طب وصحة

تعرف إلى أخطر الفيروسات القاتلة التي "صُنعت" في المختبر

البشرية انتصرت في حربها ضد الجدري في ثمانينات القرن العشرين لكن قبل ذلك كان من أخطر الأمراض التي هددت حياة الإنسان
البشرية انتصرت في حربها ضد الجدري في ثمانينات القرن العشرين لكن قبل ذلك كان من أخطر الأمراض التي هددت حياة الإنسان

نشر موقع "توب كافي" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن عمليات تعديل البكتيريا الموجودة أو المنقرضة للحصول على سلالات جديدة يمكن أن تؤثر على مناعة الإنسان، وتساعد في الحصول على الأدوية واللقاحات.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في بعض الأحيان يلجأ العلماء إلى "إنشاء" فيروسات جديدة تماما، لكن لا تشكل جميعها خطرا على البشر، حتى لو كانت تلحق أذى بالحيوانات التجريبية والبكتيريا.

جدري الخيول

ذكر الموقع أن علماء في جامعة ألبرتا الكندية ابتكروا فيروس جدري الخيول الفتاك، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بمرض الجدري المعروف، علما بأن هذا النوع من الجدري ليس له تأثير قاتل على البشر، وإنما لا يقتل سوى الخيول. وقد استغرق العمل على إنشاء الفيروس حوالي ستة أشهر، وكان ذلك تحت إشراف شركة تونيكس للأدوية.

والجدير بالذكر أن جزيئات الحمض النووي اللازمة لصنع الفيروس أرسلت إلى العلماء عن طريق البريد. ولم تتعدّ تكاليف شراء جزيئات الحمض النووي مئة ألف دولار، وهي تكلفة منخفضة نسبيا. وقد كان الرأي العام حول نتائج هذه البحوث مثيرا للجدل، حيث اعتبر النقاد أنه في حال إساءة استغلال هذا الفيروس من طرف الفاسدين سيصبح سلاحا فتاكا يهدد البشرية.

وأورد الموقع أن البشرية انتصرت في حربها ضد الجدري في ثمانينات القرن العشرين، لكن قبل ذلك كان الجدري من أخطر الأمراض التي هددت حياة الإنسان. ومن جهتهم، أوضح العلماء والمشرف على المشروع أن الفيروس تم إنشاؤه لتحسين اللقاح ضد الجدري. في المقابل، ادعى آخرون أنه يمكن الحصول على فيروس الجدري من مجموعة من الخيول البرية، عوضا عن إنشاء فيروس جديد تماما.

 

وعموما، تبقى الرغبة في الحصول على براءة الاختراع وتحقيق إيرادات خيالية السبب الرئيسي لخلق الفيروس.

الطاعون الأسود

في منتصف القرن الرابع عشر، توفي حوالي نصف سكان أوروبا بسبب مرض غامض، يطلق عليه اليوم اسم الطاعون الأسود أو الموت الأسود. كانت بكتيريا اليرسينيا الطاعونية وراء انتشار هذا المرض، وعلى الرغم من أنه لا يزال موجودا، غير أنه لم يعد يشكل تهديدا حقيقيا اليوم.

ونوه الموقع بأن علماء من جامعات مختلفة حاولوا في وقت سابق استعادة الفيروس، عن طريق استخراج بكتيريا من رفات شخص توفي جراء إصابته بالطاعون الأسود، وقد تمكنوا من الحصول على ثلاثين ملليغراما من خلايا الحمض النووي، الكمية التي اعتبرت كافية، وساعدت أطباء ألمان وكنديين على إعادة هذا الفيروس الرهيب. وقد أظهرت نتائج البحث أن فيروس الموت الأسود الحديث يشبه إلى حد كبير نظيره الذي انتشر في أوروبا وآسيا منذ أكثر من 600 عام.

شلل الأطفال

أفاد الموقع بأن إجراءات ابتكار هذا الفيروس مشابهة جدا لفيروس جدري الخيول، حيث وقع تسليم جزيئات الحمض النووي لعلماء في جامعة ولاية نيويورك عن طريق البريد. لا يقل فيروس شلل الأطفال، الذي تم "إنشاؤه"، خطورة عن الفيروس الأساسي، ولعل ذلك ما أثبتته التجارب التي أجريت على الفئران. وعلى الرغم من تمكن العلم من هزيمة هذا المرض، غير أن العلماء يصرون على استمرار التطعيم الإجباري، لا سيما في ظل إمكانية عودته بطريقة صناعية.

جدري الفئران

في وقت ليس ببعيد، قام علماء وموظفون من هيئة البحوث الأسترالية عن طريق الخطأ بـ"إنشاء" فيروس قاتل، يدعى جدري الفئران، الذي ينتمي إلى فيروسات الجدري الشائعة. وكان تطوير هذه السلالة جزءا من البحث، الذي كان من المقرر أن يؤدي إلى اختراع موانع الحمل. ومن أجل تجنب مخلفاته الخطيرة، قتل العلماء الفئران الحاملة للفيروس الجديد. وقد أخاف الفيروس العلماء لدرجة أنهم تكتموا عن نتائج البحث، وتشاوروا مع الجيش؛ لمعرفة ما إذا كان يمكن نشر نتائج هذه التجربة أم لا.

المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة

ذكر الموقع أن فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة من الفيروسات القاتلة التي ظهرت في بداية القرن الواحد والعشرين، وقد أصاب حوالي 8 آلاف شخص في 30 دولة من العالم، وأودى بحياة حوالي 700 شخص. وبعد مرور أكثر من 15 عاما، تمكن العلماء من "صنع" سارس 2 بين جدران جامعة كارولينا الشمالية عن طريق خلط السارس الطبيعي مع جزيئات البروتين.

لكن فشلت أساليب التطعيم والعلاجات التقليدية التي تستخدم عند الإصابة بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة في التغلب على فيروس الجهاز التنفسي الجديد. وقد أكد العلماء أن الدراسات كانت ضرورية؛ لأن الفيروس الطبيعي يمكن أن يتحور وتفشل اللقاحات في التغلب عليه، واتضح أنه من أجل إنتاج وسائل أقوى للتطعيم ضد الفيروس، "أنتج" الباحثون فيروسا أقوى.

فيروس داء الكلب وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية

أشار الموقع إلى أن العلماء تمكنوا في الآونة الأخيرة من "إنشاء" فيروس داء الكلب وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وتكمن الفكرة في استخدام فيروس هجين لتطوير لقاح سيكون مفيدا ضد الفيروسات. لكن لم يتم حل مشكلة داء الكلب، الذي ينتقل عن طريق عضّات الحيوانات المصابة، ما يعني أن تطوير مثل هذا اللقاح سيكون مفيدا للغاية.

إلى جانب ذلك، يعدّ فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروسا جديدا ظهر في المملكة العربية السعودية في 2010. وقد أصيب بفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الأول حوالي ألفا شخص، توفي منهم ما يقارب 630.

وأوضح الموقع أنه من أجل "إنشاء" فيروس هجين، احتاج العلماء إلى إضافة بعض بروتينات سلالة فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية إلى فيروس داء الكلب. في المقابل، أظهرت الاختبارات التي أجريت على الفئران نتائج إيجابية، مفادها أن الحيوانات أصبحت محصنة ضد كل من داء الكلب وفيروس كورونا. ووفقا لعلماء، يمكن أن يكون هذا اللقاح مفيدا للجِمال والإنسان على حد سواء.

فيروس فاي إكس 174

بين الموقع أن فيروس فاي إكس 174 من الفيروسات التي أنتجت في المختبرات، وتحديدا في معهد بدائل الطاقة البيولوجية في روكفيل، في ولاية ماريلاند. خلال تلك العملية، طور العلماء فيروسا اصطناعيا يعتمد على سلالة فاي إكس الطبيعية، وهو عبارة عن نوع من البكتيريا التي تقتل وتصيب البكتيريا، ولنشاطها تأثير سلبي على حياة الإنسان.

في الحقيقة، وقع "إنشاء" فاي إكس 174 في غضون أسبوعين فقط، ولديه العديد من القواسم المشتركة مع الفيروس الأم. فضلا عن ذلك، يعتقد العلماء أن إنشاء هذه البكتيريا سوف يسمح بالتقدم في تطوير البكتيريا الطفرية والاصطناعية التي ستستخدم لصالح البشرية.

فيروس مجهول

شارك أعضاء المختبر الوطني الفيزيائي وجامعة كوليدج بلندن في تطوير فيروس مجهول الهوية يقتل البكتيريا، ويملك كل الخصائص المميزة للفيروس الطبيعي. يشبه الفيروس المجهول إلى حد كبير فيروس فاي إكس 174، كونه بكتيريا، لكن على عكس الأول، يشكل هذا الفيروس خطرا كبيرا على حياة البكتيريا. على الرغم من فرط نشاطه، لا يشكل الفيروس الذي لم يكشف عن اسمه خطرا على البشر، لا سيما أنه لم يهاجم الخلايا البشرية خلال الاختبارات. خلافا لذلك، يأمل العلماء أن يستخدم الفيروس المكتشف في دراسة الأمراض البكتيرية لدى البشر وتطوير طرق العلاج.

أنفلونزا الطيور

أفاد الموقع بأن باحثين من هولندا طوّروا نسخة اصطناعية من أنفلونزا الطيور، تبين أنها أكثر فتكا من نظيرتها الطبيعية. نتيجة لذلك، أجريت اختبارات الأنفلونزا الجديدة على القوارض، ولم يكن اختيار الحيوانات مصادفة، لا سيما أن أعراض المرض للقوارض مشابهة جدا للبشر. لكن يخشى العلماء من أن تصل أنفلونزا الطيور الاصطناعية، مثلها مثل الفيروسات القاتلة الأخرى، إلى أيادي الفاسدين الذين يريدون استخدامها كأسلحة دمار شامل بيولوجية.

أنفلونزا الخنازير

في الختام، أورد الموقع أنه في بداية القرن العشرين، شهد العالم وباء مميتا أطلق عليه اسم أنفلونزا الخنازير، أودى بحياة حوالي مئة مليون شخص. في إحدى مراحل المرض، يتسرب الدم إلى رئتي الضحايا بحثا عن مخرج طبيعي من الأنف والفم، قبل أن يغمر الرئتين بالكامل. وقد ظهر الفيروس مرة أخرى في بداية القرن الحادي والعشرين. وبعد وباء سنة 2009، أخذ العالم يوشيهيرو كاواوكا عينات من السلالة المتحورة التي تسببت في وباء سنة 2009، واستخدمها لإنشاء سلالة أكثر فتكا مقاومة للقاحات.

 

1
التعليقات (1)
عمر أحمد محمد عرفان
الأربعاء، 19-08-2020 09:15 م
عديد من فيروسات والأوبئة تقتل البشر حول العالم كله عام

خبر عاجل