هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب
المعروف جوناثان كوك إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنهك الناخبين
برفضه التخلي عن منصبه، بينما لا يجد
منافسه بيني غانتس طريقا سالكا نحو السلطة.
ويضيف كوك
في مقال له في صحيفة ميديل إيست أي البريطاينة، أن الحدث المثير في سياق
الانتخابات، هو ارتفاع مستوى الدعم الذي حصلت عليه القائمة المشتركة، الفصيل الذي
يمثل الأقلية الفلسطينية الكبيرة في الداخل.
وحسب كوك
فهناك ثلاثة تفسيرات محتملة لارتفاع مقاعد القائمة.
أما الأول، فهو أن المواطنين الفلسطينيين الذين يشكلون خمس سكان إسرائيل، شعروا فيما يبدو
وللمرة الأولى أن أصواتهم مهمة ومؤثرة، أو أنها ينبغي أن تكون كذلك.
مضيفا أنه في
شهر نيسان/ إبريل من العام الماضي، في الانتخابات الأولى ضمن الدورة الحالية، لم
يشارك سوى أقل من نصف الناخبين العرب، ففازت القائمة بعشرة مقاعد. أما هذه المرة، فيتوقع
أن يكون ما يقرب من ثلثي الناخبين قد شاركوا في الاقتراع.
يعتقد كوك أن ذلك جزئيا يعود لخطة ترامب، التي تروج لما يسمى "تبادل الأراضي"، وهو الطموح الذي يتطلع إليه
اليمين بقيادة نتنياهو. من شأن تبادل الأراضي أن يسمح لإسرائيل بضم المستوطنات، وبالمقابل سوف تُنزع الجنسية الإسرائيلية عن ربع مليون فلسطيني يتم ضمهم إلى الدولة
الفلسطينية المنتظرة، التي ستقام على رقع من الأراضي.
هذا الخطر
المتربص بالفلسطينيين، هو الذي جعل كثيرا منهم يشارك هذه المرة بأعداد كبيرة، بعد
أن كانوا قد قاطعوا الانتخابات من قبل، أو فقدوا الثقة بالعملية السياسية فنأوا
بأنفسهم عنها.
ومع ذلك،
كان صعود نجم القائمة المشتركة سابقا على خطة ترامب. ففي أيلول/سبتمبر، وصلت
نسبة مشاركة الأقلية إلى ما يقرب من ستين بالمائة. يقول كوك.
حتى وقت
قريب – وحتما منذ انطلاق الانتفاضة الثانية قبل عشرين عاما– ساد شعور بأن
السياسة الإسرائيلية شأن يهودي بحت. كانت الأغلبية الصهيونية مجمعة فيما بينها على
المبادئ السياسية، بينما كان المواطنون الفلسطينيون يعتقدون بأنه لا قيمة
لمشاركتهم، وأن صوتهم ما كان ليغير من الأمور شيئا.
إلا أن
الانتخابات الثلاثة الأخيرة أوحت بدرس مختلف قليلا.
ما أثبتته
الانتخابات من خلال أصواتهم، أن الأقلية بإمكانها قطع الطريق على نتنياهو فلا يصل
إلى السلطة، ومن ثم الانتقام منه على تحريضه المستمر ضدهم وعلى ممثليهم، على
اعتبار أنهم أعداء للدولة اليهودية.
وبالفعل،
لو كانت مشاركة المواطنين الفلسطينيين أقل بكثير لربما تمكن نتنياهو من ضمان الفوز
بواحد وستين مقعدا، وهي المقاعد التي يحتاجها لتشكيل الحكومة.
موت معسكر
السلام
أما
التفسير الآخر لارتفاع نسبة المشاركة، حسب كوك، فهو أن عددا غير مسبوق من
الناخبين اليهود هبوا لمناصرة القائمة المشتركة.
تتكون
القائمة من أربعة أحزاب، واحد منها فقط – وهو حزب حداش الاشتراكي – يقول إنه حزب مشترك
بين اليهود والعرب.
تفاقم
تراجع الدعم اليهودي عندما أجبر حداش على الانضمام إلى القائمة المشتركة بسبب صدور
قانون جديد يتعلق بعتبة الحد الأدنى، وذلك تحضيرا لانتخابات عام 2015، مما اضطره
إلى الاحتكاك بحزب إسلامي وآخر ليبرالي، يعلن صراحة رفضه لإسرائيل كدولة يهودية.
إذن، ما
الذي أحدث التغيير في هذه الانتخابات؟
وجد اليهود
الذين يعدّون أنفسهم جزءا من معسكر السلام، أن أحزابهم "الصهيونية اليسارية"
التقليدية – العمل وميريتس – تتخلى عنهم. وإذ يتوجه الجمهور الإسرائيلي بشكل
متزايد نحو اليمين، يسارع الحزبان اليساريان "المؤيدان للسلام" نحوهم
ليلحقوا بهم، ولذا لم يعد أي منهما يتحدث الآن عن الدولة الفلسطينية أو عن إنهاء
الاحتلال.
يتعرض
الوسط الإسرائيلي حاليا للعصر، فها هم أنصار حزب العمل الأكثر صقورية ينتقلون إلى
حزب أزرق أبيض، بينما تجد أنصار السلام في حزب ميريتس يغازلون القائمة المشتركة.
قد تكون
أعدادهم قليلة، ولكنه تطور مشجع، بل يكاد يكون ثوريا، إذ يعني ذلك أنه للمرة
الأولى في تاريخ إسرائيل، هناك معسكر حقيقي للسلام ينشأ من داخل الجمهور اليهودي.
وهو ليس معسكرا يجري وراء حل الدولتين الوهمي، وإنما معسكر على استعداد للجلوس
جنبا إلى جنب مع الأحزاب الفلسطينية في إسرائيل، وحتى كشريك متواضع.
احتفل بذلك
أيمن عودة زعيم القائمة المشتركة يوم الثلاثاء قائلا: "هذه بداية صعود يسار
حقيقي".
لقراءة المقال كاملا اضغط (هنا)