هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية، إن "ما حصل في الساعات الأخيرة من انضمام بيني غانتس إلى بنيامين نتنياهو، وما أسفر عنه من تفكك حزب أزرق-أبيض، يعني أن ما يمكن وصفها بحالة الهوس هي التي انتصرت في السياسة الإسرائيلية"، لأن الاستطلاعات التي دفعت غانتس لتفكيك حزبه، كفيلة بأن تأخذ نتنياهو إلى انتخابات رابعة قريبة، والفرق الأساسي بين الاثنين تراجع بعد الاتفاق الأخير".
وأضافت
موران أزولاي في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "ثلاث جولات انتخابية سابقة خلال عام واحد، تطلبت من غانتس أن يصل لهذه النتيجة التي دفعته للتوافق مع نتنياهو، وفي ظروف أكثر
راحة له، رغم أن ثلاث جولات انتخابية ألقى غانتس فيها بكل ثقله ضد نتنياهو، ووصفه
بأبشع الصفات، لكنها انتهت أخيرا لأن يكون جزءا من حكومة برئاسة نتنياهو".
وأكدت
أن "غانتس ذاته تحدث أكثر من مرة سابقا عن أن أي حكومة برئاسة نتنياهو ليس لديها
المسوغ الأخلاقي للبقاء، وفي حال تم التوقيع على الاتفاق النهائي بين الليكود
بزعامة نتنياهو و"حصانة إسرائيل"، الذي تزعمه غانتس بعد تفكك أزرق- أبيض،
فإن نتنياهو سيثبت للجميع أنه قادر على فعل كل ما لا يستطيع الآخرون القيام به، وإدارة
اللعبة السياسية بالقدرات الأقصى التي يحوزها، مما مكنه أخيرا من تشكيل الحكومة".
وأشارت إلى أنه "وفق اعتبارات معسكر اليمين الإسرائيلي فإنه سجل خسارة، لأن نتنياهو
تنازل عن حقائب مهمة تقع في قلب الأجندة اليمينية في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها
وزارتا القضاء والحرب. ورغم ذلك، فإنه على المستوى الشخصي يمكن لليمين أن يسجل إنجازات
كبيرة، وهو الأهم بالنسبة له، لكنه حتى هذه اللحظة، أزال التهديد الذي ترقب إزالة
عهده من الحلبة السياسية الإسرائيلية، وليس هناك من انتصار أفضل من ذلك".
وأوضحت
أنه "بعد لحظات فقط على إعلان تفكك أزرق- أبيض، بدأ التساؤل يزداد في أوساط
اليمين حول رغبة غانتس بأن يكون رئيس حكومة، أم إنه يهرب من هذا الاستحقاق، لكن أمرا
واحدا واضحا، وهو من أجل أن تكون رئيس حكومة في إسرائيل، وهو ما تعلمه نتنياهو
خلال العقد الأخير، يجب أن تكون مصابا بالهوس حتى تحوز على قيادة إسرائيل، لا يكفي أن تقول إنك تريد أن تكون رئيس حكومة".
وأضافت
أنه "في حالة غانتس، فهو لم يبث أجواء الهوس في أوساط مناصريه، بل لم يتأكد
من فرضية أنه يريد أن يصبح رئيس حكومة إسرائيل من الأساس، لأن معسكر الوسط واليسار
رأى في غانتس بديلا سلطويا لنتنياهو، ومرشحا لرئاسة الحكومة، تحت شعار "إلا
بيبي".
وأشارت إلى أن "الدراما التي شهدتها الحلبة السياسية الإسرائيلية في الساعات الأخيرة من خلال
توافق غانتس مع نتنياهو، ملخصها أن الأخير حافظ على معسكر اليمين، ولم يتراجع عن وعوده
مع ناخبيه، والأهم من ذلك عمل بوسائل نظيفة، وأحيانا قذرة للحفاظ على وجود جمهوره في
سدة الحكم".
وختمت
بالقول بأن "غانتس من جهته نجح في إحداث تشققات داخلية، وصولا إلى الانهيار والانفصال
عن المعسكر الذي دعمه، ورشحه، ووفر له أغلبية في الكنيست، وأخل بوعوده مع ناخبيه".