضمنتهما
لائحة الاتهام بحق شقيقه، الأولى الانتماء إلى "كيان إرهابي"، دون توضيح
ماهية التنظيم، والثانية جمع تبرعات للفقراء الفلسطينيين.