هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وجه
رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري، رسالة رد على تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية
المتعلقة بتطبيق صفقة القرن، دون اعتراض الأردن والسلطة الفلسطينية عليها بعين
الاعتبار.
واستعرض المصري في مقال نشره بموقع "عمون" المحلي
تاريخ الأردنيين في مقاومة المشروع
الاحتلالي، ودحره في معارك عديدة.
وأشار إلى أن الأردنيين هم من خَلعوا جذور أول وهم صهيوني، لإقامة
مستوطنة يهودية أوروبية في جزء من بلادهم في العام 1880، رافضين كل عروض الإغراء،
التي قدمها صاحب المشروع لورانس أوليفانت، المسيحيّ المتصهين من جماعة المورمون.
وأضاف أن الأردنيين في أم قيس في العام 1920، رفضوا أن "تكون بلادهم
مرتبطة بالحكومة البريطانية الصهيونية، التي بدأوا بإنشائها في فلسطين".
ومنذ قيام المشروع الصهيوني، فإنها لم تنقطع
هواجس الأردنيين، خوفا على وطنهم من جيرة الشراسة القسرية، بحسب ما قاله المصري الذي
أضاف لذلك أن "الهاجس العام للشعب الأردني، حول أحواله المعيشية والاقتصادية
والاجتماعية والسياسية، ظل النظر إليه محكوما بتطوّرات المشروع الصهيوني ونجاحاته
في الجوار الفلسطيني".
اقرأ أيضا: برلماني أردني: المنطقة لن تستقر دون حل القضية الفلسطينية
ويوضح أنّ الشعب الأردني يربط هذه الأحوال
على الدوام بـ"تصفية مخرجات ومفردات الكارثة الفلسطينية على حساب وجوده
وهويته ومستقبل دولته".
وينبه إلى أن هذه الهواجس التاريخية "تتجدد اليوم" مع
تردّي أحوال الشعب المعيشية، وأحوال الحريّات العامة في واقعه السياسي، وفي أداء
المؤسسات في حكوماته، وتدنّي وضحالة مستوى الخطاب العام لحكوماته، وتفريغه من
السياسة، وعلى نحو يبدو فيه واقع حال الشعب وهواجسه في واد، بينما خطاب حكوماته،
في واد آخر.
ويعتقد
أن "ما هو أكثر بؤسا" هو أن لا تلقى تلك المخاوف والهواجس الشعبية
المحقّة "أيّ اكتراث يُذكر من الحكومات وأركانها، في الوقت الذي تصم فيه
الآذان بشاعة وَوقاحة وشَراسة المضامين الفعلية لخطّة ترامب ونتنياهو،
الأمريكية الصهيونية، المسّماة صفقة القرن".
ويقول: "كثيرة هي الخيارات المتاحة لهذا الشعب، في ردع ومقاومة المشاريع
التي تستهدف أرضه وهويته وحضوره، بما في ذلك التبجح الأخير لنتنياهو".
ويؤكد أن للشعب الأردني، في هذا المضمار "سجلا حافلا وخالدا،
في الدفاع والنصر والنجاح. وهذا الشعب يرفض بكل وضوح وقوة والتزام مشروع ما يسمى
بالوطن البديل ولن يرضَى، ومعه الفلسطينيون بهذا الحل مهما كانت الظروف والأسباب".