مقالات مختارة

المسلسلات الخليجية

أحمد المهندي
1300x600
1300x600

تطور التمثيل في بعض المسلسلات الخليجية يفوق سرعة الصاروخ، ليس من ناحية الأداء أو الإخراج أو الفن الراقي، لكن بسبب زيادة الإسفاف واستعمال الألفاظ البذيئة واستعراض النساء والمتاجرة بهن بحاجة أو دون حاجة، فلا يكاد يخلو عمل من وجود عدد كبير منهم. وما زلنا نتذكر كيف كانت المسلسلات تستعين برجال لأداء  أدوار نساء، حتى وإن كان الدور ضروريا وملحا كدور أم مثلا.


أما الآن هناك طوابير من النساء في كل مسلسل وتفصل لهن الأدوار تفصيلا. وليس مهما القصة بمثل ما هو مهم وجود عشرات الممثلات الفاتنات، وإذا اقتضى الأمر يمثلن أدوار رجال!!.
وماذا بعد؟ ماهو الجديد؟


التطور الكبير وصل إلى الملابس، فلم تعد الممثلة ترتدى المحتشم كما كان في السابق، بل بكل (قوة عين) تكون بملابس النوم والملابس القصيرة والشفافة التي لا يستطيع حتى محارمها من النظر إليها، ووصل الحال إلى أن المرأة يمكن أن تنام مع الرجل على سرير واحد، وتظهر في ملابس شبه عارية.


وفي بعض المسلسلات هناك الضم والرقص. طبعا ناهيك عن الحوار المليء بالسب واللعن واستعمال كلمات بذيئة.


وهناك أخطاء في اللهجة وعدم معرفة لعادات البلد وتقاليده، بسبب أن النص مثلا يكتب في دولة وينتج في دولة أخرى. ولا يكلف المنتج نفسه عمل مراجعة سريعة من ذوى الاختصاص، لأنه يريد التوفير وليس لديه وقت، وشهر رمضان قريب ويريد عرض المسلسل فيه، وينسى ما به من إسفاف وأن هذا شهر العبادة والتقوى وقراءة القرآن.


وتدور أغلب محاور القصص في المسلسلات الخليجية على (المغازل) والخيانة وشرب الخمر، وهذا هو في نظرهم مجتمعنا الخليجي.


فأين الدين والمساجد وحلقات الذكر وجميع أشكال العبادة من تلك المسلسلات وخاصة في رمضان؟


أين الشخصيات الدينية باللهجة الخليجية المحببة للأطفال؟


إننا نحتاج أن يضع لنا التلفزيون قبل بدء أي مسلسل خليجي عبارة للكبار فقط..+18.


الكثير من الناس أصبحوا يخشون المسلسلات الخليجية حتى ممن هم خارج الخليج.


لقد أعطينا صورة سيئة عن مجتمعنا الفاضل المحافظ.


أتمنى من المحطات الخليجية أن تبتعد عن مبدأ الكاتب الواحد ولا غير. وكذلك أرجو من المنتجين أن يحرصوا على التنويع سواء بالكُتَّاب أو الأعمال، فنحن بحاجة للأعمال الوطنية والتراثية وعدم تفصيل النصوص لتضم ممثلين معينين، فقط.


إن استمرار هذا التطور السريع والعنصرية بالتعاون مع أفراد معينين في اعتقادي، سيوصلنا إلى ما لا يحمد عقباه.


هذا، مع احترامي وتقديري لكل الفنانين المبدعين الذين نحرص على متابعة أعمالهم، ونبحث عنهم في كل قناة، لما لديهم من مسلسلات هادفة ومتميزة.

 

(الشرق القطرية)

1
التعليقات (1)
الداودي يوسف- ليبيا
الثلاثاء، 25-02-2020 11:38 ص
هو من بوز المجتماعات العربية ، إلا المحطات الممولة خليجيا ، من روتانا الى م بي سي.